دشنت اليوم الأحد بصنعاء، الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة والتي تنظمها وزارة الثقافة وأمانة العاصمة تحت شعار "من اجل الحفاظ على مدينة صنعاء (مدينة التراث العالمي)". وفي حفل التدشين اكد رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، على أهمية تكاتف جهود الجميع في الحفاظ على مدينة صنعاء لما لذلك من اهمية في تعزيز قيمتها التاريخية. وقال "إن مدينة صنعاء لا يضاهيها في القدم إلا دمشق، وعلينا ان نحافظ عليها ومنع اية تشوهات تهدد تاريخها ونسيجها المعماري"، داعيا جميع الجهات والقطاع الخاص والمواطنين الى التفاعل مع هذه الحملة للحفاظ على تاريخ اجدادنا وأسلافنا والمعبر عن اليمن كله. ووجه باسندوة الصندوق الاجتماعي للتنمية بالمساعدة والاهتمام بهذه الحملة الوطنية الهامة للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة، باعتبارها واحدة من المدن التي تحكي تاريخنا وتراثنا العريق. وشدد رئيس الوزراء على ضرورة الحفاظ على صنعاء القديمة وجميع المدن التاريخية اليمنية وفي المقدمة مدينتي زبيد وشبام، لافتا الى ان اليمن وخلال الاحداث التي مرت بها استطاعت الحفاظ على آثارها التاريخية من العبث والتدمير، قائلاً "كم اشعر بالأسى لما دمر من آثار في سوريا، لكننا في اليمن استطعنا الحفاظ على آثارنا، ذلك ان إعادة بناء الآثار بالتأكيد يفقدها قيمتها التاريخية". وأعرب رئيس الوزراء، عن تمنياته لهذه الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية التوفيق والنجاح.. منوها بجهود وزير الثقافة وأمين العاصمة في هذا الجانب. فيما أكد وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل أن مدينة صنعاء تقف اليوم أمام تحديات كبيرة تدارستها الوزارة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وأمانة العاصمة صنعاء وممثلي المجتمع المدني لأهمية اتخاذ الاجراءات الضرورية لاستعادة الوجه الجمالي للمدينة . وقال "تختزن صنعاء التاريخية سحراً وجمالاً لا تضاهيه إي مدينة أخرى، وقد كانت على مر التاريخ محل إعجاب المؤرخين والرحالة والأدباء والشعراء والفنانين من اليمن والعالم ". وأهاب وزير الثقافة بالوزراء الذين لهم علاقة بخطة الحفاظ على صنعاء التاريخية وخصوصاً وزارات الاوقاف والمياه والبيئة والأشغال العامة والداخلية والتربية والتعليم وكذا إدارة المرور والنيابات العامة وأجهزة الضبط بالتعاون والتكامل مع الهيئة وأمانة العاصمة والوزارة لتحقيق نجاح المشروع. من جانبه أشار أمين العاصمة صنعاء عبدالقادر علي هلال، إلى أهمية تضافر جهود كافة الجهات الرسمية والخاصة، والعمل المتواصل على صيانة معالم صنعاء، وإزالة التشوهات التي حدثت أثناء الأزمة وما بعدها بإخلاص وعزيمة وأخلاق حميدة مستمدة من صفات أبنائها وسكانها باعتبار مدينتهم مدرسة للحضارة والتاريخ على مر العصور . ولفت أمين العاصمة إلى أن خطة الحفاظ على مدينة صنعاء ضمن قائمة التراث العالمي تشمل تأهيل نحو 27 منزلاً وبيتاً من المنازل والبيوت ذات البعد والقيمة التاريخية والمعالم الأثرية ممثلة ببابي اليمن وشعوب والاهتمام بالخدمات من كهرباء ومياه واتصالات لاستعادة مدينة العلم والسلام مكانتها وتراثها التي كانت تزخر به من النواحي التاريخية والاجتماعية . وأوضح بأن الخطة تهدف إلى الترويج السياحي وتحسين الخدمات السياحية الجاذبة للسياح من مختلف دول العالم إلى مدينة صنعاء من خلال الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة وعن طريق استخدام وسائل الإعلام المختلفة والمواقع الإلكترونية والكتب التاريخية باللغات المتعددة من أجل مساهمة السياحة في دعم الاقتصاد الوطني . وعلى هامش التدشين تم توقيع اتفاقية تعاون بين أمانة العاصمة صنعاء ومؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية ممثلة برئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتور عبدالكريم الارياني، تضمنت التعاون والإسهام المشترك في دعم التنمية الثقافية والاجتماعية وإحياء التراث الفكري والفني لصنعاء التاريخ وإعداد الدراسات والابحاث العلمية المتعلقة بالتراث وبما يؤكد الأصالة التاريخية والتواصل الثقافي والانساني. كما تتضمن الاتفاقية أن يقوم الطرفان بإنتاج حلقات تلفزيونية عن موروث صنعاء التاريخ من مساجد وسماسر ومقاشم ومراتع وأسواق وكل المعالم التاريخية والاجتماعية للمدينة بالإضافة إلى اشتراك الطرفان في بحث الترتيبات لحصر وترميم وتوثيق المخطوطات في الجامع الكبير.