بيروت - زار السفير القطري الجديد في لبنان الاثنين نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في زيارة ذات طابع بروتوكولي لكن ملفتة نتيجة المواقف المتباعدة لكل من الحزب وقطر من المسالة السورية. واورد المكتب الاعلامي لحزب الله في بيان "استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم السفير القطري الجديد في لبنان علي بن حمد المرِّي". واضاف "بعد التعارف، تم التداول بالأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والتأكيد ان الحلول السياسية في المنطقة أساس للمعالجة البناءة لمصلحة شعوبها، وأن تعاون الفرقاء في لبنان يقدِّم العلاج الذي يخدم هذا البلد وجميع أبنائه". وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى اسبوعين من اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان موفدا قطريا زاره، قائلا "ان قطر في الآونة الاخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة واستراتيجيتها". وقال حسن نصر الله "ان قطر في الاونة الاخيرة وفي اطار مراجعة ونقاش داخلي وفي اطار تحولات ما حصلت على مستوى الادارة القطرية وصلوا الى مكان يمكن انهم يعيدون النظر في كل موقفهم في المنطقة بكل استراتيجياتهم وسياساتهم". وقال "اول مرة اقول انه بقي خط بيننا وبين قطر حتى خلال السنوات الماضية ولكن كيف؟ يوجد واحد معتمد من عندنا وواحد معتمد من عندهم كل مدة يحصل اتصال بينهما...لكن بالسياسة مختلفين تماما". ومضى يقول "استطيع ان اقول انه بدأ حكي بيننا وبين القطريين ولكن هل يوجد اتفاقات ؟ بالنهاية اذا حصل هذا الموضوع سيحصل بين دولتين ولكن نحن كقوى سياسية كان هناك خط حكي بيننا رجع هذا الخط وفتح بحدود معينة". وقالت مصادر مطلعة إن الاتصالات مع حزب الله جاءت بطلب من الجانب القطري، وتضمنت عروضا مالية سخية على نظام الأسد الذي يواجه صعوبات مالية كبيرة، لقاء تحقيق المصالحة معه كرد فعل على انتزاع الملف السوري من يدها، وتراجع آمال الدوحة في سيطرة الإخوان المسلمين على الثورة السورية، بعد نقل قيادة الجناح الأهم في المعارضة السورية من حلفائها إلى أحمد الجربا حليف الرياض. وأكدت ذات المصادر أن الدوحة أبدت استعدادها لتقوية نظام الأسد، ماليا، ومدّه بمعلومات مهمة عن المعارضة التي كانت تدعمها، وذلك سعيا إلى إفشال الثورة السورية، ردا على الدور السعودي الحيوي في إسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر. واعتبر مراقبون أن اتصالات الدوحة بالأسد وحزب الله ترقى إلى مرتبة "الخيانة وشق الصفّ الخليجي"، وأنها تنطوي على مقامرة بموقع الدوحة ضمن مجلس التعاون الذي يضع حزب الله على لائحة التنظيمات الإرهابية بموافقة قطر بحدّ ذاتها. وقال أمين عام حزب الله "أن قطر في الآونة الأخيرة وفي إطار مراجعة ونقاش داخلي وفي إطار تحولات حصلت على مستوى الإدارة وصل القطريون إلى مكان يمكن أنهم يعيدون النظر في كل موقفهم في المنطقة بكل استراتيجياتهم وسياساتهم".
وبدا نصرالله حريصا على مجاملة الدوحة بالقول إن القطريين قاموا بمبادرة طيبة في وساطتهم لإطلاق سراح تسعة لبنانيين اختطفتهم مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا لمدة 17 شهرا وذلك في إطار عملية تبادل شملت إطلاق سراح طيارين تركيين خطفا في بيروت قبل شهرين مقابل إفراج النظام السوري عن معتقلات.
وقطر هي احدى دول مجلس التعاون الخليجي التي انتقدت بشدة تدخل حزب الله العسكري في سوريا، ودعت الى انسحابه. في حزيران/يونيو، دعا وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الحكومة اللبنانية إلى ردع حزب الله. وكان حزب الله يرتبط بصلات وثيقة بقطر قبل أن ينخرط الحزب، بدايات عام 2011، في حرب ضد الثورة السورية التي تعد قطر أحد داعميها الأساسيين. ومنذ ذلك الوقت توجه آلة الإعلام المرتبطة بالحزب وبنظام الأسد حملات تجن بذيئة ضد قطر وقادتها.
وكان امير قطر السابق حمد بين خليفة ال ثاني قد نسج علاقات وثيقة مع حزب الله عقب الحرب التي نشبت بين الجماعة واسرائيل في يوليو/ تموز 2006 وشارك في اعادة اعمار بعض القرى التي هدمتها القوات الاسرائيلية في جنوبلبنان والضاحية الجنوبيةلبيروت معقل حزب الله. واستقبل الشيخ حمد بين خليفة في عامي 2006 و2010 استقبال الفاتحين في قرية بنت جبيل الحدودية وفي الضاحية الجنوبية لكن منذ بدء الازمة في سوريا في مارس/ اذار 2011 تباينت المواقف بين الجانبين بشدة.