في الوقت الذي كنا نأمل فيه محاولة النظام لملمة الجروح وطمس مآسي الماضي البئيس الذي ظلم الجنوبيين كثيراً وحرمهم من وظائفهم واستباح أراضيهم وممتلكاتهم وتعامل معهم بلغة القوة والسلاح والهيمنة والإقصاء ونتيجة هذه الظروف والتعامل الهمجي من قبل نظام صالح المخلوع ظهرت حركات احتجاجية وحراك سلمي يطالب بالحقوق المشروعة لأبناء الجنوب نتيجة المعاناة التي عاشها الشعب اليمني شمالاً وجنوباً.. أفرزت ثورة عارمة داعية للتغيير السلمي والتعايش للجميع دون إقصاء أو تهميش؛ لكن للأسف ما حدث يوم الخميس الماضي 21 فبراير 2013م كانت مأساة حقيقية واستفزاز واضح لأبناء اليمن الجنوبي وتحدي حقيقي وتحذير من قبل القوة القبلية والإسلامية باستخدام العنف ضد أبناء المحافظات الجنوبية، وهذا هو الغباء ذاته وصب الزيت على النار، والأكثر انحطاطاً من ذلك هو استخدام الدين من قبل رجال العبث الديني في تقرير مصير الدولة (دولة الوحدة) سواء في عام 1994م التي استباحت الجنوب وقتلت أبناءه بدعوى الكفر، واليوم خطيب الجمعة (صعتر) يقول أن الوحدة كالصلاة بمعنى أن تارك الصلاة كافر. وفي المقابل تارك الوحدة كافر ويجوز قتله أليس هكذا يا صعتر يهدر دم مرتين؟ لكن أيعقل أن يكون شعب ثورة ما زال يعتقد أن هؤلاء يمثلون دين سماء؟! كلا وربي إنه دين سياسة ومصلحة وخصوصاً (عبدالله صعتر). والذي قال أنه يريد الإبقاء على علي محسن في منصبه كونه حامياً للثورة وأنه رأى خالد بن الوليد في منصة التغيير.. أما كفى هذا الرجل كذباً ودجلاً على الناس باسم الدين وباسم الله؛ لكن على مثل هؤلاء الرخاص الذين يبيعون دينهم بثمن بخس دراهم معدودة أن يعوا جيداً أن الشعوب لم تعد تولي لهم أي اعتبار وأنهم ليسوا أكثر من شخصيات عبثية في الحياة وقد تم الاستغناء عنهم كون حقيقتهم أصبحت واضحة للناظرين.د لن يقتل أبناء الجنوب بفتوى ولن يركع بالقوة أيها الأغبياء كفى عبثاً على أرض الوطن فلا تكونوا سبباً لتصدع الوطن ولستم أكثر وحدوية من الجنوبيين الذين تنازلوا عن دولة بكل مقوماتها دون مقابل سوى الوحدة.