[email protected] شاهدت دموع الاستاذ محمد سالم باسندوه للمرة الأولى في نهاية العام 2008 م تقريبا اذا لم تخني الذاكرة في ندوة اقامها ملتقى التشاور الوطني لصاحبه الشيخ حميد الاحمر ورفاقه وإخوانه وذلك بمقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي "اليمني" بالعاصمة اليمنية صنعاء . وحينها كان اول انحياز لباسندوه نحو صفوف المعارضة اليمنية كونه في الأصل احد اقطاب النظام الحاكم وكان يشغل وقتها مستشارا لرئيس النظام . وقد بدأ باسندوه حديثه عن الوضع اليمني المتردي وما يستشرفه من الانهيار المتوقع للنظام وتمزق البلاد في قادم الايام من جراء السياسة الحمقى التي يقود حزبه البلاد بها والتي ستوصله الى الانهيار وبعد ذلك الخشية من التمزق والتفتت . وهنا اجهش بالبكاء وانهمرت دموعه والتي كانت بعد ذلك مثار تندر وسخرية من قبل اعلام حزبه الحاكم المطلق في اليمن. وأتذكر ان الاستاذ حسين زيد بن يحيى قام قبل انتهاء الندوه يذكر باسندوه بعدن التي احتضنته وترعرع فيها وبالجنوب والقضية الجنوبية التي ناضل من اجلها في ستينيات القرن الماضي ولم تحظى حتى بإشارة في كلمتك وفي تلك اللحظة حصل تدخل من الاستاذ عبدالوهاب الآنسي معترضا على مداخلة بن يحيى وطرحه للقضية الجنوبية . ومن ثمّ شيئا فشيئا حتى اصبح باسندوه رئيسا لملتقى التشاور الوطني الذي اصبح فيما بعد ملتقى الحوار حتى اصبح المجلس الوطني الثوري بعد هبوب رياح ثورات الربيع العربي التي لم يكتب لها النجاح في اليمن بعد ان تم تحويلها الى ازمة سياسية بعد دخول السياسيين في الخط . وهنا اصبح باسندوه رئيسا للوزراء في حكومة التوافق والوفاق وصاغ قانون الحصانة والتحصين لعفاش واركان حكمه على مدى 33 عاما وبعد ان تم عرضه في البرلمان اليمني المنتهي صلاحيته منذ زمن بعيد اجهش باسندوه بالبكاء الشهير وانهمرت دموعه بغزاره توج بعدها قانون الحصانة بالأغلبية الساحقة الماحقة لكل اركان الحصان سواء الراكبين عليه او المتعلقين بذيله ولا عزاء لمن داستهم حوافره . وبعد ذلك الموقفين ربما كان لباسندوه مزيدا من الدموع في اماكن اخرى . تلك الدموع تشعرك بنفسية طيبة وحنونة يحملها الرجل وهذا امر طبيعي وفطري كلما تقدم الانسان في العمر واذا صاحب ذلك ايمان عميق ولم يكن يحمل على عاتقه كثير من الرزايا والآثام والموبقات التي تساهم في قسوة القلب وجلافة الطباع . وهنا قد يكون للباء الحضرمية التي تتقدم لقبه دور في ذلك . تلك الدموع وما صاحبها من نحيب وعبرات كانت حرصا على الدم اليمني من مزيد من السفك في صنعاء وتعز . ولكن ماذا عن عدن هل كان لدموع باسندوه نصيب حزنا على الدماء التي اريقت والأنفس التي ازهقت على مدى 18 عاما على الأقل . ومن شاهد تلك المدرعات وهي تقتحم الشارع الرئيس بالمعلا فجر يوم الجمعة الموافق 18مايو 2012م في منتهى الصلف والغطرسة والاستكبار مع اطلاق النار العشوائي الذي بث حالة فظيعة من الرعب مزق قلوب ساكني المنطقة خاصة النساء والاطفال والمرضى وكبار السن وغيرهم . وقمة الصلف والعنجهية وأنت تشاهد اولئك الجنود وهم يحملون على اكتافهم قذائف الآر بي جي المضادة للدروع والدبابات وكأن امامهم مدرعات سيتصدون لها وليس شعب اعزل حافية اقدامهم عارية صدورهم لا يحملون الا سلاح الايمان بقضيتهم وحقهم في الحياة باستعادة بلدهم وهويتهم ودولتهم . والسؤال المطروح هل تلك الجحافل المدججة بكل انواع الاسلحة الفتاكة وقادتهم اليست لهم قلوب تخشع من تلك اللحظة البكائية لرئيس وزرائهم ام ان القادة قدت قلوبهم من حجر وان اولئك الجنود لم يشاهدوا تلك القنوات التي بثت تلك المقاطع. ثم السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه لماذا عدن؟ بينما شوارع صنعاء مغلقة بداء من التحرير وانتهاء بدائري الجامعة وما حوله وكلها محمية بالجيش والأمن المركزي. ونسأل ايضا هل سيجرؤ احد ان يزيح خيمة واحدة من خيام التحرير او التغيير ؟ ام ان استهداف شارع المعلا الرئيسي وفي ظل صمت وتواطؤ مبطن هو استهداف للشعاع الايماني والدور الريادي الذي انطلق منذ اكثر من شهرين كل يوم جمعة وأصبح يزداد جمعة بعد أخرى واخذ في استقطاب الشارع الجنوبي من كل مكان .هذه تساؤلات نضعها امام الجميع . ثم ان فتح الشارع وقضاء مصالح المواطنين من السكان وغيرهم ليس معترض عليه كما قال الشيخ حسين بن شعيب في خطبة الجمعة ولكن وفق طرق سلمية واتفاق ينتج عنه تأمين السكان وحمايتهم من بلاطجة بقايا النظام السابق اللاحق المنتشرين بأسلحتهم تحت نظر الاجهزة الامنية العسكرية وإلقاء القبض على من ارتكب المجازر الدموية في الماضي ومحاكمتهم وتعويض المتضررين من جراء ذلك الاثم المشهود والجرم الفظيع و الشنيع . واما شباب الحراك لايحملون الا السلم والسلام . ثم ان تكريس سياسة القهر بمثل هذه الاساليب ما هو الا امتداد لما جرى في عام 1994 عندما اجتاحت تلك الجحافل ارض الجنوب بالقوة العسكرية في ابشع صورة دموية عرفها الجنوب ونحن نقول للأستاذ باسندوه ونذكره بقول الاستاذ بن يحيى عندما قال له عدن التي ترعرعت بها الا تستحق منك كلمة واحدة ونضيف او موقف واحد وحتى دمعة واحدة . خاتمة : للشاعر احمد مطر أي قيمة ؟ لجيوش يستحي من وجهها وجه الشتيمه . غاية الشيمة فيها انها من غير شيمه. هزمتنا في الشوارع هزمتنا في المصانع هزمتنا في المزارع هزمتنا في الجوامع ولدى زحف العدو انهزمت … قبل الهزيمه ؟!.