بناء وطن حلم ينشده شعب وضحى كثيراً من اجل هذا الحلم الجميل، وخرج بثورة مناهضة لكل اشكال الظلم والاستبداد مطالبة بإقامة دولة مدنية تكفل كل الحقوق وتضمن كل الواجبات لكل ابناء الشعب دون تمييز. ولكن حضور الفكرة (فكرة الثورة) وغياب إستراتيجية بنائها ، تتحول الفكرة من حالة البناء الى حالة الهدم. فلو نظرنا الى واقع المشكلة التي يعاني منها الوطن وبنوه، لوجدنا انها مشكلة من نتاج النظام بشقية سلطة ومعارضة، والذين تسببا بإنتاج واقع سياسي ردي وذالك لغياب مشروع الدولة، والعمل على تكريس سلطة الفرد وغياب العمل المؤسسي سواءً في المؤسسات الحزبية او مؤسسات الدولة. وضلت هذة المؤسسات تدار من قبل افراد دون رؤى او دراسات علمية منهجية لقراءة الواقع بشكل دقيق واعطاء حلول لكل مشكلة قبل حدوثها. لم يتبقى لدى الاحزاب السياسية سوى تحمل اعباء الماضي ونقل مشاكلة الممرحلة الى حاضره السياسي وتحويل العملية السياسة في البلد الى ما يشبة الحرب الباردة بين القوى الوطنية، ومنها تتطور المشكلة حسب ايقادها الى صراعات ونزاعات مسلحة مخلفةً دماراً هائلاً على كافة المستويات وتزهق فيها ارواح اليمنين. وهنا يعود بنا التاريخ قرون الى الوراء. بإعتقادي ان دعم العمل النقابي وتطويره وضبطه من خلال لوائح تنظم كيفية العمل فيه،وإدراج كل ابناء المجتمع في قالب نقابي كل حسب مهنتة بحيث تستوعب كل افراد المجتمع بمختلف شرائحهم ، وفي الحين الذي يكون قد استطاع فيه النظام السيطرة على حالة التسريب المالي والنهب الممنهج لعائدات الدولة، من خلال ايجاد نظام الكتروني يربط البنوك الحكومية والتجارية ويكون التسديد عن طريقها سواء الضرائب والجمارك اوغيرها. ويكون هذا مقابل توفير السيولة البنكية للبنوك. وعلى ضوئها تعمل الحكومة على دعم وتشجيع النقابات المهنية والعمالية على الاستثمار الوطني في مختلف المجالات بحيث تكون كل نقابة قادرة على تامين اعضائها صحياً ومعيشياً وعلمياً .و فيهذة الحالة تكون احدثت تقدماً على مسوى الفرد المعيشي والعلمي والصحي، بمعنى ان في طريق نهضة اجتماعية، وتطور الصناعة والتجارة التي ستوفر العديد من فرص العمل للكثير من العاطلين. بالاضافة الى إتساع رقعة المجتمع المدني، الذي سيكون رافداً حقيقياً لترسيخ العمل الديمقراطي وانجاح العملية السياسية، والتي لن تكون الا بإلغاء كافة الاحزاب الحالية التي جلبة كل اعباء الماضي لتنهك بها وطن وتقتل شعب، وتاسيس احزاب على اسس وطنية تحمل مشاريع حقيقية وفق نظريات علمية نابعة من وحي الفكر الفلسفي العميق بابعادة الإستراتيجي