طبع في بيروت مؤخرا الإصدار الجديد من كتاب السفير عبدالوهاب العمراني المعنون "مشاهدات وانطباعات من الشرق والغرب .. رؤية يمنية في أدب الرحلات" في مجلد فاخر وبحلة جديدة وطبعة منقحة حيث شملت بعض البلدان التي زارها المؤلف في بلدان متعددة في آسيا وأفريقيا وأوربا وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود ويغلب على الكتابة بالإضافة إلى الأسلوب الأدبي طابع اجتماعي وثقافي فضلا عن خلفية تاريخية والكاتب بصدد إنهاء مسودة الجزء الثاني من تلك المشاهدات. وقد قدم للكتاب أديب اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الكتاب منوها إلى أهمية أدب الرحلات في ثقافة الأمة. ومما قاله الدكتور عبدالعزيز المقالح عن الكتاب. ..."ولا أخفي أن هذا الكتاب قد أمتعني وأضاف إلى معلوماتي الكثير مما كنت أجهله عن عدد من البلدان التي زارها مؤلفه السفير عبد الوهاب العمراني وأمضى في بعضها وقتاً كافياً يمده بما يرغب فيه من تكوين رؤية الباحث المتتبع لا الزائر السائح العابر الذي ينظر إلى واجهات المدن بل إلا إلى روحها وأبعاد مكوناتها الثقافية والحضارية وما يُشغل أبناءها من هموم وما تحركهم من آمال". وأضاف المقالح إنني ومعي ألوف القراء نغبطه على الظروف التي هيأت له القيام برحلاته الشرقية الغربية ومكنت له من الاطلاع الواسع على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلدان التي زارها أو أقام فيها أثناء عمله الدبلوماسي والتي استطاع خلالها أن يختزن في ذاكرته كما في يومياته جوانب مهمة من المشاهدات والانطباعات الواقعية. واعتبر المقالح انه وفي المقدمة التي كتبها المؤلف أكثر من إشارة إلى أهمية الترحال وإلى ضرورة أن يكون الرحالة واعياً لهدفه باحثاً في البلدان التي يزورها – كما يقول- عن القيمة والمعنى، وليس عن التسلية وشغل القارئ بالسطحي من الأمور وهذا ما يؤكد أنه كان قد استعد لذلك بقراءة قائمة من كتب الرحلات القديم منها والحديث ليتمكن في رحلاته الشرقية والغربية من تمثل القيمة والمعنى لهذه الرحلات، وأعتقد أنه نجح إلى حدّ بعيد فجاءت رحلاته تحقيقاً لأهدافه، كما جاءت لغة الكتاب بديعة تلقائية خالية من التكلف والتصنع يمكن للقارئ متابعتها بسلاسة ويسر، وكلما قطع جزءاً من الكتاب زاد شوقه إلى استكمال بقية الأجزاء. وبوصفي واحداً من أوائل قرائه أتمنى أن يواصل السفير عبد الوهاب العمراني كتاباته عن أسفاره الجديدة بالمستوى الأدبي الراقي وإخلاص الأديب المبدع . وأكد السفير الدكتور حميد العواضي سفير اليمن السابق في اليونسكو السفير في الخارجية اليمنية على أهمية الكتاب ومما قاله في مقدمته للإصدار الثاني "ومن وجه آخر فإن المكتبة اليمنية تفتقر لهذه النوع من الكتب مقارنة بمجمل محتويات المكتبة العربية. ولعل السفيرعبدالوهاب العمراني بكتابه هذا يعد أول مؤلف تناول بهذه الشمولية نطاقا واسعا من الدول والأماكن التي شملتها تلك المشاهدات أو في وصف أدب الرحلات كجانب نظري حيث تضمنت مقدمة الكتاب طرفا من تاريخ أدب الرحلات عند العرب وغيرهم منذ أقدم العصور وحتى عصرنا الحاضر . كما يحسب له أنه أوجز في هذا السياق دور اليمنيين في هذا الجنس من الكتابة". يجول بنا الدبلوماسي من خلال سطور الكتاب برحلة في أصقاع متنوعة في العالم : بغداد ، اسطنبول ، أصفهان ، تاج محل ، جزر الملايو ، سنغافورة .. ثم يذهب بنا غرباَ إلى المغرب الأقصى ويَجول بِنا في أزقة ومساجد فآس ومكناس وبوابات مراكش ويصعد بِنا إلى مُدن الأندلس غرناطة وقرطبة وأشبيلية وغيرها فضلا عن مدريد تلك الحواضر العريقة التي يفوح منها عبق التاريخ العربي والإسلامي ثم يصعد بنا شمالاً إلى باريس بألقها ورقتها وبروكسل عاصمة أوروبا ثم يختتم الرحلات في أقدم المدائن وأجلها عاصمة الإغريق