أعاقت مكابح الحراك الجنوبي تقدّم مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، عبر مطالب مشاركة قيادات الجنوب في الخارج، ومطالب باستصدار قرارات رئاسية تعيد المبعدين عن وظائفهم، ومعالجة الأوضاع في الجنوب، وعلى رأسها إعادة ارغم إعلان الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن بدء الجلسات المغلقة وفرق العمل المتخصّصة، إلّا أنّ ذلك لم يتم رغم مرور يومين على الإعلان، إذ استمرت الجلسات العلنية والخلافات حول توزيع المشاركين على فرق العمل التسع، وسط حديث عن تأجيل غير معلن لمناقشة تلك القضايا في انتظار مشاركة قيادات جنوبية في الخارج في أعمال المؤتمر، وإصدار الرئيس عبدربه منصور هادي قرارات بمعالجة الوضع في الجنوب. واستمرت الخلافات خلال جلسة أمس بشأن توزيع المشاركين على فرق العمل، إذ احتج الحوثيون على وجود الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد ضمن الفريق المكلّف معالجة الأوضاع في محافظة صعدة، معتبرين وجود أتباع النظام السابق في قوام الفريق تمهيداً لاندلاع حرب جديدة، فيما احتج قياديون من حزب الرئيس السابق وينتمون إلى المحافظات الجنوبية على تشكيل فريق القضية الجنوبية بالمناصفة بين الشمال والجنوب، واعتبروا ذلك إقراراً بالانفصال. وأعاد المتحدثون التأكيد على مطالب غالبية مطلقة من أعضاء مؤتمر الحوار للرئيس هادي بإصدار قرارات بإعادة جميع الجنوبيين المبعدين إلى وظائفهم وإلغاء وثائق تمليك الأراضي والمباني والمؤسسات العامة التي كانت مملوكة للدولة في الجنوب والتي منحها الرئيس السابق لرجال أعمال وشيوخ قبائل وقادة في الجيش والأمن بدون وجه حق، واعتبروا ذلك شرطا للانتقال إلى جلسات العمل المغلقة. تكثيف اتصالات وأكّدت مصادر مُطلعة في مؤتمر الحوار في تصريحات ل «البيان»، تكثيف الاتصالات مع القيادات الجنوبية المقيمة في الخارج، لاسيّما الرئيسان علي ناصر محمد وحيدر العطاس، بغرض إشراكهم في أعمال مؤتمر الحوار، لافتة إلى أنّ «إطالة أمد الجلسات العلنية والنقاشات العامة تهدف إلى إتاحة المزيد من الوقت للمبعوث الدولي جمال بن عمر والرئيس هادي لإقناع أطراف في الحراك الجنوبي بالمشاركة في مؤتمر الحوار لضمان تحقيق نتائج جيدة وإيجابية تصب في خانة القضية الجنوبية، وتسحب البساط على الفصيل الذي يطالب بالانفصال». من جهته، قال القيادي الجنوبي البارز وزير الداخلية السابق اللواء حسن عرب إنّه لا أحد يستطيع الحديث اليوم عما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني، مشدّداً على أنّ قضية الجنوب تعتبر «مفتاح الحل». وأضاف عرب: «سنناقش امور بشكل جدي بعد توزيع فرق العمل التسع، حيث سنناقش جميع القضايا، ومنها القضية الجنوبية، وما يهمنا هو أن نخرج بالقضية الجنوبية بما يهم شعب الجنوب... سنناقش كثيراً من الأفكار بعقلية وسنخرج بكل ما يرضاه الشعب».