/ ايرين كاننغهام وبرايان ميرفي/ واشنطن بوست (ترجمة خاصة بالمساء برس) عندما تولى الملك سلمان حكم المملكة كانت قلة من الناس هم من يتوقعون كثيراً من التغيير. عرف عن الملك سلمان أنه إداري مقتدر ووسيط ماهر. لكن منذ توليه العرش في يناير قام الملك سلمان بإحداث تغيير في سياسة المملكة الخارجية وفي خطط تعاقب العائلة المالكة على العرش. لقد شن حملة قصف ضد المتمردين الشيعة في اليمن وزاد من حجم الدعم للمتمردين في سوريا، وهو ما يشير إلى دور أكثر حسما للمملكة التي ظلت تقليدياً تعتمد على أمريكا في أمنها. يقول المحللون أن هدفه هو حماية السنة ضد ما يعتبره نفوذاً متزايداً من قبل إيران. قال المستشار السابق في الديوان الملكي والباحث حاليا في مركز هارفارد بيلفر، نواف عبيد، أنه فيما يبدو أن الحلفاء العرب يعتبرون السعودية هي أكثر الدول القيادية استقراراً واقتداراً في وقت تكتنف فيه الأزمات الداخلية مصر التي تعتبر القوة الإقليمية التقليدية. ذكر عبيد أن سلمان قال عندما التقاه قبل سنوات من توليه العرش: "إذا لم نفرض أنفسنا فسوف يقوم أحد بهذا الدور بدلاً عنا". أضاف عبيد قائلا: "يرى الملك سلمان أن على المرء أن يقوم بصياغة الوضع من حوله بدلاً من أن يقوم الوضع بصياغته". منذ أمد بعيد ظل قادة المملكة، بحكم سيطرتهم على مكة والمدينة، يعتبرون أنفسهم حماة لمصالح السنة في المنطقة، وما دفعهم لانتهاج سلوك أكثر صرامة هو قلقهم إزاء ما اكتسبته إيران من نفوذ بدعمها لمليشيات تعمل بالوكالة في العراق وبإرسالها لأموال ومعونات عسكرية لنظام الأسد المحاصر. في مارس بدأت المملكة حملة قصف في اليمن بعد استيلاء الحوثيين على أنحاء واسعة، لكن الغارات الجوية التي تشنها السعودية وقوات الإئتلاف منذ أسابيع قد فشلت في صد الحوثيين. أثار مأزق اليمن تساؤلا حول قدرات الجيش السعودي الذي ظل يعتمد على مساعدة أمريكية في مجال الإمدادات والإستخبارات. تقليدياً ظل النظام السعودي يعتمد على الحكومة الأمريكية في ضمان أمن المملكة، وقد أصرت إدارة أوباما على القول بأن هذا الدعم لم يتغير. لكن المسؤولين السعوديين يخشون أن تقلل أمريكا من حجم التزاماتها تجاه شركائها التقليديين في الخليج لصالح التقارب مع إيران، بحسب قول محللين. قال المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية بواشنطن، فهد ناظر، أن قدرة إيران على الإستفادة من الإضطراب في المنطقة وبسط نفوذها في العالم العربي أجبرت السعوديين على انتهاج سياسة أكثر حسما. قيل أن لدى الملك سلمان، بصفته إدارياً، سجل خال من الفساد وحافل بالتعامل مع قضايا مثل النزاعات القبلية ومشاريع البنيات التحتية ومعالجة التنافس فيما بين أفراد العائلة المالكة. منذ توليه العرش بثت وسائل الإعلام المحلية روايات عن عهده كأمير للرياض وصورته على أنه إداري متواضع ظل يجالس المواطنين العاديين والمثقفين على حد سواء. إستغل سلمان وسائل الإعلام السعودي الخاضعة لسيطرة الحكومة لإظهار نفسه كقائد في زمن الحرب. قال ناظر أن حملة اليمن تحظى بتأييد كبير في أوساط السعوديين، وأنها قد أدت إلى زيادة الحس الوطني في المملكة. في ظل التفاف الشعب حوله أجرى الملك سلمان تغييرات كبرى في قيادة المملكة. يقول خبراء الشؤون السعودية أن صعود نجم قادة أصغر سناً لا يعني بالضرورة مزيداً من السياسات الليبرالية. لقد عزز الملك سلمان علاقاته برجال الدين المحافظين وقام باستبدال رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذي التوجه الإصلاحي بمسؤول عرف عنه تبني آراء متشددة تجاه الزي الغربي. على النقيض من الملك عبدالله الذي استهل برنامج مناصحة للجهاديين العائدين من العراقوسوريا فمن المتوقع أن يتبنى القادة الجدد خطاً أكثر تشدداً تجاه المتشددين، بحسب قول محللين. شب الجيل الأصغر سناً عن الطوق في وقت تشهد فيه علاقات المملكة بواشنطن تطورا. بالنسبة للجيل الأكبر سناً فقد كان تحرير الكويت بقيادة أمريكا لحظة حاسمة ومؤشراً على التزام أمريكا القوي تجاه حلفائها العرب، لكن السخط تملك السعوديين عندما قطعت إدارة أوباما علاقاتها بالرئيس المصري الأسبق مبارك. قال محللون أنه بالرغم من أن سلمان قد وضع بصمته على السياسة الخارجية للمملكة إلا أنه لا يملك أن يحدث تغييراً جذريا في علاقة المملكة بأمريكا. تقود الطائرات الأمريكية الحملة ضد داعش في العراقوسوريا، في حين تلعب القوات الجوية دوراً صغيراً لكنه رمزي. يقول محللون أن النظام الملكي السعودي ليس عرضة لخطر الإطاحة به من قبل ثورة يقودها الجهاديون، لكن الأمن السعودي بحاجة لاستخبارات أمريكية ولمعرفة بكيفية كبح المتطرفين الذين تمكنوا من تجنيد حوالي 2500 مقاتل سعودي، بحسب المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي. قال عبيد أن "الملك سلمان يود إعادة صياغة سياسات المملكة، لكن ليس بقرارات طائشة يمكن أن تلحق ضرراً بليغاً بعلاقات هامة مثل تلك القائمة مع واشنطن" . أضاف عبيد قائلا: "قد تكون هناك أصوات تطالبه بالتحرك بسرعة أكبر في تنفيذ رؤاه، لكن التحرك المفرط في السرعة ينطوي على خطورة، وباعتقادي أنه يدرك ذلك. كن جريئاً، لكن عليك أن تعرف متى تكون الجرأة في غير صالح البلاد". أخبار من الرئيسية ترجمة خاصة : تحذيرات في الكونجرس الأمريكي من تضاعف عدد المقاتلين الأجانب القادمين إلى اليمن شاهد بالفيديو : لحظات عملية إطلاق صاروخ سكود على أكبر قاعدة عسكرية سعودية في عسير مفاجأت قادمة : الكشف عن إمتلاك الجيش اليمني صواريخ متطورة من منظومة سكود وصواريخ قادرة على إسقاط الطائرات عاجل : قناة المسيرة الفضائية تعرض بعد قيل مشاهد عملية إطلاق صاروخ سكود على قاعدة خالد بن عبدالعزيز بخميس مشيط