استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    أخر مستجدات إعادة فتح طريق رابط بين جنوب ووسط اليمن    الوزير الزعوري يناقش مع مؤسسات وهيئات الوزارة مصفوفة الأولويات الحكومية العاجلة    سرايا القدس: قصفنا بالهاون جنود العدو في مدينة غزة    الصهاينة فرار للخارج ونزوح بالداخل هربا من صواريخ إيران    الرهوي : العلامة السيد بدرالدين الحوثي كان منارة في العلم وتتلمذ على يديه الكثير    أبو شوصاء يتفقَّد قصر الشباب ويطِّلع على مستوى الانضباط في الوزارة والجهات التابعة لها    ماكرون يكشف عن عرض أمريكي إلى إيران بشأن وقف إطلاق النار    تلوث نفطي في سواحل عدن    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني الجديد    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    قصة مؤلمة لوفاة طفلة من ردفان في أحد مستشفيات عدن    انهيار مخيف الدولار يقترب من 2700 ريال في عدن    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال    أمنية تعز تعلن ضبط عدد من العناصر الإرهابية المتخادمة مع مليشيا الحوثي الارهابية    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    د.الوالي: لن نشارك في تظاهرة هدفها ضد استقلال الجنوب العربي ورمزها الوطني    صوت الجالية الجنوبية بامريكا يطالب بالسيادة والسلام    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على خلية حوثية    الشرق الأوسط تحت المقصلة: حربٌ تُدار من فوق العرب!    قرار مفاجئ للمرتزقة ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة    اخماد حريق بمركز تجاري في اب    بعض السطور عن دور الاعلام    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    وجبات التحليل الفوري!!    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    السامعي يدعو لعقد مؤتمر طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث تداعيات العدوان على إيران    اتحاد كرة القدم يقر معسكرا داخليا في مأرب للمنتخب الوطني تحت 23 عاما استعدادا للتصفيات الآسيوية    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    نائب وزير الاقتصاد يلتقي وكيل وزارة الخدمة المدنية    أمين عام الإصلاح يعزي البرلماني صادق البعداني في وفاة زوجته    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    تصنيف الأندية المشاركة بكأس العالم للأندية والعرب في المؤخرة    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة تنشر تحليلاً حول أسباب طرد العمالة اليمنية من السعودية
نشر في المساء يوم 09 - 04 - 2013

دخلت الأزمة اليمنية السعودية بسبب قضية ترحيل المغتربين منعطفاً خطيراً خارج مسار البروتوكول الدبلوماسي والعلاقات السياسية بين البلدين عبر القنوات الرسمية في قيادة وحكومة الدولتين .. بدخول القوة الإجتماعية على الخط الملتهب من خلال تحول ملف القضية الى الطرف الشعبي الفاعل الغير رسمي وإضطلاع أبناء الشعب اليمني تلقائيا بمهام المسئولية الوطنية التي تخلت الدولة عن التعامل معها طبقاً لمقتضيات الواجب المناط بها في هذا الشأن .
وبعد قرابة شهر من التطورات غير المعلنة رسمياً على المشهد السياسي والإجتماعي السعودي اليمني المحتقن عسكرياً على الحدود بين رجال القبائل اليمنية وجرال القبائل اليمنية وقوات جيش المملكة والمتأزم سياسياً في إعلام البلدين الجارين وإنعكاسات الأزمة المتداعية للتصعيد المنذر بالإنفجار داخل النسجي الإجتماعي في المين والسعودية المنقسم الى جبهتين في كل بلد حول الأحداث الجارية وما تلعبه المؤثرات الخارجية من فرز مذهبي وإيديولوجي يجعل في كل بلد تيارين متشابهين يؤيد ويعارض الفعل وردود الأفعال هنا وهناك بعيداً عن حسابات الولاء لموطن الإنتماء وتجاوباً مع مقتضيات مصالح فئوية يحكمها ويتحكم على أبعاد تاريخية قديمة وأجنده مستقبلية قادمة تتداعى في افق المنطقة حسب ملامح الخريطة الجديدة للشرق الاوسط على ضوء المتغيرات الثورة التي حركت الرمال تحت عروش حكام دول الجزيرة العربية .. الشرق الفارسي والروسي والغرب الأمريكي والأوربي بالسلاح المشتعل وسط بحيرات البترول .
