انهى علي عبدالله صالح يوم 22 يناير حكمه الذي دام 33 عاما كرئيس لليمن و غادر على متن طائرة متجها الى عمان و قد يتجه بعدها الى امريكا. و قد انهى ذلك على الاقل مؤقتا صراع عنيف على السطة مزقها صراع اهلي لسنوات طويلة، و انتفضت الجماعات المعارضة قبل عام في ثورة مفتوحة على خطى شباب الثورتين التونسية و المصرية. السيد صالح الذي اضعفته الاصابة التي تعرض لها في التفجير الذي استهدفه في شهر يونيو، ظل متشبثا بالسلطة. و بدت اليمن لشهور عدة و كانها تنزلق نحو الفوضى الدموية. و لم ينحصر صراع القوات لموالية للسيد صالح على الطلاب المحتجين بل امتد ليشمل المجاميع القبلية و المنشقين من العسكر، تاركين الجماعات المتطرفة تعمل على تاسيس معاقل لها في شمال و جنوب البلاد وقد قام دبلوماسيون غربيون الى جانب زعماء خليجيون بابرام صفقة افضت الى رحيل صالح. و جاء رحيله بعد اتفاق قضى بمنح صالح و اعوانه حصانة من الملاحقة القضائية. كما تم تاجيل التوقيع على الاتفاق لعدة اشهر حتى يتم تكريس و اصدار قانون من البرلمان اليمني بهذا الشان و يعتقد ان رحيل السيد صالح سيعمل على التخفيف من حدة الاحتقان السياسي الذي تمر به اليمن. و قد نجح مبعوث الاممالمتحدة في اقناع الفصائل المتنافسة بخطة تفصيلية لتقاسم السلطة و استثنى فيها الجهاديين. و بالرغم من ذلك فلم يتقبل صالح الهزيمة في الوقت الذي يعتزم فيه العيش في المنفى و يقول انه ينوي العودة الى اليمن، الامر الذي من المرجح ان يعطل العملية البالغة الدقة لانتقال السلطة صالح الذي رحل ترك خلفه وطن مفلس و متصلب. و لعقود استطاع ان يحكم قبضته على السلطة من خلال تفضيل بعض القبائل على بعضها الاخر و و ايقاف الانفاق على بعض المسؤولين المصنفين بالمستقلين تماما. و قد وعدت حركة الاحتجاج التي تزداد قوة بانها ستدفع باتجاه اصلاحات سياسية جوهرية. و تعهدت باسقاط المسؤولين الفاسدين من وزارة الدفاع و الخطوط الجوية الوطنية و حتى من مدارس الفتيات وانتقد بعض المعارضين العملية الانتقالية التي وصفوها بسياسة حافة الهاوية التي تتبناها النخب طالما و ان هناك مرشح توافقي و حيد لهذا المنصب هو نائب الرئيس صالح. لكن الحوار الوطني الذي يجري الاعداد له، امامه الان على الاقل فرصة للنجاح حيث ان الزعيم – و هو من قدامى المحاربين – قد ترك منصبه و اصبح نظامه في موقف دفاعي. ان رحيل السيد صالح لا يمثل خطوة واضحة نحو الديمقراطية لكنها تسوية قد تجنب اليمن الدمار الذي حل بليبيا و سوريا في العام الذي انقضى. قليل من الناس يحتفلون اليوم في العاصمة صنعاء لكن الكثير قد تحقق و كان اكثر من المتوقع .