فرضت اللجان الشعبية في عدن، أمس، واقعها الجديد، ببيان بدت فيه كممثل وحيد للقضية الجنوبية التي تضعها مكونات الحراك الجنوبي أساس نشأتها.. وهو ما قد يفاقم من خطورة الأوضاع وتدهورها في عدن في حال رفضت مكونات الحراك هذا الدور للجان والتي تحاول الأخيرة فرضه بالقوة، فيما تتسابق بعض تيارات الحراك حديثة النشأة، إلى الارتماء في أحضان اللجان التي يديرها شقيق الرئيس المستقيل، ناصر منصور هادي. بيان اللجان دعا القيادات الجنوبية "في السلطة" إلى الوقوف بجانب ما أسموها مطالب "شعب الجنوب". وقالت اللجان في بيانها إنها أعطت فرصة لقادة "عسكريين وسياسيين جنوبيين في صنعاء " لمراجعة مواقفهم والانخراط في سلك "شعب الجنوب"، مشيرة في بيانها إلى أن المناصب العسكرية التي تتبوؤها تلك القيادات لن تدوم طويلا. وأشار البيان إلى وجود مخطط للسيطرة على الجنوب بإذعان "قيادات عسكرية وسياسية جنوبية" فضل البيان عدم ذكر أسمائهم. وعدّت اللجان "الإعلان الدستوري" لجماعة أنصار الله بمثابة "انقلاب" يضاف إلى ذلك محاصرة مسلحي الجماعة لرئيس الجمهورية المستقيل ورئيس الحكومة. واعتبرت اللجان وصول الحوثيين إلى محافظة البيضاء بمثابة مؤشر خطير يدل على مساعٍ لاقتحام الجنوب، مشيرة إلى أنها توصلت لخيوط تكشف وجود مؤامرة لتسليم معسكرات الجيش في الجنوب للحوثيين على غرار ما حدث في صنعاءومحافظات عدة، الأمر الذي دفع باللجان- وفقا للبيان- إلى مهاجمة مواقع تتحصن فيها قوات الأمن الخاصة. ويتوافد مسلحو اللجان والحراك وقبليون مناهضون للحوثيين، لمساندة زملائهم المتمركزون في جبال "ثرة" الحدودية مع مديرية مكيراس محافظة البيضاء منذ سقوط مدينة البيضاء بيد الحوثيين الأسبوع الماضي. وقالت اللجان الشعبية التي تم استقدامها نهاية الشهر الفائت من أبين ولحد إلى عدن إن قوات الأمن الخاصة "تابعة للحوثيين" ، وأن مخاوفها من تسليم عدن للحوثيين دفعها للمبادرة لحماية الممتلكات العامة والخاصة في عدن والحفاظ على السكينة. وأشارت اللجان إلى أنها لن تتساهل في الدفاع عن الجنوب داعية قوى الجنوب إلى الانضمام لها. وطمأن البيان مشايخ "الشمال" بأن رابط "الإخوة" سوف يستمر ولكن دون الإشارة إلى مصير الوحدة. بيان اللجان، وفقا لمسئولها الإعلامي، حسين الوحيشي، تضمن مفردات متفق عليها في الجنوب. غير أن ناشطين جنوبيين اعتبروا البيان بمثابة محاولة من اللجان فرض واقع على أبناء الجنوب لاسيما في عدن خصوصا وأن بيانها يأتي في أعقاب مواجهات دامية شهدتها عدن ومكنت اللجان من الاستيلاء على مقرات حكومية. ودعا الناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، إلى التظاهر ضد المسلحين الذين باتوا "يخنقون الحياة اليومية" مع انتشارهم في شوارع عدن فضلاً عن "تعطيلهم للحياة السياسية في المحافظة مستقبلا". ورغم العودة التدريجية للحياة في عدن وسط ترقب حذر لما ستسفر عنه المفاوضات بين اللجان والأمن، بشأن أحداث الاثنين قالت مصادر محلية إن مسلحي اللجان يستحدثون العديد من نقاط التفتيش في مديريات عدن ويقومون بتفتيش السيارات. كما لا يزال العشرات من مسلحي اللجان ينتشرون في محيط مقرات حكومية سيطرت عليها اللجان، الاثنين. انتشار اللجان في الشوارع يأتي في وقت كشف فيه مصدر في اللجنة الأمنية المكلفة بالتحقيق في أحداث، الاثنين، الدامية عن قرب إنهاء اللجنة أعمالها. وقال المصدر إن اللجنة برئاسة اللواء ناصر منصور هادي، وكيل الأمن السياسي في محافظات: (أبين، الضالع، عدن ، لحج) توصلت إلى اتفاق مع قوات الأمن الخاصة قضى بتسليم نقطة العلم الرابطة بين محافظتي أبينوعدن إلى قوات الجيش ، مقابل إطلاق قوات الأمن الخاصة