استنفرت اللجان الشعبية التي يديرها شقيق الرئيس المستقيل هادي، أمس، مقاتليها في عدن ونشرت المئات منهم في شوارع المحافظة خصوصا كريتر، عقب إعلان فصائل الحراك الجنوبي رفضها ما ورد في البيان المنسوب لهادي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن اللجان وجهت مقاتليها بالتصدي لأية مظاهرات ضد هادي، في حين خرجت، عصراً، مظاهرة مؤيدة للجان، رفع المشاركون خلالها أعلام دولة الجنوب السابقة، ولافتات تحوي عبارات "تفويض للجان الشعبية للدفاع عن مدن الجنوب". ترحيب ب"هادي".. وإحياء لذكرى "مجزرة انتخابه" وفي المقابل أحيا الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي، أمس، ذكرى ما وصفوها ب"مجزرة 21 فبراير" في ساحة العروض، خور مكسر، والمتهم فيها حلفاء هادي حينها جماعة الإخوان "الإصلاح" من خلال المحافظ حينها، وحيد رشيد، ورئيس فرع الإصلاح في عدن النائب أنصاف مايو، والذي كان يتقدم مليشيات الإخوان، على حد تعبير الحراك آنذاك. الفعالية التي تبنتها فصائل عدة في الحراك أبرزها المجلس الأعلى للحراك الثوري، التابع ل(نائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، وحسن باعوم) في ذكرى المجزرة، أعقبها مسيرة للمشاركين فيها جابت عددا من شوارع مديرية خور مكسر. ودعا المشاركون في التظاهرة إلى التصدي لما وصفوها ب"مؤامرات تحاك ضد الجنوب". بيان صادر عن لجنة "الشهيد خالد الجنيد"، أحد المكونات المنظمة للفعالية، حيا من وصفهم ب"الشباب المخلصين الذين يخوضون مواجهات في عدنولحج وأبين وشبوة ضد قوى البطش". وعبّر البيان عن تحيته لأسر "شهداء ال21 من فبراير من العام 2012"، عندما قتل نحو 23 شخصا وأصيب نحو 158 آخرين في مواجهات بين الأمن ومتظاهرين في انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن . وفي مديرية المنصورة، قطع ناشطون في الحراك الجنوبي شارع التسعين وأشعلوا فيه الإطارات احتجاجا على استمرار احتجاز أحد الناشطين، جعبل البركاني، والذي اعتقل في يناير من العام 2014 أثناء مداهمة أمنية لمنزله في حي حاشد. من جانبها حذرت ما تسمى ب"الهيئة الوطنية المؤقتة للتحرر والاستقلال" من إعلان عدن عاصمة لليمن. وأشارت الهيئة -أحد فصائل الحراك، حديثة النشأة بقيادة عبدالرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة- إلى أن قوى لم تسمها "تنافست على قتل وسلب أبناء الجنوب، تتفنن في خلق مبررات" وأن تلك القوى "إذا وجدت في عدن فإن ذلك يعني انتفاضة شعبية عارمة تنتظرها في عدن وعموم الجنوب". ودعت الهيئة، في بيانها، هادي شخصيا، إلى إبعاد عدن والجنوب عما يحصل في صنعاء "حتى لا تفرقنا صنعاء". وعبرت الهيئة عن رفضها تحويل عدن إلى ساحة حرب مذهبية. وفي تصريح ل"اليمن اليوم" قال نائب رئيس الهيئة والقيادي البارز في الحراك الجنوبي أحمد بامعلم إن البيان المنسوب لهادي يعبر في مضمونه عن مخرجات حوار صنعاء، الذي قال إنه لا يعني "شعب الجنوب". وعن إمكانية التنسيق والتحالف بين الحراك وهادي، قال بامعلم إن الأمر مرهون بموقف هادي، وإن عليه إعلان فك الارتباط (الانفصال) أولاً. مشيراً إلى أنهم في الحراك أو ما أسماه "شعب الجنوب" سيمضون في مشروعهم الذي لا يقل عن "استعادة الدولة كاملة السيادة"، على حد وصفه. وأكد بامعلم أنهم في الحراك لن يقبلوا حتى مجرد التفاوض مع هادي في إطار نظام الأقاليم. فصائل أخرى في الحراك الجنوبي رحبت بطريقتها بعودة هادي، إلى عدن. وقال المتحدث باسم ساحة الاعتصام بخور مكسر، ردفان الدبيس، إن الحراك يرحب بعودة هادي كمواطن جنوبي، على اعتبار الجنوب