تتفاعل الأحداث في المحافظات الجنوبية وبشكل ينذر بصيف ساخن، يزيد من خطورتها التقاطع الحاد بين الأجندة على المستويين الداخلي والخارجي، وحيث القوى الفاعلة وعلى رأسها مكونات الحراك الجنوبي مشتتة من جهة ومهيأة للعنف من جهة أخرى. ففي حين واصل الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ولليوم الثاني على التوالي منذ وصوله عدن، عقد لقاءات مع قيادات عسكرية وأمنية، ومحافظي محافظاتحضرموت وسقطرى، وقيادات من حزب الإصلاح (الإخوان) قادمين من مأرب والجوف والبيضاء، ووسط ما تردد من أنباء عن توجيهات هادي بإزالة أعلام دولة الجنوب السابقة والشعارات الشطرية التابعة للحراك الجنوبي من الشوارع فرض الحراك أمس عصياناً مدنياً شل الحركة حتى منتصف النهار في عدنولحجوأبين. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن أنصار الحراك الجنوبي يتقدمهم تيارا البيض وباعوم قطعوا الشوارع في مديريات خورمكسر وكريتر والمنصورة والشيخ عثمان. وأحرق أنصار الحراك الإطارات والأشجار في الشوارع الرئيسية خصوصا شوارع: (أروى، مثلث البنوك، أمام عدن مول، جولة الثقافة، جولة القاهرة". وأغلقت بعض المدارس الحكومية والخاصة أبوابها فيما منع عدد من الأهالي أبناءهم من الذهاب إلى أعمالهم أو مدارسهم خشية تجدد العنف الذي بدأ الأسبوع الماضي بمواجهات بين قوات الأمن الخاصة واللجان الشعبية التابعة لوكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظاتعدنولحجوأبين اللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس المستقيل هادي. كما أغلقت محلات تجارية وشركات أبوابها تحاشيا لمضايقات من قبل مسلحي الحراك . وكانت فصائل الحراك " علقت ، الأسبوع الماضي الفعاليات السلمية للحراك الجنوبي عقب سيطرة لجان هادي على مقاليد الحكم في عدن، في أعقاب مواجهات بين اللجان والأمن الخاصة دفعت السلطة المحلية وقوى مؤيدة لهادي إلى إقصاء قوات الأمن الخاصة من المشهد وإبقاء أفرادها حبيسي المعسكر بناء على اتفاق بسحب قوات الأمن الخاصة من الشوارع والمؤسسات الحكومية وإحلال الجيش واللجان بديلا عنها. على النقيض، وجه الرئيس المستقيل، هادي، الأمن واللجان في عدن بإزالة أية شعارات شطرية أو أعلام لدولة الجنوب. ونقلت قناة "اوسان" التابعة لنجله جلال هادي، خبرا مفاده أن "الرئيس وجه بإزالة الأعلام الشطرية في عدن". مصدر أمني استبعد تنفيذ حملة إزالة الأعلام من شوارع عدن في الوقت الراهن، خصوصا مع تصاعد غضب الحراك الرافض لتواجد ، هادي، ولجانه فيها. وكانت قوى عدة في الحراك الجنوبي أصدرت، اليومين الماضيين، بيانات تحذر "هادي" من جر عدن إلى "ساحة صراع مذهبي"، وتوعدت قوى في الحراك ب"الانتفاضة" ضد ما وصفته ب "القوى المتآمرة على قتل وسلب أبناء الجنوب". توجيه "هادي" بإزالة شعارات الحراك يتزامن مع بدء نشر قوات النجدة في شوارع عدن . وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن العشرات من جنود النجدة –شرطة أمن الطرق- انتشروا في شوارع المحافظة ومحيط مؤسساتها. وكانت اللجنة الأمنية في عدن، بقيادة شقيق هادي، أقالت مطلع الشهر، قائد النجدة مجاهد أحمد سعيد، وتعيين فوزي السيعدي. وقال السعيدي في تصريح ل"عدن الغد" إن شرطة النجدة عاودت الانتشار ، أمس، وفقا لخطة أمنية جديدة. قرار التعيين وإن جاء في ظل فراغ حكومي ولم يصدر به قرار جمهوري إلا أنه أتي ضمن قرارات تعيين وإقصاء طالت قيادات أمنية وعسكرية في عدن لم يفصح عنها بعد ، وسبقت عودة هادي إلى عدن، وأولها إقالة مدير الأمن، مصعب الصوفي، وتعيين مقرب من هادي بدلا عنه. وتشهد عدن حاليا حالة من الترقب لما ستسفر عنه توجيهات