تحت مظلة من الإجراءات الأمنية المشددة، بدأت بالعاصمة صنعاء فعاليات أعمال اجتماع مجلس وزراء العدل العرب في دورته ال29 بحضور محمد سالم باسندوه، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء بحكومة الوفاق الوطنى الانتقالية والقيادات التنفيذية وسفراء الدول العربية المعتمدين لدى اليمن وروساء الوفود العربية التي تمثل وزارات العدل بالدول العربية الأعضاء. وفي الافتتاح أعرب رئيس الوزراء عن تقديره العالي لالتزام مجلس وزراء العدل العرب بعقد أشغال دورته ال29 هنا في صنعاء، التي تعد من أقدم المدن العربية العالم.. مؤكداً إن عقد هذا الاجتماع في اليمن و في هذا التوقيت، له دلالته العميقة على التزام وزراء العدل العرب تجاه وطنهم اليمن، وحرصهم على إيصال رسالة الأمة إلى أصلها الأول، بأنهم يقفون إلى جانبه، وحريصون على أن يتجاوز المنعطف الصعب الذي يمر به حالياً..متمنيا أن يكلل أعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح، لما فيه خير ومصلحة أمتنا العربية، وتقدمها وازدهارها وعزتها. وقال " لازلنا نعاني في اليمن جراء التركة الثقيلة التي ورثناها ، ولكن اذا ما قورنت اوضاعنا بدول الربيع العربي فان اليمن يظل افضل حالا، وهذا الاجتماع يبعث رسالة ايجابية ان الاوضاع في اليمن مغايرة لما يتم تداوله من قبل الاعلام الخارجي". واعرب عن تطلعه في تحسن الاوضاع في اليمن وان يكون حاله مثل البلدان العربية التي حققت تقدم وتطور ملموس في شتى المجالات.. وقال : ان استقرار اليمن هو في صالح المنطقة والأمة العربية و ان اليمن القوي والمزدهر هو حتما سيكون رافدا للخير لاشقائه وأصدقائه .. ولفت في هذا السياق الى الموقع الجغرافي والاستراتيجي الهام لليمن حول على مستوى المنطقة العالم والذي اكد ان يمثل أيضاً آل خاصرة بالنسبة للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد رئيس الوزراء أن العدل أساس الحكم، وبدونه لن تصلح أحوال الامة العربية، فبالعدل تستقيم الامور وبفقدانه فان الظلم والفساد وعدم الاستقرار تظل هي السائدة . وخاطب وزراء العدل العرب قائلا:" يمكنكم ان تسهموا في تحقيق العدل في بلداننا جميعا، وان تجنبوا الشعوب الكثير من المشاكل، فمن المعيب علينا جميعا ان تظل منطقتنا موصومة بالمشاكل والعنف وعدم الاستقرار، فيما شعوب العالم تنعم بالعدل والمساواة والاستقرار والازدهار"..موضحاً ان الجميع وكل من موقعه، مطالب بتغيير النظرة السلبية للعالم تجاه منطقتنا العربية وشعوبها التواقة للأمن والسلام والاستقرار والازدهار والرافضة للعنف.. مؤكداً ان العنف ليس في مصلحة الأوطان والشعوب .. مشيراً الى ان التكوينات التي تتخذ العنف مسلكا لها تلحق الضرر الفادح بنفسها وباوطانها . وحث باسندوة في ختام كلمته المشاركين على نقل الصورة الحقيقية عن وطنهم الثاني اليمن كما هي ورأوها عن قرب ، وان يساهموا من خلال مواقعهم في مساندة كافة الجهود التي تسعى الى تكريس الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة في وطنهم الثاني اليمن . من جانبه قال القاضي مرشد على العرشاني، وزير العدل إن "انعقاد مؤتمر وزراء العدل العرب في صنعاء دليل على أن اليمن يسير من حسن إلى أحسن وأن البلاد تمضي في الطريق الصحيح"، موضحا أن "الاجتماع سيتناول مشروع التقرير العربي السنوي الأول حول جهود مكافحة الاتجار بالبشر في المنطقة العربية، ومشاريع اتفاقيات عربية حول مكافحة الاتجار