فيما لو تم إشراك الحوثيين في حكومة جديدة تفيد معلومات صحفية أن من المتوقع تشكيلها قريباً، هل يمكن اعتبار ذلك نصراً جديداً أو مكسباً سياسياً يضاف إلى المكاسب الميدانية التي حققتها جماعة الحوثي في الفترة الأخيرة، أم أننا أمام منعطف تحول في طبيعة هذه الجماعة ذات البنية المركبة، قد يصحبه تغيير في فكرها وممارستها، وطبيعة دورها وتموضعها داخل المشهد السياسي، وقد يفضي مستقبلاً إلى تحولها إلى حزب سياسي سلمي وفاعل بعيداً عن العنف والسلاح؟ من شأن أي تعديل حكومي قادم أن تنعكس تغيرات موازين القوى السياسية على تشكيلته، خصوصاً فيما يتعلق بالحراك الجنوبي وجماعة الحوثي، التي تقول بعض المصادر إنه سيتم إشراكها في هذه الحكومة. الأمر الذي يخلق أسئلة حول مستقبل المشهد السياسي في اليمن، انطلاقاً من أسئلة تتخلق من إشراك مكونين سياسيين كانا خارج العملية السياسية، وخارج موازين القوى الفاعلة في منظومة الحكم. وفي حين تفيد المؤشرات فيما يتعلق بالحراك الجنوبي، إلى تطبيع غير معهود ونجاح هادي في تفكيكه واحتوائه، واحتواء القضية الجنوبية، فإن سؤالاً يظل معلقاً في ما يخص حركة الحوثي التي ما زالت تمثل إشكالية كبيرة وجدلاً واسعاً حول طبيعتها وتشكلها ومستقبلها. ويبدو أن الرؤية الإقليمية حول هذه الجماعة لم تحدد أي موقف واضح منها، لكن سفراء الدول العشر الذين يبذلون مساعي بشأن إشراك "أنصار الله" (الحوثيين) و"الحراك"، في الحكومة، لا يريدون تحقيق ذلك إلا بعد تلقي "إشارات إيجابية" من قبل الحوثيين عن طبيعة العلاقات الدولية التي ينوون بناءها مع المجتمع الدولي ومع بلدان هؤلاء السفراء تحديداً، وهو مالم يتلقوا بشأنه حتى اللحظة ردودا واضحة من جانب "أنصار الله"، غير أن المصادر تقول إن بعض طلبات السفراء تبدو بالنسبة ل"الحوثيين" تعجيزية، دون أن توضح المصادر تفاصيل أكثر. وتبدو استجابة "أنصار الله" لهذه الطلبات غامضةً حتى الآن، لكن الإجابة الأكثر غموضاً لسؤال أكثر إلحاحاً هو: ما مستقبل هذه الحركة ودورها في المشهد السياسي، أو "ما هو برنامج الحوثي؟" حسب تعبير نائبة السفير الأمريكي كارين ساساهارا في مؤتمر صحفي قبل أشهر. ربما كان تفاؤلاً من نوع ما قد برز إبان مشاركة الحركة في مؤتمر الحوار الوطني، كأبرز فعل سياسي مدني تنخرط فيه الحركة، وهو ما ولّد أملاً محلياً ودولياً بإمكانية تحولها إلى الفعل السياسي بدلاً من الاعتماد على قوة السلاح. لكن هذا لم يمنع من أن تنخرط الحركة في مواجهات مسلحةٍ عقب انتهاء الحوار، بل بدت عبر هذه المواجهات أكثر قوةً وثقةً بالنفس، وكلما انتقد الرأي العام سلاح هذه الحركة وعنفها، وتساءل بخصوص مشروعها السياسي أشارت الحركة باعتزاز إلى ما مثلته مشاركتها في الحوار، وما قدمته من رؤية سياسية خلاله. لكن إجابة مختزلة مثل هذه لا يمكن أن تكون شاملة وكافية، ذلك أن تخيل أي نموذج مستقبلي يمكن أن تكونه الحركة فيما لو تطورت سياسياً، وأصبحت شريكاً في الحكم، لا يمكن أن يتم (هذا التخيل) بمعزل عن تحليل بنية القوة