تسابقت تيارات ومكونات سياسية، أمس، إلى محاولة فرض واقعها الجديد، بشكل فردي، في المحافظات الجنوبية، عقب إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الجمعة، مشروعها لإدارة المرحلة القادمة للبلاد. وبرز دور الفصائل المسلحة جليا مع إعلان تشكيل لجان شعبية في المهرة، تعد الأولى من نوعها، رغم أن مصادر محلية قللت من أهميتها. وفي عدن، حيث لا تزال اللجان الشعبية، بقيادة وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظاتعدنولحج وأبين اللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس المستقيل، تحاول السيطرة على مجريات الحياة السياسية والأمنية في المحافظة، فقد اقتحم مقاتلوها ساحة اعتصام لأنصار الحراك الجنوبي في خور مكسر، للمرة الثانية، وطردوا جنودا من قوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً". وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن الجنود كانوا مكلفين بتعقب مسلحين متورطين بمهاجمة قوات الجيش قبل أيام،ويختبئ المسلحون في ساحة العروض. ورغم قرار نشر قوات الأمن الخاصة بدلا عن اللجان الشعبية في عدن، إلا أن القرار، وفقا لمصدر أمني، يجابه بالكثير من المعوقات، أبرزها رفض قيادة اللجان الشعبية استبدالها، فضلاً عن تأخر قرار دمج مقاتلي اللجان بالأمن نظرا لغياب فرز المقاتلين المشتبه بتورطهم مع عناصر القاعدة. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه اللجنة الأمنية بالمحافظة رفع درجة الاستعداد والتأهب ومقاطعة أية توجيهات من صنعاء، ويشرف على اللجنة، ناصر منصور هادي. وفي سياق الوضع الأمني، نفذت قيادات عسكرية من اللواء 31 مدرع زيارات تفقدية لنقاط في عدد من مديريات المحافظة. وتأتي تلك الزيارة في أعقاب مواجهة اندلعت الأسبوع الماضي بين مسلحي الحراك واللجان من جهة وقوات من اللواء من جهة أخرى إثر قيام المسلحين بمهاجمة شاحنة عسكرية تابعة للواء أثناء مرورها في مديرية خورمكسر. الزيارة التي قادها ركن استطلاع اللواء، ناجي الطاهري، هدفت، وفقا للمصدر، للإطلاع على الوضع الأمني ومدى جاهزية الجنود. ودعا الطاهري، وفقا للمصدر، إلى التعاون بين الأمن والجيش لمواجهة الاختلالات الأمنية. زيارة الطاهري تأتي بعد أيام من كشف مصادر عسكرية عن توجهات لنشر مزيد من النقاط العسكرية في عدن. سياسيا، أعلن القيادي في الحراك الجنوبي، عبد الرحمن الجفري، نزع شرعية "أي ممثل للقضية الجنوبية في صنعاء". وقال الجفري في بيان صدر عن ما تسمى "الهيئة الوطنية للتحرر والاستقلال" التي أنشأها الجمعة إنه "لا شرعية عند شعب الجنوب لكل من يدعي تمثيله للقضية الجنوبية في صنعاء" في إشارة منه إلى فصيل الحراك الجنوبي المقرب من الرئيس المستقيل "هادي" بقيادة مستشاره، ياسين مكاوي، وكذلك الحرك المقرب من حزب الإصلاح بقيادة العميد الناخبي. مراقبون اعتبروا ما ورد في بيان هيئة الجفري بمثابة نواة لإثراء الصراع بين قوى الحراك الجنوبي على أساس الإقصاء. وإلى جانب فصيل الجفري ثمة فصائل ومكونات عده أبرزها فصيل المجلس الأعلى للحراك الثوري، بقيادة نائب الرئيس الأسبق، على سالم البيض، ونيابة حسن باعوم. ويتهم الجفري، أيضا، بمحاولة تفريخ ذلك التيار من خلال ضم عدد من قيادته إلى المجلس الوطني الذي أعلن عنه الجفري، نهاية الأسبوع الماضي، وعين القيادي في مجلس البيض، بامعلم نائباً له، إلا أن بيانا صدر عن حراك البيض اعتبر المشاركين في مجلس الجفري بأنهم يمثلون صفتهم الشخصية، ليبقى بذلك شأنه شأن مكونات جنوبية أخرى أصدرت، الجمعة، بيانا موحدا تنفي مشاركتها في مجلس الجفري، رغم ورود أسمائها ضمن قائمة