نظّلم منتدى الدكتور غالب القرشي مساء الأحد ندوة تحت عنوان "دلالات الاعتداء على مجمع الدفاع" استضاف فيها كلاً من: الخبير العسكري العميد محسن خصروف، والدكتور عبد القوي الشميري أمين عام نقابة الأطباء والصيادلة. وفي حديثه قال العميد محسن أن مفاد الرسالة التي حملها الاعتداء خطير، بالنظر إلى حساسيّة المكان والتوقيت، وأضاف: "الرسالة تقول للأطراف السياسية: ما تعملونه عبث، وما نريده سيكون، وسنصل إلى كل الأماكن الحساسة، إما أن نمضي بشروطنا أو ندمّر كل شيء". واعتبر خصروف أن تفاصيل كثيرة في مسار الاعتداء تشير إلى اختراق لمؤسسة الدفاع والأمن وخيانات من الداخل وتفاصيل أخرى يكتنفها الغموض وتضع عدة تساؤلات، "هناك أجهزة وكاميرات كان يستخدمها الرئيس السابق تكشف المرْكبات والناقلات على بعد عدة كيلو مترات مع سائقيها ومحتواها، ولا ندري أين ذهبت". وأشار خصروف إلى أن حساسيّة المكان تأتي من احتواء مجمع العرضي على عدة دوائر عسكرية هي عصب القوات المسلّحة، بالإضافة إلى مكتب القائد الأعلى، الذي هو رئيس الجمهورية. وفي حين اعتبر خصروف أن مهمته ومهمة أي باحث أو خبير في هذا الشأن ليست الكشف عن الفاعلين وإنما القراءة وتحليل الأبعاد والدلالات، فقد أوضح أن أسس بناء القوات المسلّحة تقوم على عقيدة قتالية واضحة، واستراتيجية مدروسة، ووسائل تحقق الغايات، ومعايير علمية لتعبئة الهيكل، منها احترام الأقدمية ومراعاة الكفاءة والسلوك. "وإلى الآن لا تراعى هذه المعايير ولا غيرها في تعيين القيادات العسكرية". وأكد خصروف على الموقف الشجاع الذي سجّله رئيس الجمهورية بتواجده في مكان الاعتداء وبقائه إلى أن تمت السيطرة على الموقف، وقال: "لا يمكننا التشكيك في وطنتيه، وقد صبر أكثر من اللازم، وإن كان يتّخذ قراراته ببطء إلا أنه لا يتراجع عنها". وطالب خصروف رئيس الجمهورية بقراراتٍ "تُحوّل المعادلة" حدّ وصفه، وتعيد الاعتبار لهيبة الدولة التي استهدفتها منظومة التخريب والإرهاب، لتثبت ضعف الرئيس في إدارة الدولة. وأضاف: "لا أرى أيَّ مبرر لتأخير مثل هذه القرارات وضبط الأمن، ولا أجد كذلك هذا المبرر لرأسَي الدفاع والأمن، فإن لم يكونا قادرين فالبيت أشرف لهما". الدكتور عبد القوي الشميري أمين عام نقابة الأطباء والصيادلة، قال في مداخلته: "صمتنا ليس عجزاً وإنما حلماً" واعتبر ما حدث في مجمع الدفاع، "ارتفاعاً لكعب الثورة المضادة التي كنا نتوقعها" وهاجم الشميري القيادات السياسية لأحزاب اللقاء المشترك، متهماً إياها بقصر الخيال السياسي والتقليد الأعمى لسياسة النظام السابق. وقال "التاريخ فرص، والمفكرون وحدهم من يعرفون متى يتخذون القرار، ومتى ينزلون من القطار". وأشار الشميري إلى وجود صيغة سياسية خاطئة، "يجب إعادة النظر فيها، ولا يمكن أن تخرج البلاد من مشاكلها بهذه الصيغة". وطالب الشميري رئيس الجمهورية بتعيين نائب له بشكل عاجل، "فإن قدّر الله أمْراً، مَن سيقود البلاد ؟" معتبراً عدم وجود نائب للرئيس جريمة قانونية كبرى. الدكتور نبيل غانم عضو السلطة المحلية بمحافظة عدن قال في مداخلته: "كل هذه الأعمال سلسلة مترابطة هدفها إيصال البلاد إلى حالة من الدمار والعجز" مؤكداً على الحاجة الملحّة لقرارات شجاعة، وعلى ضرورة كشف الحقيقة للرأي العام "ومن يدري فقد تكون هذه الحادثة الانذار الأخير". وفي تعقيب للدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى، علّق على التقرير التلفزيوني لحادثة الاعتداء بقوله "هذه الكاميرا لم تسجّل إلا جزءً من تفاصيل الوحشية التي مارسها أولئك المعتدون، ونحن بانتظار التقرير الذي سيكشف الفاعلين ومعهم الحقيقة كاملة". واعتبر القرشي أن التخطيط للاعتداء والتنفيذ داخلي، وأنّ ربطه بجهات خارجية لا يساعد على التحري وكشف الحقائق. وأضاف القرشي: "نعذر رئيس الجمهورية كثيراً، لأنه في أكثر تحركاته وقراراته مُكره لا بطل، والمبادرة الخليجية تقيّده، والقرارات التي اتخذها حتى الآن جريئة وجادة وخاصة قرارات الهيكلة، ولكن بعد هذا الحادث فقد حان الوقت لتخفّف الدولة من حِلْمها وتستبدله بالشدّة الممكنة، وستجد قبولاً وتعاوناً شعبياً كبيراً". العديد من المداخلات والمشاركات، استنكرت الاعتداء وما صاحبه من صور بشعة للقتل، وطالبت الرئيس والحكومة بخطوات حاسمة لتثبيت الامن والحدّ من حالة التخريب والفوضى، كما طالبت بالكشف عمّن يقف وراء هذه الأعمال الإرهابية التي لا تستهدف غير زعزعة السّلم الاجتماعي، وامن واستقرار البلاد. الجدير بالذكر أن الندوة استُهلّت بعرض التقرير التلفزيوني المصوّر حول الاعتداء الذي بثّه عدد من وسائل الاعلام.