لهذه الحركة التي لم تتشكل بمعزل عن سياقها الاجتماعي الذي جاءت منه وتتحرك فيه، وساهم في تشكليها مثلما شكل آلياتها على نحو ما. ولذلك فإن فهمها ومن ثم تخيل نموذجها المستقبلي لا يمكن أن يتم بمعزل عن ربطها بهذا السياق الاجتماعي السياسي الذي وجدت وتعمل وتتنفس داخله. وتنمو قوة الجماعة، وتتسع خارطة نفوذها بشكل مطرد، ومنذ أزاحت ثورة 2011 نظام "صالح" الذي كان يناهضها، لقيت الجماعة أمامها مساحةً من "فراغ القوة" أتاحت لها أن تتوسع في صعدة، كما أتاحت لها التحرك في أكثر من محافظة ومنطقة، وممارسة أنشطتها في العلن بعيداً عن السلطة القمعية التي واجهتها وواجهها أعضاؤها إبان حكم صالح. وفيما عدا بروز الجماعة أكثر قوة وحرية وقدرة على التحرك في مرحلة ما بعد صالح، لا يمكن الحديث عن كونها أبدت تغيراً ملحوظاً على مستوى طبيعتها من حيث كونها جماعة مسلحة، سوى انحراف بسيط متمثل في طبيعة العدو الذي تواجهه؛ فإذا كانت قد خاضت حروبها ال6 في صعدة لمواجهة "الدولة"، استمرت الجماعة في حروبها لكن في مواجهة عدو آخر، تصفه بالتكفيري، ورسمياً بالإصلاح. وفي الظاهر على الأقل، لا يبدو أن الحركة في توسعها تسعى إلى تقويض الدولة وإحلال نفسها محلها، بقدر ما تسعى لإنشاء قوة موازية للدولة في هيئة تكوين تنظيمي "حركي" له هيكلته وطبيعته، من خلاله يمكنها أن تتموضع في موقع أو مركز "القوة الأكبر" على الخارطة السياسية الاجتماعية، حيث تستطيع أن تفرض شروطها وخياراتها ورؤيتها على كافة المستويات، وعلى رأسها المستوى السياسي. ولا ينفي ذلك، الخطر الشديد الذي تشكله الجماعة على الدولة والإنسان، انطلاقاً من كونها جماعةً مسلحة من الواضح أنها لا تتوسع أو تقوى عبر العمل السياسي السلمي، وإنما عبر الوجود على الأرض وعن طريق القوة، لكنها في ذلك تحرص على تحاشي مواجهة الدولة مباشرة. وفي المناطق التي سيطرت عليها أو قوّت نفوذها فيها، تبقي الجماعة على شكل الدولة ومؤسساتها، لكنها تحرص على ضمان ولائها لها بطبيعة الحال، أو تضغط باتجاه تغييرها (كما حدث في عمران). بينما في المناطق التي تحكم السيطرة عليها كلياً ك"صعدة"، يبدو حضور الدولة شكلياً بحتاً، في حين تسيطر الجماعة على مفاصل إدارتها، بدءاً من "الزكاة"، وانتهاءً بالأمن. ويمثل "مجال" الصراع مناخاً ملائماً لبناء القوة بالنسبة لجماعة كهذه، لكنها تتحاشى الدولة ومواجهتها، رغم خطابها المناهض للدولة منذ تأسيس الحركة وحتى الآن، إلا أنها تحاول أن تبني هذه القوة (الموازية للدولة) عبر صراعات قبلية (مثلما حدث في ضاف معبر/ذمار، أو مديرية الرضمة)، أو دينية (سنية)، كما حدث مع سلفيي دماج وسلفيي معبر الذي أفضى الصراع معهم إلى توقيع اتفاق تعايش. لكن أبرز هذه القوى ستتمثل في العدو المفترض الذي سيوفر لها فرصة الصراع والتوسع والأرض الخصبة لتراكم قوتها وهو حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي نجحت في استدراجه إلى مواجهات مسلحةٍ، ستمضي عبرها في تقويض وجوده والتقليص من نفوذه، والتوسع على