قال نبيل نعيم عبد الفتاح، الزعيم السابق لجماعة الجهاد الإسلامي في مصر بين عامي 1988 و1992، إن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن لم يقتل برصاص القوات الخاصة الأمريكية "سيلز" في العملية التي أطلق عليها " جيرنمو"، ولكنه نسف نفسه من أجل تجنب اعتقاله، بعدماً أطلقت القوات الأمريكية الغارة على المجمع الذي كان يختبئ به في "أبوت أباد" بباكستان في مايو 2011 . وفى مقابلة مع صحيفة "جلف نيوز" الخليجية الصادرة بالإنجليزية، قال عبد الفتاح إن دفن بن لادن في البحر قصة مريبة، مضيفاً أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كذب حينما أدعى أن بن لادن تم دفنه في البحر. وأكد القيادي الجهادي أن جسد بن لادن تحول إلى أشلاء صغيرة مشابهة لما يحدث مع الانتحاريين بعد التفجير، حتى لا يترك أي دليل للقوات الأمريكية للتعرف عليه . وأشار نعيم إلى أنه لم يكن في "أبوت أباد" وقت العملية الأمريكية، لكنه عرف بتفاصيل هذه القصة من أحد أقارب بن لادن . وأكد نعيم الذي كان حارساً شخصياً ل "بن لادن"، أن الأخير كان يرتدى حزاما ناسفا طوال الوقت على مدار السنوات العشرة الأخيرة في حياته، وأصرا على عدم تسليم نفسه للأمريكيين . ويتابع قائلاً: إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية خططت للقبض عليه حياً، إلا أن حساباتهم كانت خاطئة، فقام بتفجير نفسه لتجنب الاعتقال، كما أراد أن يحتفظ بأسراره بعد موته، وكان لديه رعاة كثر من دول الخليج الذين كانوا يرسلون إليه الأموال، وأراد إنقاذهم من أي مأزق، وكان قد أقسم أمام الكعبة على أن يحتفظ بكل أسراره حتى الموت . وأشار نعيم إلى احتمال أن يكون أحد أنصار بن لادن قد خانه، وقال إنه كان من الصعب التسلل على الدائرة المقربة حوله، وكان حرسه الشخصيون من اليمنيين أو السعوديين الذين لا يمكن أن يتم استغلالهم من قبل أي طرف معاد . ويفسر كيف وصل الأمريكيون إلى بن لادن قائلا إن شقيق أحد المعتقلين الكويتيين من أصل باكستاني في "جوانتانامو" كان مقربا من بن لادن، وظهر في الكويت في عام 2008 عندما طلبت "السي أي إيه" من السلطات الكويتية ألا تعتقله وأن تتعقبه، واستغل زيارة عائلته وذهب إلى باكستان بجواز سفر مزور، وكانت المخابرات الأمريكية تراقب هاتفه وتتعقب كل المكالمات لمعرفة من يتصل بهم، ثم اكتشفوا بعد ذلك أنه كان دائما يغلق هاتفه في منطقة محددة لا يكونوا فيها قادرين على تعقبه . وبعد أشهر من مراقبة الرجل، فشل الأمريكيون في إيجاد منزل بن لادن، فنظموا حملة التطعيم للأطفال، ووجدوا أطفالا عربا في المنطقة، واختبروا الحمض النووي لهم لتحديد أصل أبائهم، وبمجرد أن علمت المخابرات الأمريكية بوجود بن لادن وعائلته في "أبوت أباد"، قرروا تنفيذ الهجوم عليه . وأشار إلى أن من أخبره بتلك التفاصيل مصدر مقرب من أحد حراس بن لادن الذين قتلوا، ورفض ذكر اسمه لحمايته، مضيفا أن زوجة بن لادن ستروى هذه القصة في المستقبل . وتذكر ما قاله له بن لادن قبل وقت طويل في مكة، حتى قبل أن يترك الأخير السعودية، حيث قال: "لو تمكننا من جر أمريكا إلى المستنقع الأفغاني، فسنكون قادرين على تحقيق أشياء غير مسبوقة"، وللأسف تحقق ما قاله بن لادن، لأن الله منح أمريكا رئيساً غبياً للغاية، وهو جورج بوش الذي أرسل الأمريكيين على أفغانستان، حيث تمت هزيمتهم، وأوضح أنه هو من أرسل محمد عطا، الذي كان ضمن منفذي هجمات سبتمبر إلى أفغانستان . وفيما يتعلق بالجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة، قال إن تلك الجماعات الموجودة في سيناء وأماكن أخرى في مصر، والتي تزعم اليوم أنها على صلة بالقاعدة ما هي إلا "شو إعلامي"، ويرى أن إدعاءها الانتماء للقاعدة هدفه إخافة الناس، والحقيقية أنهم لم ينتموا أبدا للقاعدة أو يعرفوا أي شيء عنها، فالقاعدة انتهت بموت بن لادن . واتهم نظام الإخوان المسلمين في مصر بزيادة هذه المزاعم بهدف الإدعاء بأن البديل عنهم أسوأ، مثلما كان يفعل نظام مبارك مع الإخوان، فهم يقولون إن البديل أسوأ، ولذلك فأنتم أفضل حالاً معناً .