قدمت الحكومة اعتذارا رسميا للجنوب وصعدة، نيابة عن الأطراف التي شاركت في الحروب ضدهما، وذلك بعد مخاض طويل مرت عبره صيغة الاعتذار. وبث التلفزيون الحكومي، أمس الأربعاء، الاعتذار الحكومي الذي استهلت صيغته بالقول إنه يأتي في إطار اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذا للنقطتين ال8 وال15 من النقاط ال20 المقرة من قبل اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني. وقال الاعتذار إن حكومة الوفاق الوطني "نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 وحروب صعدة، أو شاركت فيها، تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى ممن كانوا ضحية تلك الحروب، ولكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة، وتعتبر ما حدث والأسباب التي أدت إلى ذلك خطأ أخلاقيا تاريخيا لا يجوز تكراره، وتلتزم بالعمل على توفير ضمانات عدم تكراره من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية". وورد في نص الاعتذار "المحافظات الجنوبية" وليس "الجنوب"، وذلك طبقا لمصادر "الأولى"، بعد إصرار التجمع اليمني للإصلاح على هذه الصيغة، حتى لا يعتبر استخدام اسم "الجنوب" "اعترافا بأن الجنوب دولة مستقلة فعلا"، حسب تبرير قيادات الإصلاح. وكان مطلب الاعتذار طرحه الحزب الاشتراكي اليمني عند بدء التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، ثم تبنته مختلف القوى السياسية، لكن إنجازه تطلب أكثر من عام كامل بعد محاولة بعض القوى التنصل منه. في ما يلي تنشر "الأولى" نص الاعتذار: في إطار اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذاً للنقطتين ال8 وال15 من النقاط ال20 المقرة من اللجنة الفنية للإعداد و التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، القاضيتين بتوجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف 1994 ولأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب؛ وإدراكاً من حكومة الوفاق الوطني أن تحقيق المصالحة الوطنية شرط أساس للسلام الاجتماعي وتوفير المناخات المناسبة لنجاح مؤتمر الحوار الوطني المنوط به تحقيق المصالحة الوطنية، يتطلب اتخاذ خطوات إيجابية من الجميع؛ أولهم الحكومة، وإقراراً منها بأن السلطات السابقة كانت المسؤول الأول وليس الوحيد عن حرب 1994 وحروب صعدة، وما ترتب عليها من آثار ونتائج؛ لذلك كله وتحقيقا للمصلحة الوطنية العليا، فإن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 وحروب صعدة، أو شاركت فيها، تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى ممن كانوا ضحية تلك الحروب، ولكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة، وتعتبر ما حدث والأسباب التي أدت إلى ذلك خطأ أخلاقياً تاريخياً لا يجوز تكراره، وتلتزم بالعمل على توفير ضمانات عدم تكراره من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، والسعي إلى إصدار القوانين الكفيلة بتحقيق كل ذلك. إن الحكومة بمناسبة هذا الاعتذار، لعلى قناعة بأن مخرجات الحوار الوطني تمثل أهم الضمانات لعدم العودة إلى ماضي الانتهاكات موضوع هذا الاعتذار، وذلك من خلال الدستور الجديد، والذي سيضمن مبادئ وأحكاماً ضامنة للمواطنة المتساوية واحترام وحماية وصيانة حقوق الإنسان وحرياته، ولتوزيع السلطة والثروة والفصل والتوازن بين مختلف سلطات الدولة، وتحديد شكل الدولة وتغيير منظومة الحكم إلى نظام حكم جديد. إن حكومة الجمهورية اليمنية إذ تتقدم بهذا الاعتذار، تدعو كل الأطراف السياسية والمجتمعية والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية إلى التعبير عن هوية جامعة لكل أبناء اليمن، وإلى دعم مصالحة وطنية شاملة تعيد للمجتمع لحمته الوطنية، وتنشر روح التسامح والقبول بالآخر، كما تدعو إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتدعو الجميع للتصرف بروح المسؤولية الوطنية والتسامح والإخاء"