حسابه، وإحلال نفسها محله على كافة المستويات. ولا يعرف إن كان هذا التوسع على حساب "الإصلاح" هو الذي حدد مسارات تحركها وتشكيل القوة، لكنها تركز مؤخراً على إحلال نفسها محله، وتقويض وجوده، لتبني قوتها على ذات المسارات التي تكاد تكون الركائز أو الأركان التي تجسد قوة الإصلاح الاجتماعية والدينية والقبلية، والذي يمثل وجوده السياسي تجلياً أو ترجمة لهذه القوة، وإجمالاً يمكن القول إن حركة الحوثي تتوسع على عدة مسارات في تشكيل قوتها، ونموها، وطبيعتها، وهذه المسارات تنقسم إلى (دينية، عسكرية، قبلية، سياسية). الحوثي كقوة عسكرية: أنشأت الحركة مليشيات مسلحة ويجري تدريبها باستمرار، وتستمد دعمها من عدة جهات بالإضافة إلى ما تغتنمه من أسلحة الألوية العسكرية التي تنهبها وتهاجمها في بعض الأحيان. وشهدت الأيام الأخيرة تصاعد هذه القوة وتوسعها، عبر نسف ركائز قوة حزب الإصلاح على الأرض، لعل آخرها سيطرة مسلحي الحوثي على اللواء 310 مدرع ومقتل قائده اللواء حميد القشيبي الموالي للإصلاح، بعد أن ظلت الجماعة تطالب بتغييره أو نقل اللواء من المنطقة. وفي الجوف التي تشهد مواجهات بين مسلحين حوثيين وآخرين إصلاحيين، بدأ سريان هدنة لم تخل من الخروق لتنفيذ مرحلة أولى من اتفاق صلح، تعقبه مرحلة ثانية تتضمن نقل اللواء 115 مدرع المحسوب على الإصلاح والمساند لهم في معاركهم ضد الحوثيين، بما يوحي أن الحركة صارت تنقح جغرافيا الشمال من أي وجود عسكري موالٍ للواء علي محسن صالح أحد أركان قوة حزب الإصلاح. وقبلها خاضت الحركة عدة معارك مع مسلحين إصلاحيين في كل من حاشد وأرحب، وحجة. الحوثي كقوة دينية: تقوم الحركة على فكر ديني شيعي، يرى أن الحاكمية في آل البيت، ويضع نفسه بموازاة الحركات الدينية الأخرى على أساس مذهبي، ويتجسد عبر أدبيات أشهرها (محاضرات حسين بدر الدين الحوثي)، ويستمر ويتجدد في عملية تعبئة دينية ترتكز على هذه الأدبيات، مستفيداً من الجذر "الزيدي" ووجوده الديني/السياسي/ تاريخياً في اليمن محاولاً تطويره، مثلما يحاول تنقية "الجغرافيا الزيدية" من التيارات الدينية الأخرى، وتستفيد الحركة في ظهورها، وإبراز قوتها من خلال استحداث طقوس دينية ذات بعد شيعي، تحشد لها، وتستعرض فيها قوتها (كعيد الغدير... إلخ). وتتوسع الحركة عبر مراكز صيفية، تنتشر فيها وعبرها ملازم وأدبيات الجماعة، ومثلما يمثل المنحى الديني عقيدة الجماعة القتالية، في حروبها المسلحة، يترتب على خوض هذه المعارك توسع ديني للجماعة. وتنتهي المعارك إما بصلح عادة ما يتضمن توقيع اتفاقات تتيح لها ممارسة عقيدتها والاستمرار في حالة الاستقطاب، واما بانتصار يفضي إلى القضاء على المراكز الدينية التابعة للخصم. وخلال الفترة الماضية حققت الحركة سلسلة من الانتصارات العسكرية على مناوئيها؛ في كتاف ودماج على السلفيين والقوى القبلية والجهادية المتحالفة معها، أفضت إلى إخراج سلفيي دماج من صعدة بموجب اتفاق صلح رعته الدولة. وفي منطقة همدان سيطرت على عدد من القرى، ودمرت عددًا من المنازل ومراكز