عزل الحقيقة خلف الجدار العازل:
بوادر الأزمة بدأت بإستفزازات الجنود السعوديين على الحدود والشروع المفاجئ في بناء الجدار العازل والتوغل داخل الأراضي اليمنية في المحافظات الشرقية مأرب وحضرموت والجوف وحضرموت وإستحداث مواقع جديدة في جبل "فذوة" بمديرية منبه التابعة لمحافظة صعدة من قبل قوات وآليات سعودية خلافاً لما نصت عليه إتفاقية ترسيم الحدود المحددة لمناطق الرعي وعلامات الحدود .. بالتزامن مع إرتفاع وتيرة القنص السعودي بالرصاص للمتسللين اليمنيين لأراضي المملكة عبر الشريط الحدودي الشمالي في حجة والساحلي في الحديدة وسقوط عشرات القتلى والجرحى في الأشهر الأخيرة مع إزدياد إستهداف المواطنين اليمنيين المتواجدين على الأراضي السعودية بالإعتقال والإنتهاك التعسفي الذي صول حد تكدس جثث الضحايا من الجنسية اليمنية في ثلاجات المستشفيات السعودية ورفض تسليمهم لأهاليهم . . عوضاً عن إرتفاع منسوب الضغوطات السياسية القادمة من الرياض على نظام صنعاء لفرض هيمنة المملكة على القرار اليمني وإستغلال الظروف الراهنة في البلاد للحصول على المزيد من التنازلات اليمنية على شتى الأصعدة الإقتصادية والسياسية والأمنية وإستخدام ملفات الإرهاب والجنوب وصعدة لإنتزاع الإرتهان اليمني المطلوب مقابل الحصول على مساعدات السعودية إسعافية لترقيع الإنهيار الإقتصادي المحتمل في اليمن.
التسلل من الابواب :
قبلها كانت المملكة الشقيقة قد دأبت لإحكام قبضتها على مفاصل الشأن اليمني بالمبادرة الخليجية الإلتفافية على ثورة التغيير الشبابية وحرف مسارها بما يخدم التوجهات السعودية بتعاون أمريكي ودعم لوجستي من شركاء المصالح الإستراتيجية في بلادنا إقليمياً ودولياً .. الأمر الذي دفع الى إختلالات كبيرة وتشظي متصاعد غير محمود العواقب.. تجسد مؤخراً في القرار السعودي الكارثة بطرد وترحيل مئات الآلاف من المغتربين والمقيمين اليمنيين في السعودية العاملين هناك منذ سنوات طويلة بطريقة شرعية حسب الإجراءات المعمول بها في قانون العمل المطبق على جميع الجنسيات الوافدة للعمل في مملكة آل سعود .. وفي الوقت الذي كان فيه اليمنيون ينتظرون الحصول على إمتيازات الوعود بتقديم التسهيلات والإستثناء لهم بحكم العلاقات الوطيدة والنوعية والمتميزة بين البلدين الشقيقين حسب ما يعلن في وسائل الإعلام وعلى لسان السياسيين ومسئولي الدولتين لكن تعقيدات الموقف القائم على الأرض وغياب الشفافية عن الأحداث الجارية ساعدت في تأجيج القضية نتيجة عدم التدخل المبكر لحسمها في البداية والحيلولة دون تضخمها بالصورة التي أصبحت عليها حالياً .. حيث ادى ترحيل عشرات الآلاف من اليمنيين ها الأسبوع الى إحتشاد شعبي داخل المجتمع اليمني وظهور موجة تدعوا الى المواجهة الجماهيرية بالسلاح إن أقتضى الأمر لإستخدامه للدفاع عن السيادة الوطنية وحماية الحدود اليمنية من الأطماع السعودية والثأر لكرامة الإنسان اليمني الذي يتعرض لصنوف القهر والإهانة والإمتهان على أيدي قوات الأمن السعودية في مختلف مناطق المملكة .. كحصيلة أولية لغياب دور الحكومة اليمنية وتواطؤها مع الهجمة السعودية ضد المغتربين اليمنيين الشرعيين .. في ظل تضارب التفسيرات بين أقطاب وأطراف الصراع السياسي اليمني بمحيط تبادل الإتهامات التي لا تخلو من تحريض كل طرف على الطرف الآخر بأسلو الوشاية وتوظيف الحدث بقوالب تصب في إتجاهات بعيدة كل البعث عن المصلحة العليا للوطن والشعب .. إذ تتوزع وتتمحور الأحاديث الكيدية حول العمالة لإيران والتبعية للسعودية وفرز المعلب الى حوثية شيعية وسلفية وهابية بشكل يساهم في تمييع القضية وضياع خيوط اللعبة بين نرجسيات واحقاد المتصارعين بما يسمح للطرف المقابل من تمرير مخططاتها بانسيابية متناهية .
