استقبلت 3 شخصيات من زوار ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالقاهرة، السبت، في ذكرى وفاته ال 43، مطالب بالتقدم لسباق انتخابات الرئاسة المقبلة، من جانب الزوار الذين ينتمي الكثير منهم للتيار “الناصري”. وهذه الشخصيات هي: وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وعبد الحكيم نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. فعند مغادرة السيسي، الضريح الذي زاره لمدة نحو نصف ساعة، وسط تشديدات أمنية، أطلق عدد من الزوار هتافات تطالبه بأن يترشح للرئاسة و”يستكمل” مسيرة عبد الناصر، ومن بينها: “بنحبك ياسيسي، عايزك تبقي رئيسي”، و”السيسي موجود.. عبد الناصر ما ماتش (لم يمت)”، “جيشنا وحده اللي بيحمينا”. ودأب وزراء الدفاع في مصر على زيارة ضريح عبد الناصر، ذي الخلفية العسكرية، في ذكرى وفاته في ال 28 من شهر سبتمبر / أيلول 1970، غير أن زيارة السيسي هذا العام تأخذ بعدا آخر، وسط دعوات تظهر في وسائل إعلام محلية وبعض الحركات السياسية التي تطالبه بالترشح للرئاسة، وتربط بينه وبين دور عبد الناصر فيما يقولون إنه “إعادة مصر لدورها التاريخي الرائد في المنطقة”. كما التف عشرات نحو المرشح البارز في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، حمدين صباحي، عقب وصوله إلى ضريح عبد الناصر، هاتفين: “الإخوان فين.. الرئيس أهو”، أي أن صباحي- في رأيهم- هو الرئيس القادم. ومن ناحيته أكد حمدين لهم إنه إن لم يترشح السيسي “فسأقود انتخابات الرئاسة المقبلة”. لكنه أضاف: “الوقت الآن ليس وقت الحديث عن انتخابات رئاسية، وإنما الحديث عن الدستور الذى يجب أن يكون معبرا عن آمال الشعب المصرى، ويحد من سلطات الرئيس؛ حتى لانشهد استبدادا مرة أخرى”. ووقعت مشادات محدودة بين أنصار ترشح السيسي للرئاسة وأنصار ترشح صباحي للمنصب ذاته، وذلك بعد أن هتف أحد الأشخاص خلال مغادرة صباحي الضريح قائلا: “انزل يا سيسي.. عايزك تبقى رئيسي”. يأتي ذلك فيما رفع عدد آخر من زوار الضريح لافتة تطالب عبد الحكيم، نجل عبد الناصر، عقب انتهاء زيارته للضريح بالترشح للرئاسة، باعتباره “خليفة والده” و”الأجدر” بقيادة التيار الناصري (تيار سياسي يتبنى فكر عبد الناصر السياسي والاقتصادي)، بحسب قولهم، وهتفوا: “شمال يمين.. بنحبك يا عبد الحكيم”، و”عبد الناصر يا بطل.. ابنك بيحرر وطن”. وجاء رد عبد الحكيم على ذلك بالرفض، قائلا في تصريحات لوكالة الأناضول إنه لا يرغب في الترشح للرئاسة، وهو الآن بحال أفضل، وحاول إنزال لافتة تطالبه بالترشح. وعن رأيه في من يصلح للرئاسة قال: “السيسي أنسب من يخلف عبد الناصر لحكم مصر، وسأعطي له صوتي إذا ترشح للرئاسة”. وفيما يتعلق بوجود بوادر انقسام داخل التيار الناصري ما بين تأييد ترشيح السيسي أو صباحي أو عبد الحكيم، بعد أن كان هناك إجماع في السابق حول صباحي، قال محمد عزيز، أحد مؤسسي حملة “تمرد” الشبابية، والمقرب من التيار الناصري إن “الحديث عن الانتخابات الرئاسية أمر سابق لأوانه، وما يجب أن يشغلنا الآن هو كتابة الدستو الذي يجب أن يمثل كل المصريين”. و”تمرد” هي الحركة التي دعت إلى مظاهرات في مصر يوم 30 يونيو/حزيران الماضي، قادت إلى إطاحة وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، يوم 3 يوليو/ تموز الماضي، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953. في المقابل قال عمرو حلمي، وزير الصحة السابق وعضو جبهة الإنقاذ (أكبر كيان معارض للرئيس المعزول محمد مرسي): “إن مطالبة السيسي بالترشح للرئاسة دليل علي وجود نوع من فقدان الثقه بالذات، ومن المؤكد إن الشعب المصري العظيم الذي قام بثورتين يستطيع إخراج أحدا نثق في قدراته لقيادة مصر”. ولم يعلن حتى الآن عن موعد محدد لانتخابات الرئاسة المقبلة لكن مصطفى حجازي، المستشار السياسي والاستراتيجي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، قال في مقابلة مع شبكة تلفزيون “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية بثت أمس الجمعة، إنه يعتقد أن الانتخابات الانتخابات الرئاسية قد يتم إجراؤها على الأغلب خلال صيف العام المقبل بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية.