موقف مزدوج للمعارضة الشيعية البحرينية بالموافقة على الحوار ومواصلة التحرك بالشارع يعزوه المراقبون إلى وقوع تلك المعارضة تحت تأثير مزدوج لصقور داخلها يتخذون موقفا راديكاليا من الحكومة، ولأطراف خارجية تجد مصلحة في تواصل التوتر بالساحة البحرينية. المنامة- انطلقت أمس في منتجع بجنوب البحرين أعمال الحوار الوطني الذي يهدف إلى الخروج من الأزمة السياسية بالمملكة، ولكن في ظل تباعد كبير في المواقف بين الحكومة والموالين لها، والمعارضة التي يقودها الشيعة وتنادي بما تسميه إصلاحات جذرية. ومع موافقتها في اللحظة الأخيرة على الانضمام إلى طاولة الحوار، لجأت المعارضة البحرينية إلى ما وصفه مراقبون ب"حيلة مسك العصا من وسطها" عبر إعلانها بالتوازي مع مشاركتها في الحوار، مواصلة حراكها في الشارع عبر تحريك المزيد من التظاهرات التي تصفها الحكومة بالاضطرابات وتؤكد أنها لا تخلو من أعمال عنف رغم رفعها شعارات السلمية. وجددت المعارضة دعوتها أمس لمظاهرة في منطقة سترة تحت عنوان "الشعب قرر التغيير". وكان نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيعية، حسين الديهي، أكد السبت في خطاب خلال اعتصام، على أن الاحتجاجات والحراك الميداني مستمران بوجود الحوار أو من دونه، وسوف يتواصل. ويعزو ملاحظون هذه الازدواجية في موقف المعارضة إلى وقوعها تحت تأثير مزدوج لصقور داخلها يتخذون موقفا راديكاليا من الحكومة، ولأطراف خارجية –إيران تحديدا- تجد مصلحة في تواصل التوتر بالساحة البحرينية. ووافقت المعارضة التي تقودها جمعية الوفاق ممثلة للتيار الشيعي الرئيسي في البحرين أمس في اللحظة الأخيرة على المشاركة في الجلسات، إلا أنها قالت إنها ستتخذ قرارا بشأن الاستمرار بحسب التجاوب مع تسع نقاط تطرحها كأسس للحوار، وأبرزها ضرورة أن تخرج المفاوضات بقرارات تطرح على الاستفتاء، وليس بمقترحات. وقالت المعارضة منيرة فخرو التي تشارك في الجلسات ممثلة عن الجمعيات المعارضة السياسية الست، "سنقرر ما إذا كنا سنواصل المشاركة في الحوار على ضوء الرد على نقاطنا التسع"، التي بينها ايضا طرح تعديل الدستور والوصول الى حكومة منتخبة. وتشارك 26 شخصية في الحوار بينها ثمانية ممثلين عن المعارضة وثمانية عن الجمعيات الموالية للحكومة ذات الطابع السني وثمانية أعضاء من مجلس النواب والشورى، إضافة الى ثلاثة وزراء. وقالت فخرو "ان الذين نتحاور معهم لا يملكون القرار، لان القرار بيد السلطة … ولسنا متأكدين ما سيكون رأي الطرف الآخر". واضافت "بالنسبة لنا الحوار لم يبدأ بعد… إنها اجتماعات تحضيرية لنرى ما اذا كنا سنذهب الى الحوار الفعلي". وكانت المعارضة أكدت موافقتها المبدئية على فكرة الحوار لكنها طالبت بالاتفاق على جدول أعمال وعلى آليات جديدة للحوار، فضلا عن ضرورة عرض نتائج الحوار في استفتاء شعبي. ويأتي ذلك فيما تستمر المعارضة في حشد الشارع تزامنا مع الذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات التي قادها الشيعة في البحرين في 14 فبراير 2011. وتظاهر المئات من انصار المعارضة قرب المنامة مساء السبت فيما نزل عشرات آخرون الى الشارع في القرى الشيعية تلبية لدعوة ما يعرف ب"ائتلاف ثورة 14 فبراير"، وهو جناح معارض راديكالي وغير مرخص. وكانت المعارضة انسحبت من جولة حوار أولى شهدتها البحرين في 2011 وانتهت دون تحقيق نتائج تذكر.