أظهرت إحصائيات يمنية رسمية أن نسبة 71 في المائة من فتيات الريف في اليمن مازلن خارج نظام التعليم في البلاد في حين أن 46 في المائة من الأطفال في اليمن بشكل عام غير ملتحقين بالمدارس، وذلك رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم في التوسع في التعليم وارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية بالمدارس وانخفاض معدلات الإعادة. وحسب المسح التربوي الشامل للعام الدراسي 2005/ 2006 الصادر عن وزارة التربية والتعليم أخيراً فإن إجمالي عدد الطلاب في مدارس اليمن بلغ 4.497 مليون طالب وطالبة، منهم في المرحلة الأساسية 3.971 مليون طالب وطالبة. وفيما يتعلق بالالتحاق بمرحلة التعليم الثانوي العام فقد بلغ عدد الطلاب 525.790 ألف طالب وطالبة منهم 172.813 ألف طالبة. وأرجعت دراسة أجرتها وزارة التربية والتعليم اليمنية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف أسباب هذه الجفوة التعليمية القائمة بين الذكور والإناث خاصة في المناطق الريفية والنائية إلى عدة عوامل، أهمها النمو السكاني المتزايد 3.2 بالمائة سنويا مع غلبة الطابع الريفي بنسبة 73.47 في المائة من مجموع سكان اليمن لعدم قدرة وزارة التربية ومحدودية ميزانيتها على بناء مدارس وفصول جديدة وانتشار الأمية بين الإناث حيث إن 47.23 في المائة من السكان من سن عشر سنوات فأكثر أميون ترتفع بينهم نسبة الأمية بين الإناث لتصل إلى76.5 في المائة، بينما تنخفض بين الذكور إلى 27.7 في المائة، وكذا ارتفاع معدلات الإنجاب وكبر حجم الأسرة اليمنية حيث إن معدلات الإعالة الاقتصادية في اليمن من أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي أدى إلى زيادة حدة الفقر بين السكان بنسبة 45 في المائة، كما أن من أسباب عزوف تعليم الفتاة فيما يتعلق بالحضر هو تكلفة التعليم العالية التي تشكل عبئا على الأسر الفقيرة من جراء ذهاب البنات إلى المدارس فتكتفي بتعليم الأبناء، وفي الريف تكون العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة وبعد المدارس، والاختلاط في المدارس، وعدم وجود مدارس خاصة بالبنات، وعدم وجود معلمات، كلها عوامل تحد من تعليم الفتاة.