موطنا له. وعبر الدبيس رفض الجنوبيين إعلان عدن كعاصمة للجمهورية اليمنية. وقال في تصريح صحفي "أتمنى من هادي أن لا يجعل من عدن طريقا لعبور المليشيات المسلحة لحكم الجنوب". واعتبر الدبيس البيان المنسوب لهادي (استفزازا للجنوبيين ومصدر قلق لهم). وفي لحج أفشلت قوات الأمن الخاصة، محاولة للسيطرة على معسكرها في مديرية الحوطة، فيما فرضت قوات من الجيش في منطقة كرش حصارا على نقاط للحراك الجنوبي عقب توتر بين اللجان والحراك في منطقة الشريجة القريبة منها. وشن مسلحون -تضاربت الأنباء حول تبعيتهم بين اللجان التي يديرها شقيق الرئيس المستقيل هادي، والقاعدة- هجوما وصف ب"العنيف"على معسكر قوات الأمن الخاصة في الحوطة واستمر نحو ساعتين. وقال المصدر الأمني ل"اليمن اليوم" إن الهجوم سبقه إطلاق نار على مبانٍ حكومية عدة في المحافظة، وأعقب الهجمات خروج حملات من قوات الأمن الخاصة لتعزيز حماية المنشآت الحكومية التي تعرضت، وقتها، لهجمات بالأسلحة الرشاشة. وحاول المسلحون اقتحام المعسكر، مستغلين خروج قوة كبيرة منه لملاحقة مسلحين آخرين في المدينة، لكن قواته المتواجدة داخله تصدت للمهاجمين مما أسفر عن مقتل وإصابة 5 أشخاص. مصدر في اللجان الشعبية، التي يديرها شقيق الرئيس هادي، وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدنولحج وأبين اللواء ناصر منصور هادي، نفى علاقة اللجان بالهجوم، وقال إن مسلحين "خارجين عن القانون" شنوا الهجوم. والمصطلح سالف الذكر يطلق على مسلحي "الحراك الجنوبي"، أكثر من القاعدة. الهجوم على معسكر الأمن الخاصة في لحج يأتي في إطار تحركات عسكرية لعدة فصائل مسلحة تسعى كلٌّ منها لفرض السيطرة في المحافظة. ففي منطقة كرش الحدودية مع تعز، تدخلت قوات الجيش لنزع فتيل مواجهة محتملة بين اللجان الشعبية والحراك الجنوبي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن حملة عسكرية قوامها 3 عربات وعدة أطقم خرجت من معسكر اللواء لبوزة واللواء 35 مدرع عقب استحداث اللجان والحراك نقاط تفتيش على امتداد الخط العام في مناطق تحدّ تعزولحج. وتمكنت الحملة من رفع نقطتين إحداهما للجان والأخرى للحراك في جولة مدرم وكذا نقطة للجان في منطقة الدكم. ورفضت لجان "هادي" رفع نقاطها في منطقتي القميح وكرش. وقال المصدر إن اللجان اشترطت رفع نقطة الحراك الجنوبي في منطقة الشريجة غير أن الأخير رفض رفع النقطة ونشر المئات من مقاتليه في محيطها. وأشار المصدر إلى انتشار مسلحي الحراك في تباب ومواقع عسكرية مستحدثة في منطقة الشريجة وهددوا باستهداف أية حملة عسكرية من شأنها إزالة النقطة. كما توافد مسلحو الحراك من مناطق كرش وردفان إلى الشريجة للدفاع عن النقطة، واتهموا قوات الجيش بالسعي لتمكين لجان هادي في المنطقة. وعززت قوات الجيش حملتها في الشريجة ب3 دبابات وأطقم مسلحة خرجت من معسكر لواء لبوزة وتمركزوا في منطقة الحويمي على بعد عدة كيلو مترات من نقطة الشريجة، وفقا للمصدر. وتشهد المنطقة حالة من التوتر بين الجيش والحراك وبين الحراك ولجان هادي. وفي منطقة كرش أيضا، نهب مسلحو اللجان شاحنة عسكرية تابعة للواء 35 مدرع. وقال مصدر عسكري إن مسلحي اللجان في النقطة المستحدثة اعترضوا شاحنة محملة بمواد غذائية قادمة من القاعدة الإدارية في تعز وكانت في طريقها إلى قاعدة قطن الجوية. وكانت الشاحنة برفقة طقم للشرطة العسكرية عندما تم السطو عليه. حدة التوتر الأخيرة في لحج تأتي في إطار حشد الفصائل المسلحة في مدن جنوبية عدة خصوصا بعد وصول الرئيس المستقيل، هادي، إلى عدن، السبت، وإعلان تمسكه ب(شرعيته).