إخفاء الآثار بإثارة الغبار :
بيد أن الحقيقة الغائبة وسط ركام الأزمة المتداعية والأسباب الدقيقة المخفية خلف الغبار المتطاير من عواصف الصحراء الترابية التي تحجب الرؤية عن العيون .. تظل هي الحلقة المفقودة في قضية إجلاء المغتربين اليمنيين عن اراضي المملكة .. لكن حرص "الديار" على كشف جوانب من الغموض والوصول الى الأسرار المدفونة دفع الصحيفة للبحث والتحري وتقصي المعلومات سعياً إلى معرفة السبب بقراءة التفاصيل من الزوايا المجهولة والتنقيب في أماكن غير مألوفة تجعلنا نقف على الحقائق كما هي وليس كما يراد تزييفها ورسمها بأشكال مغايرة .
الإصلاح أمام طواحين الرياح :
لو ربطنا محاولات إلصاق التهمة بالحوثي فيما يتعرض له المغتربين اليمنيين وربط إعلام التيار المخاصم للحوثيين ما يحصل بالخوف السعودي من التمرد الشيعي ومخططات أتباع المذهب الزيدي لإقلاق الأمن ونشر الفوضى في السعودية .. فإننا سنجد العكس هو الصحيح تماماً .. لأن المحسوبين على التيار الحوثي بين الحوثيين لا يشكلون رقماً كبيراً بين الأغلبية المحسوبة على أنصار الإصلاح والمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والمذهب السني .. بمعنى أن المملكة تقوم بترحيل الحوثيين خوفاً من ثوار الإخوان الإصلاحيين وليس من مقاتلي الحوثين الذين خاضوا معركة عسكرية قبل ثلاثة أعوام ضد الجيش السعودي أنتهت بالصلح والتسوية .. كما أن محاولة نسب التحشيد القبلي على الحدود للحوثي لا يحتاج الى فبركة ذلك أن الحوثي لا ينكر وموقفه واضح في هذه الجانب من قبل الأزمة الحالية .. فيما التغرير على الداخل وإستدعاء الكراهية داخل المجتمع على الطائفة الزيدية بإظهارها كسبب لطرد السعودية ألآف اليمنيين من غير الزيود .. محاولة غبية لن تؤدي الى نتيجة بقدر ما تساعد على تفكيك الصف الداخلي وإضعاف جبهة التصدي .. لولا أن قيادة حزب الإصلاح وقيادات إخوان اليمن يفهمون جيداً أنهم المستهدفون من أصدقائهم السعوديون لما كانوا قد اعلنوا في بيان بإسمهم شديد الإستنكار والشجب إعلامياً ورسمياً بإعتبارهم شركاء فاعلين في السلطة وقادرون على التدخل القوى وتذبذبهم تجاه المشكلة بحرف الأنظار عن القضية الرئيسية الى إتجاه آخر في نفس الإتجاه الذي تعتمد عليه السعودية للتغطية على إخلاء أراضيها من تواجد العمالة اليمنية وتعمد الى شغل الرأي العام بقضية الجدار العازل والتوغل داخل الحدود التي لا يستبعد أن تكون مدروسة بهدف إيجاد غطاء ينشغل به الناس عن الهدف الأساس . الاسباب الحقيقية لطرد "المغتربين اليمنيين" من السعودية
دخلت الأزمة اليمنية السعودية بسبب قضية ترحيل المغتربين منعطفاً خطيراً خارج مسار البروتوكول الدبلوماسي والعلاقات السياسية بين البلدين عبر القنوات الرسمية في قيادة وحكومة الدولتين .. بدخول القوة الإجتماعية على الخط الملتهب من خلال تحول ملف القضية الى الطرف الشعبي الفاعل الغير رسمي وإضطلاع أبناء الشعب اليمني تلقائيا بمهام المسئولية الوطنية التي تخلت الدولة عن التعامل معها طبقاً لمقتضيات الواجب المناط بها في هذا الشأن .