هادي، وسط مخاوف من أن تعجل الحملة المرتقبة لإزالة شعارات الحراك من تفجر، موجة عنف في عدن التي تسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لقوى عدة. في عدن أيضا، تجري ما تسمى (الهيئة الوطنية المؤقتة للتحرر والاستقلال) -وهي مكون أسسه عبدالرحمن الجفري، مطلع الشهر الجاري - تحضيرات لعقد مؤتمر جنوبي جامع، مزمع عقده خلال الأسبوعين المقبلين، وفقاً للقيادي في الهيئة أمين عام حزب الرابطة محسن بن فريد. وقال بن فريد في تصريح ل"قناة روسيا اليوم" إن الهدف من المؤتمر هو إعلان دولة الجنوب العربي الاتحادية، كاملة السيادة، وهذا ما ينادي به تيار الجفري- حديث النشأة، ويرفضها تيارا البيض وباعوم، المناديان بفك الارتباط (الانفصال)، إضافة إلى تيار هادي، ممثلا باللجان الشعبية ، وينادي الأخير بالفيدرالية من 6 أقاليم. وأشار بن فريد إلى أن الهدف الثاني للمؤتمر يكمن في اختيار قيادة "تكون المرجعية لشعب الجنوب وتحدد الخطوات التي ينبغي أن نسير بمقتضاها فيما يتعلق بالتصعيد". ومن شأن القيادة الجديدة، وفقا لبن فريد، أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة للجنوب "وستقود المرحلة المقبلة حتى تقوم الدولة الجنوبية المنشودة". وتوقع بن فريد أن تقوم القيادة الجديدة للجنوب بعرض رؤيتهم للقضية الجنوبية على دول إقليمية". وفي محافظة لحج فرض مسلحو الحراك أمس، عصيانا مدنيا في مدينة الحوطة، مركز المحافظة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك انتشروا صباحا في الشوارع وأغلقوها بالإطارات الحارقة والحجارة، مما تسبب بعرقلة حركة السير وتعثر وصول الطلاب والموظفين إلى مدارسهم ومقرات أعمالهم، كما طالبوا مالكي المحلات التجارية بإغلاقها، وأغلقت شركات خاصة ومقرات حكومية أبوبها بالكامل ، وفقا لمصدر أمني، واستمر العصيان حتى الثانية ظهرا. وفي لحج أيضا تواصلت أعمال العنف بين اللجان والحراك، حيث قتل أحد مسلحي اللجان بمواجهات مع مسلحي الحراك في نقطة حدودية مع تعز يتنازع الطرفان عليها منذ أيام. وقال مصدر امني ل"اليمن اليوم" إن تبادلا لإطلاق النار نشب بين مسلحي الطرفين إثر قيام مسلحين من اللجان بمحاولة تحرير قاطرات يحتجزها مسلحي الحراك في نقطة الشريجة. وأشار المصدر إلى أن مسلحي اللجان طالبوا الحراك بتحرير القاطرات غير أن مسلحي الأخير أطلقوا النار على مجاميع من اللجان وتبادل الطرفان إطلاق النار لعدة دقائق. وقتل في المواجهات تلك أحد مقاتلي اللجان ويدعى، علي عثمان خالد. ولا يزال الطرفان يحشدان مقاتليهما إلى النقطة التي تقع على مشارف مدينة تعز، فيما لا تزال دبابات ومدرعات الجيش ترابط على بعد بضعة كيلومترات من نقطة الشريجة منذ يومين. وفي محافظة أبين، شهدت أمس مدينة زنجبار عصياناً مدنياً ناجحاً للحراك شل كامل الحركة نتيجة تجاوب أهالي المحافظة مع دعوات الحراك. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحياة اليومية في مدينة زنجبار، كبرى مدن أبين ومركز المحافظة، بدأت معطلة تماماً مع توقف الحركة المرورية وإغلاق المحلات التجارية والمدارس حتى منتصف النهار أخبار من الرئيسية معلومات خطيرة عن عاصفة الحزم : الفخ الذي وقعت فيه السعودية ومفاجأت غير متوقعة لجر المملكة لحرب إستنزاف (صوره وتفاصيل) صحيفة عربية تكشف أسباب العدوان وقوة اليمن وكيف سيتم الرد عليها ومتى؟ وقوة أنصار الله على الحدود مع المملكة؟ أخطر نصيحة إسرائيلية للسعودية بشأن اليمن وحقيقة الفخ وتوريط الرياض أكثر في اليمن وإشعال فتيل الحرب الكبرى صفعة تتلقاها المملكة والزياني يحاول لملمة الموقف بعد الحديث عن خروج اليمن من بيت الطاعة السعودي