تباينت التصريحات الغربية والروسية أمس بشأن طبيعية مشروع القرار الذي اتفق وزراء خارجية مجموعة “5+1” على تقديمه الى مجلس الأمن بشأن إيران، حيث اعتبرت موسكو ان الوزراء الستة لم يتفقوا على فرض أي عقوبات جديدة على طهران بل اتفقوا على “إجراءات اضافية”، في حين اعتبرت الولاياتالمتحدة ان نص مشروع القرار “يزيد من صرامة العقوبات” المفروضة حالياً، فيما لوحت “اسرائيل” مجددا باستخدام القوة ضد المشروع النووي الإيراني. وفي جميع الأحوال أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مرة أخرى تصميم بلاده على المضي قدماً في برنامجها النووي قائلا: ان أي قرار يصدر عن مجلس الأمن سيكون “من دون تأثير”. وكان وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا قد اجتمعوا في برلين الثلاثاء، وأعلنوا عن اتفاقهم على مشروع قرار من المقرر أن يعرض لاحقاً على مجلس الأمن لإقراره بهدف زيادة الضغط على ايران لكي توقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. ولكن لم يعرف حتى الآن مضمون مشروع القرار هذا. وقال مسؤول أمريكي في برلين فضل عدم الكشف عن اسمه ان مشروع القرار “يزيد من صرامة العقوبات” التي فرفضت على ايران حتى الآن بموجب قرارين لمجلس الأمن”. ولم يعط المسؤول توضيحات في حين قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية غونزالو غاليغوس ان “الدول الست جددت التأكيد على التزامها بالعمل على استراتيجية مزدوجة”. وكان يشير بذلك الى المقاربة الامريكية التي تعطي إيران الخيار بين الانفتاح على حوار موسع بعد تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم وبين قرار ثالث لفرض عقوبات دولية. واعتبر غاليغوس ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه الثلاثاء “يبعث رسالة قوية الى ايران للقول لها انه يتوجب عليها تنفيذ قرارات الأممالمتحدة”، ولكنه لم يكشف تفاصيل هذا الاتفاق. وأضاف “اصبحوا (الايرانيون) معزولين أكثر وأكثر وهذا الأمر يظهر أنهم عاجزين عن شقنا في الجهود التي نبذلها”، لمنعهم من تخصيب اليورانيوم”. من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ايران الى تفادي “مواجهة” مع المجتمع الدولي، الذي اعتبر انه “أظهر تصميمه” من خلال اتفاق القوى الست على مشروع القرار الدولي. وأضاف ان هذا الاتفاق “مؤشر على تصميم مشترك في مواجهة مخاطر الانتشار النووي وبهدف وضع نظام دولي قائم على قواعد ومسؤوليات واضحة”. وأضاف الوزير “ان المواجهة مع المجتمع الدولي لن تؤدي إلا الى مزيد من العزلة لإيران والإضرار بمواطنيها”. وفي طهران، اعتبر الرئيس نجاد في تصريح نقله التلفزيون الايراني ان اي قرار يصدر عن مجلس الأمن سيكون “من دون تأثير” وقال “إن موقفنا واضح جدا، المسألة النووية بنظرنا طويت”. وقالت: ان القوى الكبرى “اعتمدت قرارا لا تأثير له”، مضيفا ان “الطريق النووي الذي نتبعه واضح وشرعي ومطابق لقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يحق لأحد على هذا الطريق باستثناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يبدي رأياً أو يتخذ قرارات او يفرض إرادته على الشعب الايراني”. من جهة ثانية، أعلن كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي في بروكسل انه التقى مساء أمس الاربعاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، من دون أن يعطي توضيحات حول الاجتماع. من جانب آخر، أشادت “اسرائيل” امس بما اعتبرته إبقاء الضغط على إيران من خلال اتفاق القوى الست الكبرى على مشروع القرار. وقال تساحي هانيغبي رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست: “من المهم جدا أن تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لأن القادة الايرانيين دفعوا الى الاعتقاد في الآونة الأخيرة بأن برنامجهم النووي يحظى بحصانة وكأن السيف لم يعد مصلتا فوق رؤوسهم”. من جهته، كرر وزير المواصلات “الاسرائيلي” شاؤول موفاز امس تهديدات “اسرائيل” بعمل عسكري ضد ايران، بقوله ان احتمالات قيام “اسرائيل” بهجوم على المنشآت النووية الإيرانية “تتزايد”. وقال موفاز “هناك تدهور في الجهد لوقف إيران بطرق دبلوماسية ولذلك فإن احتمالات تنفيذ الخيارات الأخرى تتزايد”. من جانب آخر، كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية امس النقاب عن أن مسؤولين في الاستخبارات الامريكية زاروا “اسرائيل” بصورة سرية أخيرا، وأبلغوا نظراءهم “الاسرائيليين” بأنهم لن يترددوا في تغيير استنتاجات تقرير المخابرات بخصوص إيران إذا ما حصلوا على معلومات جديدة بخصوص البرنامج النووي الإيراني. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “سي آي آي” قد أفادت في تقرير نشرته اواخر العام الماضي ان ايران اوقفت منذ العام 2003 الشق العسكري من برنامجها النووي، أي أنها أوقفت سعيها لصنع السلاح النووي. وحسب الصحيفة “الإسرائيلية”، فإن زيارة وفد المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين هو إعادة النظر في تقديرات التقرير. وألمحت “اسرائيل” في أكثر من مناسبة وخصوصا لدى زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لها قبل اسبوعين الى أن بحوزتها “معلومات سرية جديدة” جمعتها المخابرات “الإسرائيلية” تؤكد استمرار ايران في تطوير برنامجها النووي.