وبعد قرابة شهر من التطورات غير المعلنة رسمياً على المشهد السياسي والإجتماعي السعودي اليمني المحتقن عسكرياً على الحدود بين رجال القبائل اليمنية وجرال القبائل اليمنية وقوات جيش المملكة والمتأزم سياسياً في إعلام البلدين الجارين وإنعكاسات الأزمة المتداعية للتصعيد المنذر بالإنفجار داخل النسجي الإجتماعي في المين والسعودية المنقسم الى جبهتين في كل بلد حول الأحداث الجارية وما تلعبه المؤثرات الخارجية من فرز مذهبي وإيديولوجي يجعل في كل بلد تيارين متشابهين يؤيد ويعارض الفعل وردود الأفعال هنا وهناك بعيداً عن حسابات الولاء لموطن الإنتماء وتجاوباً مع مقتضيات مصالح فئوية يحكمها ويتحكم على أبعاد تاريخية قديمة وأجنده مستقبلية قادمة تتداعى في افق المنطقة حسب ملامح الخريطة الجديدة للشرق الاوسط على ضوء المتغيرات الثورة التي حركت الرمال تحت عروش حكام دول الجزيرة العربية .. الشرق الفارسي والروسي والغرب الأمريكي والأوربي بالسلاح المشتعل وسط بحيرات البترول .
عزل الحقيقة خلف الجدار العازل:
بوادر الأزمة بدأت بإستفزازات الجنود السعوديين على الحدود والشروع المفاجئ في بناء الجدار العازل والتوغل داخل الأراضي اليمنية في المحافظات الشرقية مأرب وحضرموت والجوف وحضرموت وإستحداث مواقع جديدة في جبل "فذوة" بمديرية منبه التابعة لمحافظة صعدة من قبل قوات وآليات سعودية خلافاً لما نصت عليه إتفاقية ترسيم الحدود المحددة لمناطق الرعي وعلامات الحدود .. بالتزامن مع إرتفاع وتيرة القنص السعودي بالرصاص للمتسللين اليمنيين لأراضي المملكة عبر الشريط الحدودي الشمالي في حجة والساحلي في الحديدة وسقوط عشرات القتلى والجرحى في الأشهر الأخيرة مع إزدياد إستهداف المواطنين اليمنيين المتواجدين على الأراضي السعودية بالإعتقال والإنتهاك التعسفي الذي صول حد تكدس جثث الضحايا من الجنسية اليمنية في ثلاجات المستشفيات السعودية ورفض تسليمهم لأهاليهم . . عوضاً عن إرتفاع منسوب الضغوطات السياسية القادمة من الرياض على نظام صنعاء لفرض هيمنة المملكة على القرار اليمني وإستغلال الظروف الراهنة في البلاد للحصول على المزيد من التنازلات اليمنية على شتى الأصعدة الإقتصادية والسياسية والأمنية وإستخدام ملفات الإرهاب والجنوب وصعدة لإنتزاع الإرتهان اليمني المطلوب مقابل الحصول على مساعدات السعودية إسعافية لترقيع الإنهيار الإقتصادي المحتمل في اليمن.
