قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولاياتالمتحدة نفذت العشرات من العمليات ضد القاعدة وغيرها من الأهداف المتطرفة مع القوات الخاصة المدججة بالسلاح وطائرات هليكوبتر. وأضافت الصحيفة أن الجيش الأميركي أحدث بالفعل تغييرًا جذريًا في حربه ضد تنظيم القاعدة وفروعه بالاعتماد على وكلاء محليين أو جيوش حليفة مع قيام القوات الأميركية بدور قتالي محدود. موضحا أن هذا التغيير حدث حتى قبل خطاب الرئيس أوباما يوم الأربعاء الماضي الذي شدد فيه على اعتماد استراتيجية جديدة بعيدة عن استهداف معاقل القاعدة في العراقوأفغانستان بعمليات مباشرة، كما كانت القوات الأمريكية تفعل في السابق. وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب أوباما الذي كان واسع المحتوى عن السياسة الخارجية أمام خريجي الأكاديمية العسكرية "وست بوينت" في نيويورك، الذي حاول فيه أن يثبت حدوث تحول في استراتيجية مكافحة الإرهاب. وفي سياق منفصل، حاول الرئيس الأميركي أن يعيد صياغة أولوياته، ويرد على نقاده الذين يتهمونه بالتراجع عن القيادة، مؤكدا دعم المعارضة في سوريا. ونقلت الصحيفة قول مسئول غربي لم تذكر اسمه أن مكافحة أمريكا للإرهاب بالهجوم على تنظيم القاعدة في باكستان قللت بشكل كبير من احتمالية حدوث هجوم واسع على واشنطن. وأوضحت الصحيفة أن الأمريكيين في الخارج ما زال هاجس التهديد الإرهابي يطاردهم مثل ما حدث في بنغازي مع الدبلوماسية الأمريكية والمواقع التجارية مثل مراكز التسوق في نيروبي. ورسم أوباما في كلمته خارطة طريق تؤكد ابتعاد إدارته عن تجاوزات الإدارات السابقة من دون أن تتراجع أميركا عن دورها القيادي في العالم، لا سيما بعد تحذير كبار النقاد من فقدان أمريكا لدورها القيادي في العالم وإظهارها كدولة مترددة في قرارتها السياسية. وعن الخوف الأمريكي من الإرهاب قالت الصحيفة إن الجيش الأمريكي يستعين بوكلاء لشن هجوم يقضي على البؤر الإرهابية، حيث عملت وزارة الدفاع على تقديم المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي لقوات محلية صديقة، مثل القوات الأفريقية والفرنسية التي تقاتل جماعات إسلامية متطرفة في الصومالومالي، كما ينفذ البنتاجون برامج واسعة لتدريب قوات أجنبية من النيجر إلى أفغانستان مرورًا باليمن لمحاربة جماعات جهادية في اراضيها كي لا يتعين على القوات الأميركية أن تتولى المهمة بنفسه. وأوضحت الصحيفة إلى أنها لم تعتمد على الوكلاء بشكل كلي، حيث شنت قوات العمليات الخاصة غارات ضد مطلوبين كبار، كما قامت باعتقال أبو أنس الليبي المطلوب بتهمة الضلوع في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وتابعت الصحيفة قولها أن العامين الماضيين شهدا تزايد وجود البنتاجون في اليمن بإرسال نحو 50 خبيرًا من قوات العمليات الخاصة لتدريب القوات اليمنية، وأكدت مصادر خاصة بالصحيفة أنه تم إرسال عدد مماثل للمساعدة في رصد عناصر تنظيم القاعدة واستهدافهم بغارات تنفذها طائرات بدون طيار فضلا عن الوكلاء المحليين التي تقوم وزارة الدفاع الأميركية بتدريب وتسليح جيوش أجنبية لمواجهة تحديات أمنية في بلدانها. ومضت الصحيفة قائلة إن فرقة المشاة الأولى التي تضم 3500 جندي نفذت أكثر من 100 مهمة، تمتد من فرق قنص في بروندي إلى المساعدة في عمليات إنسانية في جنوب إفريقيا. وأضافت الصحيفة أنه منذ عام 2006 انفقت وزارة الدفاع نحو 2.2 مليار دولار في أكثر من 40 بلدًا لتدريب جيوشها وتسليحها على مكافحة الإرهاب، بحسب خدمة أبحاث الكونجرس. وخصص البنتاجون هذا العام وحده 290 مليون دولار لبرامج بينها مساعدات إلى لبنان لحفظ أمن الحدود وتدريب وحدة متخصصة بمكافحة الإرهاب في النيجر. ونقلت الصحيفة قول مسئول رفيع في إدارة أوباما أن الانسحاب من حرب أفغانستان التي تكلف 10 مليارات إلى 15 مليار دولار في الشهر سيوفر أموالا يمكن رصدها لهذا النوع من المساعدات. وفي سياق متصل أوضح أوباما أنه تقدم بطلب إلى الكونجرس لإنشاء صندوق لمكافحة الإرهاب بمبلغ خمسة مليارات دولار لتدريب وبناء القدرات والتعاون مع الدول التي تحارب الإرهاب. وأضاف "طلبت من فريقي للأمن القومي وضع خطة لشبكة من الشراكة الجديدة مع دول جنوب آسيا وكجزء من هذا الجهد سأدعو الكونجرس لدعم إنشاء صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب بمبلغ خمسة مليارات دولار". موضحا أن هذه الموارد تعطي بلاده مرونة للقيام بمهام تدريب قوات الأمن في اليمن ضد تنظيم القاعدة، ودعم القوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في الصومال والعمل مع الحلفاء الأوروبيين لتدريب قوات الأمن ودوريات الحدود في ليبيا وتسهيل العمليات التي تقوم بها فرنسا في مالي.