أدت مشادات كلامية بين بعض أبناء دماج – سلفيين- وناطق جماعة الحوثي "على البخيتي" - الذي اتهموه بتسويق الأكاذيب – إلى رفع جلسة الندوة وحالت دون استكمالها.. مؤكدين أنه ليس من أبناء صعدة وأنه دخيل عليها.. وغادر البخيتي وسط حراسة مشددة خوفاً من الاعتداء عليه من قبل السلفيين الذين هاجموه أثناء استعراضه للاتفاقيات المبرمة بين السلفيين والحوثيين. جاء ذلك أثناء انعقاد ندوة سياسية بعنوان "التهجير في صعدة " نظمتها صحيفة " الأهالي" صباح اليوم بصنعاء بحضور عدد من الناشطين والحقوقيين ومختلف وسائل الاعلام الرسمية الاهلية المحلية والخارجية. وفي الندوة كشف مسعود الوادعي الناطق باسم مهجري دماج عن تهديدات تلقوها من أمين العاصمة ورئيس لجنة الوساطة اللواء عبدالقادر هلال بقصفهم بالطيران الامريكي في حين رفضوا الخروج من دماج وهو صاحب مقترح تفويض السلفيين للرئيس هادي بشأن حل قضيتهم.. وقال أنهم كانوا مخيرين بين أن تنتهك أعراضهم ويموتون، أو الخروج من المنطقة التي تعرضت للقصف والقنص طوال 100 يوم، الأمر الذي اضطرهم للخروج، في حين كان الحوثي يستخدم أسلحة الدولة.. مضيفا أنهم تعرضوا في دماج لإرهاب نفسي من قبل بعض أعضاء لجنة الوساطة، أشد مما تعرضوا له من حرب، متهما رئيس لجنة الوساطة عبد القادر هلال بممارسة ضغوطات كبيرة عليهم , ومهددا إياهم بالضرب بالطيران الأمريكي في حال رفضوا الخروج من دماج . وأستعرض نتائج مائة يوم من القصف والحصار الخانق على دماج أدت إلى سقوط 411 شخصاً، و650 جريحاً، وتهدم 362 منزلاً بشكل كلي، و580 منزلاً بشكل جزئي، والحاق أضرار ب1000 منزل آخر، فضلاً عن تدمير 7مساجد، ومدرستين، ومستوصف ووحدة صحية، و8 مضخات ماء، بسبب قصف جماعة الحوثي المسلحة. وتابع الوادعي قائلا "أن التعايش بين أبناء صعدة كان سائداً قبل مجيء حركة الحوثي الذي قال أنه بدأ ينخر في بنية المجتمع، محاولاً تصوير أبناء دماج وطلاب دار الحديث بأنهم تكفيريين، مبدياً أسفة لتقاعس القيادات العسكرية أمام ما تعرضوا له، وخذلان القوى السياسية والمنظمات الحقوقية. وتحدى الوادعي القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة أن تنزل إلى صعدة، وتصل إلى البيوت المهدمة والمهجورة في صعدة.. محذراً من صمت فئات الشعب وقواه أمام ما تعرض له أبناء دماج. وقال "إن الوضع لا يبشر بخير لليمنيين قاطبة"، متطرقاً إلى المعاناة التي يعيشها المهجرون، ومنهم المصابين جراء حرب الحوثي، وآخرين لديهم أمراض نفسية نتيجة ما تعرضوا له، إضافة إلى اصابة أشخاص بالصمم بسبب أصوات القذائف والصواريخ. من جانبه قال علي البخيتي الناطق الرسمي باسم الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني أن السلفيين هم من طلبوا الخروج من دماج وليس جماعة الحوثي .مشيرا الى أن الاتفاق الذي جرى بين السلفيين والحوثيين قضى فقط بإخراج الأجانب وليس أبناء دماج حد قوله. وأستعرض البخيتي - خلال الندوة- الاتفاقيات والمحاضر الرسمية التي تؤكد طلب السلفيين الخروج من صعدة بمحض ارادتهم دون اجبار لهم من أحد , والمنشورة في وسائل الاعلام الرسمية والحزبية .. مشيدا بالجهود التي بذلها الرئيس هادي بشأن انهاء الفتنة في دماج بعد اخراج السلفيين والأجانب والتكفيريين من منطقة دماج حد وصفه.