تحفيظ القرآن الكريم المحسوبة على حزب الإصلاح، ومثلها في معبر، وبني مطر، وآنس/ذمار، حيث تركز الحركة على تدمير مساجد ومراكز تحفيظ قرآن، ومثلها فعلت في عمران مؤخراً، حين دمرت معاقل عدة لحزب الإصلاح من بينها مقرات الحزب ومراكز تحفيظ القرآن وفرع جامعة الإيمان التابع لرجل الدين عبدالمجيد الزنداني أحد أهم المرجعيات الدينية للحزب ، ومراكز استقطابها. الحوثي كقبيلة: ربما يبدو المسار القبلي إحدى الحالات المتأخرة بالنسبة الجماعة، أو صور المراحل اللاحقة لبدء ظهور القوة، حيث أنشأت الجماعة شبكة تحالفات قبلية واسعة في شمال الشمال، بعضها ساندتها في المواجهات مع الدولة، كما تساندها الآن في إحكام القبضة على صعدة، وغيرها، وتسهل مهامها في كثير من المناطق، وتعتمد الحركة في هذا على تنمية واجهات ومراكز استقطاب قبلية، أو التطبيع مع مراكز قبلية أخرى قديمة وجديدة، ودعمها مقابل الولاء، وتسعى في سبيل تحقيق ذلك عبر آليات عدة، منها الإغراءات، وأحياناً الإخضاع، وأحياناً المواجهة المسلحة. وتجلى هذا المسار أكثر وضوحاً في وقت سابقٍ حين حققت الحركة انتصاراً على مشائخ آل الأحمر، واستطاعت الوصول إلى مسقط رأسهم في حوث والخمري، وتدمير منزلهم وإجبارهم على المغادرة، لينسحب نفوذهم إلى صنعاء. وتفعل الحركة ذلك في كل حالة انتصار لها، وقد علق أحد زعماء حاشد القبليين لصحيفة خليجية على توسع الحوثي على المسار القبلي قائلاً: إن الحوثي بسيطرته على عمران "اقترب كثيرا من تشكيل مملكته في شمال اليمن، وهو الآن يعيد تشكيل الزعامات القبلية كما يريد بعد أن تمكن من تفكيك إمبراطورية زعامة قبيلة حاشد وغيرها وهذا لا شك فيه". وأضاف الزعيم القبلي البارز الشيخ علي حميد جليدان ل"السياسة" الكويتية أن "بعض مشايخ القبائل يتبعون الحوثي إما رغبة أو رهبة، وبعضهم يتبعه مضطراً من دون أن يعترض على ما يفعله في مناطق القبائل، فالحوثي أصبح قوة لا يستهان بها". وإلى ذلك تتبنى الجماعة حالة استقطاب واسعة في مختلف المناطق حتى خارج المحافظات التي تبدو قوية فيها، في مناطق قبلية متفرقة في اليمن، وحتى داخل بعض المدن والمحافظاتاليمنية بما فيها العاصمة، ومحافظة صنعاء، وريمة، وحجة، وإب، وذمار، والجوف، وفي كل الصراعات المتكررة التي شهدتها هذه المحافظات بين مسلحين موالين لها، وآخرين إصلاحيين، أو سلفيين، أو قبليين، تفصح الجماعة عن وجودها في أكثر من مكان، وعلى مختلف المسارات الدينية والقبلية، والعسكرية. النشاط السلمي: وتبدو آلية النشاط السلمي أقل آليات الجماعة حظاً، وفيما عدا التعليم المذهبي، والنشاط الاجتماعي القبلي أيضاً، يمكن الحديث عن اتخاذ الجماعة للمظاهرات ضمن وسائل التعبير التي تعتمدها، لكنها تبدو ثانوية وعادة ما يظهر السلاح في هذه المسيرات. بدأت أبرز أنشطتها السلمية في مشاركتها في الاحتجاجات التي تشكلت منها ثورة فبراير 2011، ثم مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني، لكن عقب هذين النشاطين، خاضت الجماعة حروباً مسلحة، عقب احتجاجات نظمتها في عمران، بحيث أظهرت الجماعة قدرتها على توفير البدائل. بالإضافة إلى ذلك صار للحركة مكاتبها السياسية، في عدة محافظات، كما ركزت كثيراً على الجانب الإعلامي الذي عبرت عنه مجموعة وسائل إعلام (تلفاز، صحف، ناطقون رسميون، مواقع، كتاب). ***