المكونات المشاركة في تأسيس المجلس. واعتبر البيان إشهار المجلس باسمها بمثابة محاولة بعض القوى السياسية الجنوبية الاستيلاء والسيطرة على "شعب الجنوب والمتاجرة بقضيته". لجان في المهرة وبدأت في المهرة، أمس، عملية تسجيل الراغبين بالانخراط في اللجان الشعبية. وكان مكون جديد، من خارج القوى السياسية المعروفة على الساحة، أعلن، الجمعة، عن نفسه باسم مجلس الشباب الوطني، إلا أن مصادر محلية ناشطة أكدت ل"اليمن اليوم" أن الشارع العام في المحافظة هادئ وبعيد عن الاستقطابات. وانتخب المجلس، وفقا لبيان صادر عنه، "أحمد سعد كده – رئيسا). كما أقر انتخاب (أحمد سعيد عسكري- أمينا عاما، عبد الله عمور بن حروف – مسئولا ماليا). وعين المجلس (مسلم رجب - مسئولا للجنة الأمنية، عامر سلام - مسئولا للجنة الثقافية، محمد شبراق - مسئول العلاقات، عبد الله سالم كلبشات – مسئولا للرقابة والتفتيش). وقال بيان صادر عن المجلس إن المجلس يضم كافة شرائح المجتمع المهري بعيدا عن التعصبات والتكتلات المناطقية والحزبية. ويهدف المجلس، وفقا للبيان، إلى نبذ التعصب القبلي والمناطقي، ونشر خريطة محافظة المهرة القديمة والعمل على استعادة أراضي المحافظة في إشارة إلى المناطق التي ضُمت سابقا إلى محافظة حضرموت. كما أقر المجلس تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن والاستقرار، إعادة المسرّحين الجنوبيين إلى وظائفهم. وإلى جانب المكون الجديد تنشط مكونات أخرى في المهرة أبرزها المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة برئاسية عبد الله عيسى بن عفرير والذي يطالب بفصل محافظتي المهرة وسقطرى عن حضرموت وضمهما في نطاق إقليم موحد. سباق السيطرة في لحج وقال قيادي في الحراك الجنوبي بمحافظة لحج، أمس، إن مسلحي الحراك نصبوا نقطتين في كرش والعند.. ونقلت مواقع مقربة من الحراك عن القيادي في المديرية،عماد أحمد غانم، قوله إنه لا يوجد أي تنسيق بين الحراك واللجان الشعبية وأن النقاط المنتشرة على الخط العام تخضعان لإشراف "مجلس قيادة الثورة الجنوبية"، لكنه أشار إلى وجود نقاط أخرى لمسلحين "لا نعرف تبعيتها" حد قوله. تصريحات غانم تأتي بعد يومين على تسليم مواقع للجيش في مديرية الملاح لمسلحين من اللجان الشعبية التابعة لشقيق الرئيس هادي بعد مواجهات دامية بين مسلحي الحراك الجنوبي وقوات الجيش في المديرية استمرت لثلاثة أيام، أسفرت عن سيطرت الجيش. وشهدت لحج، الأسبوع الماضي، أحداث دامية تأتي، وفقا لمصادر محلية، في إطار صراع السيطرة القائم بين اللجان والحراك الجنوبي خصوصا تيار البيض، الذي يسعى هو الآخر إلى السيطرة على القطاع الغربي للجنوب ممثلا بمحافظتي "لحج والضالع". شبوة وفي شبوة، دعا قائد فصيل في الحراك الجنوبي، ناصر النوبة، كافة شرائح المجتمع إلى مقاطعة اجتماع دعت إليه السلطة المحلية في المحافظة لتدارس الوضع في أعقاب "الإعلان الدستوري" الحوثي.. وكان محافظ شبوة والقيادي في حزب الإصلاح أحمد باحاج أعلن خلال الاجتماع رفضه للإعلان الدستوري واصفه إياه ب"الانقلاب". وتناقلت مواقع الحراك عن النوبة قوله، أن الاجتماع الموسع الذي دعا إليه باحاج يحمل في طياته مشاريع مشبوهة. وينتشر مقاتلون موالون لمجلس عسكري أسسه النوبة، قبل عدة أسابيع، على مداخل بعض المدن الرئيسة في المحافظة لاسيما مدينة عتق. وقال مصدر في الحراك إن النوبة هدد بالسيطرة على مؤسسات الدولة في شبوة، إلا أن استجابة المواطنين ونشطاء الحراك له ضعف بشكل كبير بعد إعلان تحالفه مع الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي وانتقاله إلى العاصمة صنعاء منتصف العام الماضي.