التسلل من الابواب :
قبلها كانت المملكة الشقيقة قد دأبت لإحكام قبضتها على مفاصل الشأن اليمني بالمبادرة الخليجية الإلتفافية على ثورة التغيير الشبابية وحرف مسارها بما يخدم التوجهات السعودية بتعاون أمريكي ودعم لوجستي من شركاء المصالح الإستراتيجية في بلادنا إقليمياً ودولياً .. الأمر الذي دفع الى إختلالات كبيرة وتشظي متصاعد غير محمود العواقب.. تجسد مؤخراً في القرار السعودي الكارثة بطرد وترحيل مئات الآلاف من المغتربين والمقيمين اليمنيين في السعودية العاملين هناك منذ سنوات طويلة بطريقة شرعية حسب الإجراءات المعمول بها في قانون العمل المطبق على جميع الجنسيات الوافدة للعمل في مملكة آل سعود .. وفي الوقت الذي كان فيه اليمنيون ينتظرون الحصول على إمتيازات الوعود بتقديم التسهيلات والإستثناء لهم بحكم العلاقات الوطيدة والنوعية والمتميزة بين البلدين الشقيقين حسب ما يعلن في وسائل الإعلام وعلى لسان السياسيين ومسئولي الدولتين لكن تعقيدات الموقف القائم على الأرض وغياب الشفافية عن الأحداث الجارية ساعدت في تأجيج القضية نتيجة عدم التدخل المبكر لحسمها في البداية والحيلولة دون تضخمها بالصورة التي أصبحت عليها حالياً .. حيث ادى ترحيل عشرات الآلاف من اليمنيين ها الأسبوع الى إحتشاد شعبي داخل المجتمع اليمني وظهور موجة تدعوا الى المواجهة الجماهيرية بالسلاح إن أقتضى الأمر لإستخدامه للدفاع عن السيادة الوطنية وحماية الحدود اليمنية من الأطماع السعودية والثأر لكرامة الإنسان اليمني الذي يتعرض لصنوف القهر والإهانة والإمتهان على أيدي قوات الأمن السعودية في مختلف مناطق المملكة .. كحصيلة أولية لغياب دور الحكومة اليمنية وتواطؤها مع الهجمة السعودية ضد المغتربين اليمنيين الشرعيين .. في ظل تضارب التفسيرات بين أقطاب وأطراف الصراع السياسي اليمني بمحيط تبادل الإتهامات التي لا تخلو من تحريض كل طرف على الطرف الآخر بأسلو الوشاية وتوظيف الحدث بقوالب تصب في إتجاهات بعيدة كل البعث عن المصلحة العليا للوطن والشعب .. إذ تتوزع وتتمحور الأحاديث الكيدية حول العمالة لإيران والتبعية للسعودية وفرز المعلب الى حوثية شيعية وسلفية وهابية بشكل يساهم في تمييع القضية وضياع خيوط اللعبة بين نرجسيات واحقاد المتصارعين بما يسمح للطرف المقابل من تمرير مخططاتها بانسيابية متناهية .
إخفاء الآثار بإثارة الغبار :
بيد أن الحقيقة الغائبة وسط ركام الأزمة المتداعية والأسباب الدقيقة المخفية خلف الغبار المتطاير من عواصف الصحراء الترابية التي تحجب الرؤية عن العيون .. تظل هي الحلقة المفقودة في قضية إجلاء المغتربين اليمنيين عن اراضي المملكة .. لكن حرص "الديار" على كشف جوانب من الغموض والوصول الى الأسرار المدفونة دفع الصحيفة للبحث والتحري وتقصي المعلومات سعياً إلى معرفة السبب بقراءة التفاصيل من الزوايا المجهولة والتنقيب في أماكن غير مألوفة تجعلنا نقف على الحقائق كما هي وليس كما يراد تزييفها ورسمها بأشكال مغايرة .
