هذا التقرير هو الحلقة السابعة من سلسلة تقارير نشرتها مجلة "ذا نيشن"، حول زيارة للصحفي جيرمي سكاهيل (الفائز بجائزة أفضل محقق صفحي، من قبل شبكة ديموقراطي ناو) لمحافظة أبين التي سقطت بيد جماعة أنصار الشريعة. يتحدث احد قيادات الجيش (العميد محمد الصوملي قائد اللواء 125 ميكا في الجيش اليمني) عن الحاجة الى تطهير ابين من الارهابيين، الا ان الامر ابعد ما يكون عن البساطة. ان صواريخ الولاياتالمتحدة و قصف الجيش اليمني لزنجبار احدث المزيد من الدعم لانصار الشريعة، و سمح بتحقيق مزاعم انصار الشريعة بانهم يدافعون عن الشعب في مواجهة الهجمات التي ترعاها الولاياتالمتحدة. و عملت الهجمات كدليل ملموس على مزاعم العولقي و قيادات في القاعدة في شبه الجزيرة العربية ان الولاياتالمتحدة تخطط لاستهداف اليمن كما فعلت في افغانستان و العراق و باكستان . يقول امير انصار الشريعة. ابو حمزة المرقشي في فيديو بعنوان "رسالة الى ابين" نشر أواخر يناير أورد انه "بعث برسالة لاخوتي و لابناء ابين الشرفاء. لقد اجتمع العالم ضدنا بالتعاون مع هذه الحكومة الخائنة التي هدمت بيوتكم و دمرت البنية التحتية، التحقوا بالمعركة ضد هذه الدولة و حلفائها الامريكان" . ان العنصر الاساسي لتحقيق اي انجاز في اليمن يكمن في اجتياز متاهة نظامها القبلي. لعدة سنوات كانت محاباة القبائل داعما لنظام صالح. العديد من القبائل لديها نظرة محايدة تجاه القاعدة في شبه الجزيرة العربية او ينظرون اليها بانها تشكل ازعاج ثانوي. بعضهم قاتل ضد قوات القاعدة و البعض الآخر وفر لهم الملاذ الامن او السكن. ان موقف العديد من القبائل تجاه القاعدة يعتمد على نظرتهم لكيفية ايصال القاعدة لاجندة القبائل . لكن سياسة الولاياتالمتحدة اغضبت زعماء القبائل الذين استطاعوا تقييد نشاط القاعدة طوال ثلاث سنوات من القصف المنتظم، كما ان تلك السياسة قتلت الحافز لدى زعماء القبائل في الاستمرار بعمل ذلك. قال لي العديد من القادة الجنوبيين بغضب كيف ان الغارات الامريكية و اليمنية على مناطقهم قتلت المدنيين و الماشية و دمرت و اوقعت اضرارا بعشرات المنازل. اذا كان هناك من شئ عمل على نمو التعاطف القبلي مع القاعدة، فانه الغارات الامريكية و دعم الولاياتالمتحدة لوحدات مكافحة الارهاب التي تديرها اسرة صالح . يقول الشيخ علي عبدالله عبدالسلام و هو زعيم قبلي جنوبي من شبوة و الذي اختار لنفسه اسم "الملا زبارة " اعجابا بزعيم طالبان الملا محمد عمر "لماذا علينا ان نقاتلهم؟ لماذا؟" مضيفاً "اذا قامت حكومتنا ببناء المدارس و المستشفيات و الطرق ووفرت الحاجات الاساسية, سأعلن لها الولاء و ادافع عنها. حتى الآن لا تتوفر الخدمات الاساسية مثل الكهرباء و مضخات المياه لماذا علينا ان نقاتل القاعدة؟" و يضيف الملا زبارة ان القاعدة تسيطر على مناطق شاسعة في شبوة موضحا "ان الجماعة تقوم بتوفير الأمن و تمنع النهب. و اذا تعرضت سيارتك للسرقة فالقاعدة تعيدها اليك. لكن في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة فهناك نهب و سرقة، بامكانك ان ترى الفرق، اذا لم نتنبه فان القاعدة ستسيطر على المزيد من المناطق" .