وصف الشيخ / حسين عبدالله بن الأحمر قضية دماج بأنها من أخطر القضايا وأنها بالغة التعقيد ، جراء انعكاساتها السلبية وتداعياتها في حال توسعت على الأمن والسلم في الداخل اليمني، بل وعلى المنطقة برمتها. وأكد الأحمر في مؤتمر صحفي عقده مع فارس مناع محافظ محافظة صعدة في المركز الثقافي في المحافظة على أهمية وجوب تعاون جميع عقلاء وعلماء ورجالات اليمن للعمل لما من شأنه إيقاف الفتنة في دماج وإنهاء الاقتتال هناك، لأنه في حال استمرت هذه الفتنة فسيدفع ثمنها كل اليمنيون. وكشف الأحمر عن معوقات وعراقيل كثيرة واجهتها لجنة الوساطة التي يرأسها بهدف إفشال جهود ومساعي اللجنة وهي تعمل على إيقاف نزيف الدم في دماج بين الأخوة السلفيين والحوثيين. محملاً النظام السابق مسؤولية ذلك الذي قال أنه يعمل وما زال على إفشال تلك المساعي الخيرة التي يقودها عدد من مشائخ ووجهاء حاشد وبكيل. وأرجع الأحمر قيامه بمهمة الوساطة إلى الواجب الديني والأخوي والوطني الذي يحتم عليه وعلى عقلاء اليمن وفي مقدمتهم مشايخ محافظة صعدة ، وإيقاف الاقتتال وحقن دماء المسلمين في دماج وكتاف ووائل وإحلال الأمن والسلام في كل أرجاء اليمن . وقال) : إن حق الجوار والأخّوة يفرض علينا التدخل للصلح بين الطرفين السلفيين والحوثيين وقد عرضنا عليهم رغبتنا في التوسط بينهما فرحبا الطرفين). وفي معرض رده على سؤال حول قبول الحوثيين بوساطته رغم أنه خصم سابق لهم أوضح الشيخ حسين الأحمر أن الثورة الشبابية الشعبية جاءت لتجب ما قبلها وتزيل مساوئ وخلافات الماضي بكل سلبياته . وبما أن الحوثيين مكون من مكونات الثورة الشبابية الشعبية السلمية والتي تحتم علينا أن نؤمن بأنها جاءت لتزيل كل المظاهر السلبية والسيئة ، بعد أن كان النظام السابق يعمل على التفرقة بين الناس وتغذية الأزمات والخلافاتبين القبائل وبين الأحزاب وبين المنظمات وبين كل شرائح المجتمع . لكن بعد الثورة الشبابية الشعبية علينا أن ندفن الماضي بكل سلبياته ومساوئه وأن نتعاون على بناء الدولة المدنية الحديثة،ولهذا كان نزولنا إلى صعدة لإخماد نار الفتنة وإنهاء الاقتتال . وأشار الأحمر إلى أن المتواجدين في دماج هم إخواننا جميعاً سواء كانوا يمنيين أو غير يمنيين ، عرب أم غير عرب ، ومن أتوا إلى دماج من عرب وغيرهم وهم طلاب علم، وجاءوا للاستفادة والتعلم وليس عليهم أن يحملوا السلاح في ظل الدولة القادمة التي ستعمل على إنهاء المظاهر السلبية. وقال : ومن يطالب بترحيلهم هناك وزارة داخلية ومصلحة الهجرة والجوازات في حال كان هناك طالب دخل اليمن بصورة غير شرعية ، فعلى أي جهة متضررة ترفع بذلك إلى الجهة المعنية. وأضاف : أعتقد أن طلاب العلم في دماج لم يأتوا هذا العام بل هم متواجدون في دماج منذ عشرات السنين ، وإذا كنا نؤمن باحترام المذاهب والتعايش الفكري في المجتمع ، علينا ألا نبحث عن طرق نوجد من خلالها فتن طائفية أو مذهبية، وإذا كنا حريصون على وحدة وأمن واستقرار المجتمع علينا أن نحترم مساجد بعضنا بعضا، وأفكار بعضنا بعضا ، فربنا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة ، هناك إختلاف في الفروع لكنها يجب ألا تحملنا على ألا نقتل من أجلها . وأن نعمل جاهدين على إرساء قواعد التعايش المذهبي في محافظة صعدة وفي عموم اليمن وعدم التعرض بالتضييق لأي مذهب أو عمل عقدي يتفق نع روح الشريعة الإسلامية ، أما إذا كان هناك مذهب يدعو إلى الضلالة فلا بد للناس أن يعلنوا ذلك . وإخواننا السلفيون موجودون في كثير من بلدان العالم الإسلامي يعلموا ويتعلموا ولهم مساجدهم ومعاهدهم ، وليس من حقنا في اليمن أن نمنعهم من ذلك . وطالب الأحمر وسائل الإعلام المختلفة بعدم تضجيج وتأجيج الفتنة بين الأخوة السلفيين والحوثيين لأنه ليس من مصلحة أحد أن يقتتل الطرفان فالجميع خاسر ولن يكون هناك منتصر ، وأن تعمل تلك الوسائل على التهدئة ونقل الحقائق. من جانبه نفى فارس مناع - محافظ محافظة صعدة - علمه بوجود وساطة يقودها وزيران مكلفان من صالح كما جاء في مؤتمره الصحفي- الأسبوع الماضي- وقال مناع :. لا أعلم أن هناك وزيران قدما إلى صعدة للوساطة بين السلفيين والحوثيين ، وإنما كما سمعت أن هناك وزيران سابقين قاما بإرسال وسيطين آخرين، والوسيطان الآخران ، أرسلا ممثلين اثنين عنهما للجلوس، ثم السماع ، ثم المقيل، ثم اليأس ثم العودة إلى صنعاء. وأكد منّاع أن توليّه منصب محافظ محافظة صعدة جاء بتنصيب من الشعب وأنه يستمد شرعيته من الثورة الشبابية الشعبية التي تعبر عن إرادة الشعب ، والتي كانت صعدة أول محافظة تنتصر فيها الثورة الشبابية الشعبية . موضحاً أن حرية المعتقد والرأي هدف من أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وسيكافحون من أجل تحقيق ذلك. ودعا المتضررين من الأحداث منذ بداية الثورة الشعبية للرجوع إلى صعدة ، مبدياً استعداده للحوار معهم وتعويضهم والجلوس معهم وحل جميع مشاكلهم وتلبية كافة مطالبهم. وكان الشيخ الأحمر قد قام يرافقه عدد من مشائخ حاشد وبكيل ووجهاء محافظة صعدة بإزالة عدد من المتاريس والتحصينات التي استحدثها الحوثيون في موقع البراقّة والمشرحة والنقوع وكذلك تلك التي استحدثها السلفيين في جزء بسيط من جبل البراقة والتي تقدر مساحتها بخمسة متر هي حجم المساحة التي يسيطر عليها السلفيين وهي قمة الجبل الذي يطل على مركز دماج. وأشار الأحمر إلى أنهم شكلوا ثلاث لجان للنزول إلى البراقة والمشرحة ونقطة الخانق لمراقبة وقف إطلاق النار في (( البراقة والمشرحة )) وأما اللجنة الثالثة فستعمل على مراقبة نقطة الخانق والتأكد من عدم وجود أي استحداثات والإشراف على دخول القوافل الإغاثية والمواد الغذائية الداخلة إلى أهالي دماج.