بالبشر وتنظيم زراعة الأعضاء البشرية ومنع الاتجار فيها، ومنع الاستنساخ البشري ومشروعي بروتوكول عربي لمكافحة القرصنة وإنشاء محكمة عربية لاسترداد الأموال المنهوبة". وأضاف الوزير أن "الاجتماع سيناقش حسب مشروع جدول الأعمال عددا من التقارير والمواضيع المرتبطة بآليات تعزيز التعاون العربي والدولي في مجال مكافحة وتمويل الإرهاب، وغسيل الأموال واسترداد الممتلكات المنهوبة، ومقترح مجلس وزراء الداخلية العرب لإعداد مشروع برتوكول عربي للحد من انتشار الأسلحة في المنطقة العربية وإعداد مشروع اتفاقية عربية لقمع التدخل غير المشروع ضد أمن وسلامة الطيران المدني". وأكد أنه "ستتم مناقشة مشروعات قوانين عربية استرشادية تتعلق بمنع ازدراء الأديان والاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى مشروعات قوانين مقترحة حول الاستثمار والشركات وتنظيم مهنة الصحافة وحماية المستهلك، بعد أن اعتمد المجلس ما يقارب خمسة وعشرين قانونا عربيا استرشاديا في مختلف المجالات القانونية كخطوة نحو توحيد التشريعات العربية تنفيذا لأحد الأهداف الرئيسية لعمل المجلس". من جانب أخر أكد رئيس الدورة الثامنة والعشرين للمجلس وزراء العدل العرب – وزير العدل بالجمهورية الاسلامية الموريتانية سيدي ولد الزين إن هذه الدورة تنعقد في ظرفا تاريخيا معقد يمر به الوطن العربي وتحديات جسيمة تحتم على الجميع التكاتف من اجل مواجهتها من خلال تعزيز التعاون وتبادل الخبرات القضائية . واستعرض الوزير الموريتاني ما تواجهه بلاده من مشاكل جراء الارهاب والخطوات التي قطعتها في هذا المجال ، وكذا الحراك الديمقراطي التي شهدته بلاده خلال الفترة المنصرمة من اجل الانتقال بالبلاد إلى مصافي الدولة المتقدمة . واكد اهمية ان تخرج هذه الدورة بما يخدم الاصلاح القضائي في خدمة القضاء وما يفتح المجال لتأمين الاستثمار والدفع به نحو افاق اوسع . بدوره أكد رئيس الامانة الفنية لمجلس وزراء العدل العرب السفير وجيه حنفي على أهمية الدورة ال29 لمجلس وزراء العدل العرب ..مشيرا الى الأهداف التي من أجلها انشئ مجلس وزراء العدل العرب في تقوية وتعميق التعاون العربي في المجالات التشريعية والقانونية والقضائية، والخطط التي وضعها المؤتمر الثاني لوزراء العدل الذي عقد في اليمن عام 1981 م لتوحيد التشريعات العربية وفق احاكم الشريعة الاسلامية . واستعرض حنفي الانجازات التي حققها مجلس وزراء العدل العرب في كافة المجالات القانونية.. مؤكدا ضرورة مواصلة التشاور والتعاون لتقوية العلاقات العربية وتعزيزها في شتى المجالات . ووافق مجلس وزراء العدل العرب في دورته ال29 المنعقد حاليا بالعاصمة صنعاء ، بالأجماع على اختيار المملكة العربية السعودية رئيسا فخريا لمجلس وزراء العدل العرب .. حيث ترأس وفد المملكة وكيل وزارة العدل الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الحارثي. وجدير بالذكر أن اختيار المجلس للمملكة رئيسا فخريا يعتبر لأول مرة ، حيث حظيت المملكة أيضاً بانتخاب الأعضاء برئاسة المكتب التنفيذي في هذه الدورة. ويأتي هذا الاختيار تثميناً من الدول الأعضاء لدور المملكة البارز في كافة المجالات ولاسيما في المجال العدلي والقضائي والقانوني. فيما أعتمد المجلس في دورته الحالية ما يقارب خمسة وعشرين قانونا عربيا استرشاديا في مختلف المجالات القانونية كخطوة نحو توحيد التشريعات العربية تنفيذا لإحدى الاهداف الرئيسة لعمل المجلس.