الإصلاح أمام طواحين الرياح :
لو ربطنا محاولات إلصاق التهمة بالحوثي فيما يتعرض له المغتربين اليمنيين وربط إعلام التيار المخاصم للحوثيين ما يحصل بالخوف السعودي من التمرد الشيعي ومخططات أتباع المذهب الزيدي لإقلاق الأمن ونشر الفوضى في السعودية .. فإننا سنجد العكس هو الصحيح تماماً .. لأن المحسوبين على التيار الحوثي بين الحوثيين لا يشكلون رقماً كبيراً بين الأغلبية المحسوبة على أنصار الإصلاح والمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والمذهب السني .. بمعنى أن المملكة تقوم بترحيل الحوثيين خوفاً من ثوار الإخوان الإصلاحيين وليس من مقاتلي الحوثين الذين خاضوا معركة عسكرية قبل ثلاثة أعوام ضد الجيش السعودي أنتهت بالصلح والتسوية .. كما أن محاولة نسب التحشيد القبلي على الحدود للحوثي لا يحتاج الى فبركة ذلك أن الحوثي لا ينكر وموقفه واضح في هذه الجانب من قبل الأزمة الحالية .. فيما التغرير على الداخل وإستدعاء الكراهية داخل المجتمع على الطائفة الزيدية بإظهارها كسبب لطرد السعودية ألآف اليمنيين من غير الزيود .. محاولة غبية لن تؤدي الى نتيجة بقدر ما تساعد على تفكيك الصف الداخلي وإضعاف جبهة التصدي .. لولا أن قيادة حزب الإصلاح وقيادات إخوان اليمن يفهمون جيداً أنهم المستهدفون من أصدقائهم السعوديون لما كانوا قد اعلنوا في بيان بإسمهم شديد الإستنكار والشجب إعلامياً ورسمياً بإعتبارهم شركاء فاعلين في السلطة وقادرون على التدخل القوى وتذبذبهم تجاه المشكلة بحرف الأنظار عن القضية الرئيسية الى إتجاه آخر في نفس الإتجاه الذي تعتمد عليه السعودية للتغطية على إخلاء أراضيها من تواجد العمالة اليمنية وتعمد الى شغل الرأي العام بقضية الجدار العازل والتوغل داخل الحدود التي لا يستبعد أن تكون مدروسة بهدف إيجاد غطاء ينشغل به الناس عن الهدف الأساس .

الحيلة في إتخاذ القرار وإختيار الوسيلة :
لقد تغيرت قواعد اللعبة .. ومعها تغير الموقف والموقع لجماعة الإخوان المسلمين بعدما أصبحوا قوة فاعلة على خارطة العالم السياسية ..إخوان مصر يتقاربون مع إيران ويتبادل الرئيسان أحمدي نجاد ومرسي الزيارات المستفزة طبعاً للأمريكان والخليجيين .. إخوان اليمن المتحالفين تاريخياً مع الأسرة السعودية الحاكمة والسلفية الوهابية منذ زمن بعيد يعودون تدريجياً الى أحضان مصر التي تتعقد علاقاتها مع السعودية ودول الخليج يومياً من سيء الى اسوأ .. حلفاء المملكة في اليمن يتحالفون مع قطر الدولة الصغيرة المزعجة للدولة السعودية الكبيرة .. تبداً الإحتجاجات في المنطقة الشرقية السعودية وتربط بالتدخلات الإيرانية للشيعة كما حدث في اليمن بمحافظة صعدة أولاً مثلما فعلت في القاهرة وتونس وطرابلس وبدأت تظهر في جدة السعودية بالتأكيد وقفت عند هذه المؤشرات لمراجعة الماضي وقراءة المستقبل .. وقد تكون وجدت في الثورات المشتعلة على حدودها من جميع الجهات مصدر خطر يهدد نظامها بالسقوط .. من هناك كان لابد من التدخل العاجل منعاً للأخطار المحدقة وفقاً لرؤية خاصة بها وإلتزاماً على ما يبدو مع الإجماع الخليجي بإستثناء قطر على ضرورة مواجهة الإخوان المسلمين بأي شكل من الأشكال .. ولأن الإمارات أكتشتف أن المصريين المقيمين فيها يشكلون خطراً عليها بسبب ولائهم وإنتمائهم لجماعة الإخوان جاء الخوف السعودي ربما من المغتربين اليمنيين على هذه الأساس .. فيما يفسر آخرون ما يحدث بربطة بمحاولة سعودية للضغط على القيادة اليمنية لإبقاء رجلها الأول في اليمن "علي محسن" بمنصبة وموقعه داخل الجيش ونفوذه في السلطة ..وهو إحتمال ضعيف لأن علي محسن ومعه مشائخ آل الأحمر وابرز رجالات وقيادات الإصلاح وقيادات الإخوان المسلمين في اليمن أنتقلوا الى المعسكر القطري تلبيةً لتوجه وتوجيهات الجماعة تحت مبرر التربيط بين أمير الدوحة لمنع تحالفه مع أطراف يمنية أخرى موالية لإيران .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.