سراح 11 مسلحا من مقاتلي اللجان احتجزوا، الاثنين، إثر مواجهات الأمن واللجان في عدن. وأشار المصدر إلى نشر اللواء31 مدرع ، أمس، عددا من أفراده في النقطة إلى جانب مسلحي اللجان الشعبية، فيما تسلمت اللجنة مقاتلي اللجان المحتجزين لدى الأمن. ورفض المصدر الحديث عن مصير 20 جنديا محتجزين لدى اللجان الشعبية، مكتفيا بالإشارة إلى أن المفاوضات مستمرة لتنفيذ بقية الاتفاقيات. استمرار الاستيلاء على مرافق الدولة ورغم توقف المواجهات المسلحة بين اللجان والأمن في عدن، إلا أن استمرار تمكين اللجان من مقاليد السيطرة في المحافظة تواصل، أمس، مع منع مدير الأمن، مصعب الصوفي، من دخول مكتبه. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن الصوفي وصل إلى إدارة الأمن غير أن مسلحين من اللجان وجنودا منعوه من الدخول إلى مكتبه بحجة وجود توجيهات من اللجنة الأمنية التي يرأسها محافظ عدن المعين من الرئيس المستقيل، وشقيق هادي، عبدالعزيز بن حبتور. وكان الصوفي يتلقى العلاج في الهند على مدى الشهرين الماضيين. واستبقت اللجنة الأمنية في عدن عودة الصوفي بإصدار قرار محلي ، الأسبوع الماضي، يقضي بتعيين، محمد مساعد، قائما بأعمال مدير أمن عدن، رغم أن الصوفي معين بقرار رئيس الجمهورية. وفي ميناء عدن، دارت اشتباكات بين قوات خفر السواحل ومسلحين يعتقد انتماؤهم للجان الشعبية، حاولوا الاستيلاء على ميناء المعلا للحاويات. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مسلحين حاولوا اقتحام ميناء الحاويات والسيطرة عليه غير أن قوات خفر السواحل تصدت لهم وأجبرتهم على التراجع. وتسيطر اللجان الشعبية على ميناء الزيت في التواهي في حين يتعرض ميناء المعلا لهجمات من قبل مسلحين يسعون لاستكمال السيطرة على الميناء. فوضى تكلل تعطيل الأجهزة الأمنية سيطرة اللجان على مقرات الأجهزة الأمنية أدى بدوره إلى تعطيل تلك الأجهزة، وفقا لمصدر أمني، وأباح عدن لمسلحين، مجهولي الهوية. ففي مديرية الشيخ عثمان شن مسلحون، يستقلون سيارة ايكو، أمس، هجوما على مدرسة ثانوية للبنين وقتلوا طالبا وأصابوا آخرين بينهم وكيل المدرسة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن المسلحين أطلقوا النار من أسلحة آلية على الطلاب أثناء الطابور الصباحي في ثانوية النهضة. وقتل في الحادثة الطالب، أحمد محمد – 18 عام، وأصيب زميله صالح عوض سالم، إضافة إلى وكيل المدرسة،علي حسن الكمراني. وفي مديرية التواهي، فكك خبراء المتفجرات عبوة ناسفة زرعها مجهولون بين مباني التلفزيون ومقر الأمن السياسي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن عبوة محلية الصنع وضعت في سور يفصل مبنى الأمن السياسي عن التلفزيون. والمباني سالفة الذكر تخضع حاليا لسيطرة اللجان الشعبية منذ انسحاب قوات الأمن الخاصة منها، الاثنين. ويصنف بعض مقاتلي اللجان الشعبية، أمنيا، بأنهم مطلوبون بتهم تتعلق بمناصرة القاعدة في أبين. هيئة الجفري تلتحق باللجان من جانبها عبرت الهيئة الوطنية المؤقتة "للتحرر والاستقلال" عن إدانتها لما وصفته ب"الاعتداء" على اللجان الشعبية في عدن. وأعربت الهيئة ، التابعة لتيار الحراك الجنوبي الذي أسسه القيادي عبد الرحمن الجفري، عقب عودته مؤخرا من السعودية، عن أسفها لما وصفته بوقوف قوى في عدن ضد اللجان في وقت " يجرى التحضير فيه لتسليم عدن للحوثيين"، على حد تعبيرها. وتيار الجفري أحد التيارات المناهضة لتيار نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، والمتهم بموالاة إيران وتلقي دعم منها. وسبق لتيار الجفري وأن استقطب قيادات في تيار البيض وباعوم أبرزهم أحمد بامعلم وعلي هيثم الغريب.