بعد فشل المفاوضات بين الحزيبن الأكبر في ألمانيا بولاية هيسن، الديمقراطي المسيحي و الاشتراكي الديمقراطي، و فشل حزب اليبراليين في الحصولعلى مقاعد كافية تؤهله للمشاركة في الحكومة المحلية، باعتباره الحليف التقليدي للمسيحي الديمقراطي صاحب أكبر مجموع مقاعد في البرلمان ، لم يبقى للديمقراطي المسيحي خيارا الا التفاوض مع نقيضه التقليدي حزب الخضر. هذا و قد أعلن يوم الأربعاء رسميا عن انتهاء المفاوضات الماراثونية بين الحزبين، حيث وقع الاتفاقية الائتلافية عن الديمقراطي المسيحي رئيسه في الولاية فولكر بوفييه، و الذي سيكون رئيس وزراء الولاية و عن الخضر زعيمه اليمني طارق الوزير حيث اعلن عن تنصيب طارق الوزير الرجل الثاني في الولاية على رأس وزارة الاقتصاد و النقل و التنمية المحلية في ولاية هيسن التي تعتبر بمدينة فرانكفورت عاصمة المال و الأعمال في ألمانيا و مقر البنكين المركزيين الألماني و الأوروبي. يعتبر قرار طارق الوزير مشاركة حزبه للمحافظين قرارا جريئا، حيث أن هكذا تحالف سابقة جديدة في الخارطة السياسية الألمانية، و قد أشارت صحيفة (زود دويتشه) الى التحدي الذي يواجه الوزير، حيث انه منذ أن دخل غمار السياسة و هو معارض و كذلك في مسيرته البرلمانية التي بدأت من العام 1995، و تساءلت مجلة (دير شبيجيل ) عن تحول خطاب الوزير الوزير الجديد تجاه غريمه السياسي بالأمس حليف اليوم. ويبقى مطار فرانكفورت التحدي الأبرز بين الحزبين، فقد احتوى برنامج الديمقراطي المسيحي توسعة المطار، بينما وعد الخضر أنهم لن يضيفوا مدرجا للطائرات نزولا عند رغبة المواطنين الذين يسكنون بمحيط المطار، و الذين ما فتئوا يذكرون طارق الوزير بوعوده التي أطلقها قبل الانتخابات، سيما و ان وزارة الاقتصاد التي يرأسها في الولاية تختص أيضاً بالنقل و المطارات. و بما أن التشكيلة الجديدة سابقة جديدة في السياسة الألمانية، ينتظر المراقبين عما اذا كان طارق الوزير سيتمكن من إقناع رفاقه على مستوى بقية الولايات و على المستوى الاتحادي من جدوى التحالف مع المحافظين أو من عدمه، و ربما يكون قد ربط مستقبله السياسي بقرار الإتلاف معهم. و هذه المحطات السياسية الرئيسية التي مر بها طارق الوزير الذي و بحسب سيرته الذاتية فانه يتمتع بالجنسيتين اليمني و الألمانية: التحق الوزير بحزب الخضر و هو طالب ثانوية العام 1989 من 1992-1994 رئيس شبيبة حزب الخضر في ولاية هيسن. عضو مجلس مدينة أوفنباخ بين الأعوام 1993-1997 و كذلك منذ عام 2000. عضو برلمان ولاية هيسن منذ 1995/5/4. من 1995 إلى 2005 الناطق الرسمي باسم كتلة حزبه في برلمان الولاية باسم الشؤون الداخلية ، 2005-2008 عين من قبل كتلته ناطقا للشؤون الإعلامية . منذ 2000/5/9 رئيسا للكتلة النيابية لحزب الخضر، منذ ديسمبر كانون الاول عام 2006، عضو المجلس الوطني للاتحادي لحزب الخضر ومنذ سبتمبر 2007 رئيسا لحزب الخضر في ولاية هيسن، كما أنه عضو المجلس الإعلامي للولاية هيسن. و سبق لموقع مأرب برس أن نشر تقريرا لصحيفة (زود دويتشه) تحدثت فيه عن امتلاك طارق محمد الوزير قدرات ليصبح مستشارا لألمانيا، للاطلاع عليه على هذا الرابط http://marebpress.net/news_details.php?sid=17062