تتضارب الأنباء حول مكان تواجد محمود عزت، الذي بات المرشد المؤقت للإخوان المسلمين، بعد اعتقال محمد بديع، ففي وقت تقول تقارير إنه في غزة بحماية حركة حماس، يقول البعض إنه يتواجد في اليمن. وألقت صحف مصرية ومواقع الكترونية الضوء على شخصية المرشد العام الجديد (المؤقت) لجماعة "الإخوان المسلمين" محمود عزت، حيث تم تعيينه بعد ساعات من اعتقال المرشد محمد بديع، فجر أمس الثلاثاء.
وحسب تقارير فإنه لأول مرة في تاريخها منذ مؤسسها حسن البنا، فإن جماعة الإخوان المسلمين ستدار من مرشد (يعتقد) أنه هارب خارج مصر، حيث لم يظهر المرشد الجديد محمود عزت علانية.
ويظل المرشد الجديد محمود عزت، واحدًا من الشخصيات القليلة داخل جماعة الإخوان المسلمين التي تتمتع بالغموض الذي دفع بموقع "ديبكا" المقرب من الموساد الإسرائيلي، إلى وصفه، في تقرير صحافي نشره منذ أيام، ب"مستر إكس الإخوان"، زاعما أنه موجود حاليًا في حماية سلطة حماس في غزة.
وكانت بعض الأنباء تواترت حول تمكن عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين من الهروب خارج مصر، عبر الأنفاق، والوصول إلى قطاع غزة، وعلى رأس تلك القيادات الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. لكن مصادر توقعت مغادرة محمود عزت إلى صنعاء باليمن، لما لها من علاقات قوية كوّنها خلال فترة عمله هناك خلال فترة الثمانينيات.
عقل الجماعة ويعتبر الدكتور محمود عزت عقل الجماعة، وهو كان يحتل موقع أمين عام التنظيم بجماعة الإخوان المسلمين، وعضو مكتب إرشادها، وينتمي إلى تيار المرحوم سيد قطب، ويشكل مع عدد من قياديي الجماعة، وعلى رأسهم عصام العريان وطارق الزمر وصفوت حجازي، "رأس الحربة" في المواجهات الراهنة مع الحكومة المصرية التي كانت أطاحت حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي (العيّاط).
وتقول صحيفة "الأهرام" المصرية إن محمود عزت، هو "رجل مخابرات من الطراز الأول، وهو صاحب الكلمة الأولى بجماعة الإخوان مع خيرت الشاطر"، هكذا يصفه ثروت الخرباوي، المحامي المنشق عن جماعة الإخوان، مؤكدا: "وهو إن قال شيئًا لابد من تنفيذه"، في إشارة إلى الدور الذي يلعبه عزت داخل التنظيم، فهو من أكثر الشخصيات تأثيرا، والتي كان لها دور كبير في الإطاحة بالدكتور محمد حبيب، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، والمحامي مختار نوح، من الجماعة. والدكتور محمود عزت إبراهيم، وشهرته محمود عزت، مولود في 13 أغسطس عام 1944، في القاهرة. وهو متزوج وله 5 أولاد. وبحسب موقع الإخوان المسلمين على الإنترنت، حصل الدكتور محمود عزت، على الثانوية العامة سنة 1960، وعلى بكالوريوس الطب حتى عام 1975 (نظرا لدخوله السجن)، فيما نال درجة الماجستير عام 1980، والدكتوراه عام 1985 من جامعة الزقازيق، وحصل على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية عام 1998، وإجازة قراءة "حفص" من معهد القراءات عام 1999.
عضوية مكتب الإرشاد وكان المرشد "المؤقت" الذي اختير عضوًا في مكتب الإرشاد للجماعة، العام 1981، تعرّف على جماعة الإخوان المسلمين، بحسب موقع "ويكيبيديا"، في مرحلة مبكرة من عمره عام 1953، وكان وقتها يبلغ 9 أعوام فقط، وانتظم في صف "الإخوان" سنة 62، وكان وقتها طالبا في كلية الطب.
اعتقل عزت، للمرة الأولى في عمره، سنة 1965، وحكِم عليه ب10 سنوات، وخرج سنة 1974، ليكمل دراسته بكلية الطب، التي تخرج منها عام 1976. وظل يمارس دورا عاماً في العمل الدعوي بالجماعة، وخاصة مع طلاب الجامعات، حتى التحق بالعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات، سنة 1981، ومنها إلى إنكلترا، ليكمل رسالته لنيل درجة الدكتوراه، التي عاد لنيلها من جامعة الزقازيق عام 1985.
كما كان عزت اعتقل في مايو 1993، وحينها حبس على ذمة التحقيق مدة 6 أشهر، في قضية الإخوان المعروفة إعلاميا بقضية "سلسبيل"، التي تورط فيها المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك، القياديان بالجماعة، وبعدها بعامين، في 1995، حكِم عليه ب5 سنوات، خرج عام 2000، بقضية تتعلق بتنظيم الجماعة، التي كانت حتى ثورة 25 يناير محظورة قانونيا.
ويشار إلى أن للدكتور محمود عزت، في المجال الطبي، عدة بحوث وأنشطة في مجال مقاومة عدوى المستشفيات في مصر وفي بريطانيا، وعدة بحوث في الأمراض الوبائية في مصر، مثل الالتهاب السحائي الوبائي ووباء الكوليرا.
كما له اهتمامات دعوية في مجال التربية والطلاب والعمل العام وحقوق الإنسان، والعمل الطبي الخيري، كما أنه نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية
