قالت وزارة الدفاع اليمنية الجمعة إنها استعادت السيطرة بالكامل على مجمع الوزارة في صنعاء بعد يوم من هجوم نفذه متشددون أسفر عن سقوط 52 قتيلا وأعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنه. وأضافت الوزارة أن القوات اليمنية قتلت 11 من المهاجمين بعد تفجير انتحاري واقتحام مسلحين يرتدون الزي العسكري لمجمع الوزارة. وسقط من بين قتلى الهجوم مسعفون من ألمانيا وفيتنام والهند والفلبين كما أصيب 167 شخصا. والهجوم هو الأسوأ الذي يشهده اليمن منذ 18 شهرا وزاد من المخاوف على المستوى الدولي بشأن التهديدات التي يمكن أن تأتي من الدولة التي تشترك في حدود طويلة مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وتطل على ممرات ملاحية مهمة. ويشيع العنف في اليمن حيث تقاتل حكومة مؤقتة انفصاليين في الجنوب ومتمردين حوثيين في الشمال علاوة على جماعات مرتبطة بالقاعدة تسعى للإطاحة بالحكومة. وتسلم أقارب كثير من الضحايا الذين قتلوا في الهجوم جثامين ذويهم الجمعة استعدادا لدفنها. وقال قريب لأحد الضحايا إنه يعتقد أن هناك من ساعد المهاجمين من داخل الوزارة. وأضاف القريب ويدعى علي صالح أن من المؤكد ان منفذي الهجوم لهم شركاء في الداخل. وقال وزير الصحة اليمني خلال زيارته للجرحى في المستشفى إن التعامل مع مثل هذا العدد الكبير من الضحايا يمثل تحديا. واوضح الوزير احمد العنسي ان جميع اطقم الطوارئ والأطباء والمسعفين الذين يعملون في مختلف المستشفيات أدوا واجبهم على اعلى مستوى وانهم تمكنوا من التعامل مع مختلف الحالات في غضون ثلاث ساعات من وقوع الحادث. وأفاد بيان لوزارة الدفاع اليمنية بأن ثلاثة مسلحين قتلوا عند بوابة المجمع وثلاثة بداخله بعدما قتلوا المسعفين الأجانب في مستشفى بالمجمع ولاحقت قوات الأمن خمسة آخرين وقتلتهم في وقت لاحق الخميس. وأعلنت جماعة "أنصار الشريعة" المسؤولية عن الهجوم وهي مرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن وهو من أقوى فروع القاعدة. وقالت جماعة "أنصار الشريعة" في رسالة على موقع تويتر في الساعات الأولى من صباح الجمعة "استمرارا لسياسة استهداف غرف عمليات الطائرات التجسسية قام المجاهدون بتوجيه ضربة قاسية لإحدى هذه الغرف الكائنة في مجمع قيادة وزارة الدفاع." وأضافت الجماعة "إن مثل هذه المقرات الأمنية المشتركة أو المشاركة للأميركان في حربهم ضد هذا الشعب المسلم هي هدف مشروع لعملياتنا في أي مكان كان وسنفقأ هذه الأعين التي يستخدمها العدو." ورفع الجيش الأميركي حالة تأهب قواته في المنطقة بعد الهجوم المنسق على وزارة الدفاع اليمنية. وقال مراد بطل الشيشاني وهو محلل متخصص في شؤون الجماعات الاسلامية يقيم في لندن إن الهجوم قد يعزز التعاون بين الولاياتالمتحدة واليمن لمواجهة التهديدات الأمنية. وأضاف أنه لا يعلم إن كان الهجوم سيؤدي الى زيادة دور برنامج الطائرات الأميركية بلا طيار التي تستهدف المتشددين لكنه لن يؤثر بشكل عام في علاقة الولاياتالمتحدة واليمن بل سيعطي الطرفين سببا أقوى للتعاون. وقال إن هجوم الخميس بدا محاولة لتكرار نموذج هجوم مومباي في إشارة إلى هجوم عام 2008 على فندقين في المدينة الهندية أسفر عن مقتل قرابة 200 شخص. وأشار إلى أن الهجوم يشبه هجمات شنها إسلاميون متشددون هذا العام على منشأة للغاز الطبيعي في الصحراء بالجزائر ومركز وستغيت التجاري في نيروبي بكينيا. وقال إن الاسلاميين المتشددين يلجأون إلى هذا الاسلوب لأنه يلقى اهتماما اعلاميا أكبر ويهز ثقة الناس في الاجهزة الامنية مشيرا الى أن هذه هي الرسالة التي يحاولون توصيلها. ويواجه اليمن مشاكل اقتصادية كبيرة ورثها عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اجبرته انتفاضة شعبية على التنحي عام 2011. واستغل اسلاميون متشددون الفوضى الناجمة عن الاطاحة بصالح للاستيلاء على عدة مدن جنوبية الا انهم اضطروا للانسحاب منها عام 2012 بعد حملة شنتها القوات الحكومية دعمتها غارات طائرات اميركية بلا طيار. ومنذ ذلك الحين قتل متشددو القاعدة مئات من افراد الجيش وقوات الأمن في سلسلة من الهجمات خاصة في المحافظات الجنوبية للبلاد. وفي يوليو/تموز من العام 2012 قتل مهاجم انتحاري كان يرتدي زي الجيش اليمني أكثر من 90 شخصا كانوا يتدربون استعدادا لعرض عسكري في العاصمة وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسؤولية عن هذا الهجوم فيما بعد