بدأ وزراء خارجية دول مجموعة " أصدقاء سوريا" اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الاتفاق على استراتيجية دعم المجتمع الدولي للمعارضة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وفي الجلسة الافتتاحية، قال حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر إن "إرسال أسلحة للمعارضة السورية لمحاربة قوات الرئيس بشار الأسد هو السبيل الوحيد لانهاء الحرب الأهلية في البلاد". واعتبر بن جاسم أن "القوة ضرورية لإقرار العدل وأن ارسال اسلحة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في سوريا". من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الدول المساندة للمعارضة السورية ستعزز الدعم العسكري ومساعداتها في محاولة " لإنهاء الخلل في موازين القوى على الأرض" الذي يأني لصالح الرئيس السوري. وأضاف كيري، في كلمته أمام المؤتمر، أن بلاده لا تزال ملتزمة بتعهداتها بشأن خطة السلام التي تتضمن عقد مؤتمر في جنيف وتشكيل حكومة انتقالية تضم طرفي الصراع في سوريا. ولكنه أكد أن المعارضة بحاجة إلى دعم " حتى تستطيع التوجه إلى مؤتمر جنيف للسلام ويمكنها القضاء على الخلل في موازين القوى على أرض المعارك". وأوضح كيري أن " الولاياتالمتحدة والدول المشاركة في المؤتمر ستعمل، كل دول بطريقتها الخاصة، على زيادة نطاق وحجم المساعدات للمعارضة السياسية والعسكرية". ويعد هذا الاجتماع الأول لمجموعة " أصدقاء سوريا" منذ أن أعلنت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لتسليح المعارضة السورية. ويقول رئيس تحرير شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي سباستيان اشر إن "الصعوبات التي تواجه الدول التي تدعم المعارضة السورية تتمثل في انشقاق المعارضة وتجزأها وتحديد الجهة التي يجب دعمها". يذكر أن مجموعة "أصدقاء سوريا" تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية وتركيا ومصر والأردن. وكان متحدث باسم الخارجية الأمريكية قال في وقت سابق إن " اجتماعات المجموعة ستركز على سبل جعل المعارضة السورية أكثر ترابطا ومصداقية داخل سوريا". وقال مراسلون إن أجندة الاجتماعات ستضمن مناقشة مساعدة الجيش السوري الحر المعارض في الدفاع عن مدينة حلب، التي تقع شمالي سوريا وتعد معقلا رئيسيا لمسلحي المعارضة. وتعرضت المعارضة المسلحة مؤخرا لسلسلة من الانتكاسات في مواجهة القوات الحكومية السورية التي تحاصر حاليا مسلحين معارضين في ضواحي العاصمة دمشق. وصرح اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة أركان الجيش الحر، بأن التنسيق قائم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبية في موضوع ارسال السلاح إلى المعارضة، مجددا مطالبته بأسلحة تقليدية متوسطة وثقيلة تضم صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات. وأكد ادريس أن هذه الأسلحة لم تصل بعد وهو ما يتناقض مع تصريحات لؤي المقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر التي قال فيها " حصلنا على أنواع جديدة من الأسلحة، بعضها طلبنها، ونعتقد أنها ستغير مسار المعارك على الأرض"، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء. وردا على سؤال بشأن مخاوف الدول الغربية من أن تقع هذه الأسلحة بيد جهات متطرفة، أشار ادريس إلى أن المقاتلين الإسلاميين في سوريا معتدلون. وأضاف أن جبهة النصرة التي أقر بوجود بعض المقاتلين الأجانب في صفوفها، لا تنسق مع قيادة الجيش السوري الحر كما أنها لن تتلقى هذا السلاح والجيش الحر مستعد لتقديم ضمانات بهذا الشأن.