من الواضح إذن أن الجماعة ومنذ انطلاقتها، تتحرك في سبيل بناء القوة عبر استراتيجية محددة تتوزع على هذه المسارات أو الآليات (دينية، عسكرية، قبلية، وسائل سلمية)، ولا يمكن لهذه المفردات الأربع أن تشكل تعريفاً دقيقاً للحوثي، طالما أننا نتحدث عن آليات... رغم أن بعضها يبدو جوهرياً في تركيبتها، ذلك أن تعريفها الأدق سيبقى مرهوناً بما يمكن أن تمثله هذه الجوانب أو أحدها مستقبلاً أو في حدوث أي تغير طارئ عليها. وفي ما عدا ذلك فهي تشكل مجتمعة قوة الحوثي، وتتصل في ما بينها لتنتج بينة الجماعة المعقدة، أو المركبة. ويبدو أن الجماعة ترى أن من شأن مؤشر قوتها وضعفها في هذه الجوانب مجتمعة أن يحدد مدى وجودها السياسي، هذا الوجود الذي يبقى أحد تمثلات تلك القوة. أو ترجمة لها. وبما أن الجماعة كما يبدو لا تسعى لتقويض الدولة، بقدر ما تحاول إنشاء قوة موازية، فيمكننا تخيل جماعة الحوثي هنا في مكان حزب الإصلاح، الذي سيطر على قنوات الخطاب الديني وإنتاجه لعقود، أدى إلى انتشاره كثقافة شعبية، بينما جسد قوة سياسية، تحالفت مع صالح، وضمنت لنفسها مكاناً في تشكيلة القوة السياسية في اليمن. قوة جماعة الحوثي العسكرية وإحياؤها للبعد السلالي، ووعيها الجغرافي، امور تجعل من الممكن تخيلها، كأكبر مكون اجتماعي، أو أكبر قبيلة يمنية، ومن شأن ذلك أن يؤهلها للعب دور القبيلة في اليمن التي كان لها حضورها السياسي طوال في تاريخ اليمن المعاصر، سواءً في تحالفات صالح التي بدت كأحد أعمدة حكمه، أو تحالفات الإصلاح كأحد القوى السياسية الأكبر. لقد ابتلعت جماعة الحوثي "حاشد" أكبر وأقوى القبائل اليمنية، التي كان لها الدور الأبرز في المشهد السياسي اليمني، منذ قيام ثورة 1962، وحتى الآن، ويمكن فهم سيطرة جماعة الحوثي عليها وإخضاعها، بمثابة انتقال القوة التي كانت لهذه القبيلة لجماعة الحوثي. هل سيكون الحوثي إذن شريكاً سياسياً ومقاتلاً على الأرض في ذات الوقت؟ ربما يبدو ذلك تناقضا غير مقبول ولامنطقي، لكن كل شيء في اليمن يبدو وارداً. إن أخطر ما يشير إلى ذلك، هو ما حدث مؤخراً حين تحول حزب سياسي ذي أس ديني مثل التجمع اليمني الإصلاح إلى مليشيات مقاتلة على الأرض، في اللحظة التي يتموضع فيها كثاني أبرز الأحزاب السياسية في اليمن، وأحد شركاء الحكم. وأحد أبرز أحزاب الإسلام السياسي في المنطقة، من حيث رصيده السياسي ونشاطه السلمي، لكنه فجأة تراجع للوراء أميالا. أخبار من الرئيسية صحيفة : هادي ينتزع مقر الفرقة من محسن وترتيبات لتوزيع قوات الفرقة واللواء 310 مدرع فتيات اليمن.. حكم بالزواج المبكر كيف انتهت أزمة الوقود في اليمن بين ليلة وضحاها؟ مشهد ما بعد الجرعة : ما الذي قالته أبرز القوى في الساحة ومصير مجهول للحكومة