أرسل أحدهم برسالة مشحونة بألغام ومتفجرات ملقياً بكثير من الغضب على اشهار ( عصبة القوى الحضرمية ) الرفيق ( السابق ) تحدث في رسالته مطولاً عن العنصرية الحضرمية ، وان حضرموت تخطأ في تقدير وضعها عندما تتعصب لكينونتها ، وأن التجارب الحضرمية اثبتت ان حضرموت لا يمكنها أن تعيش دون اليمن الديمقراطي أو الجنوب العربي على حد وصفه المتشنج … في الطرف الآخر فضلت أن أرسل بذات الرسالة كما جاءت إلى يمني مؤتمري خالصة ولاءاته لثورة سبتمبر التي مازال يمجدها ويمجد رموزها بما فيهم عظيم صنعاء المخلوع علي عبدالله صالح وأنه أي الصديق اليمني القديم مازال معتقداً بأن للرئيس المخلوع دور تاريخي مقبل فيه ستعرف اليمن الطاقة النووية ، وقطارات تصل صنعاء بصعدة والمخا ، فصديقي اليمني شديد ولاءه للزعيم المحروق … لم يلبث اليمني في صنعاء أن ارسل برسالة تهاجم الرفيق الجنوبي ، فهو يرى أن حضرموت لا تملك شيئاً بغير صنعاء ، وأن صنعاء هي من جعلت لحضرموت تاريخاً ، وجعلت من ثرواتها قيمة تردف البلاد والعباد بالمال ، ومن وجهة نظره أن حضرموت مشكلتها في أن شعبها شعب ( ضعيف مغلوب على أمره ) وأنهم أي الحضارمة تخالطوا بالجاوه والهنود والصومال فهم مهجنين غير نافعين ، وعليهم أن يسلموا أمرهم لصنعاء فهي الاحرص بهم وبقادم الأيام لعيالهم المهجنين … الاحتلال .. واقع في تقدير الحالة الحضرمية المعاصرة هي أن وضوح الرؤية هي المسلك الذي تسير من خلاله حضرموت ، فالحركة الحضرمية السياسية توصلت إلى مستوى سياسي له تقديراته في المعترك السياسي ، ففي حين تنشطر التيارات والحركات سواء على صعيد القضية الجنوبية أو على صعيد النظام اليمني ، توصلت القوى السياسية الحضرمية إلى تحقيق تآلف سياسي تمثل في ( عصبة القوى الحضرمية ) … هذه العصبة هي مرحلة من حركة وطنية حثيثة تبدو منطلقاتها التاريخية تصل إلى منتصف القرن العشرين المنصرم ، إلا أن النظر الدقيق يجد أن المشروع الحضرمي الذي تمثله العصبة الحضرمية والمعلن في السابع عشر من مايو / ايار 2012 م يحتمل قدراً كبيراً من الموضوعية السياسية بخلاف المشروع السياسي الذي سقط في القرن الماضي الذي لم يراعي الحالة التي كانت عليها حضرموت آنذاك … وما راعته العصبة الحضرمية بمختلف تشكيلاتها المتآلفة يكمن في قراءة الواقع السياسي الذي تقع فيه حضرموت ، فحضرموت واقعة في تراكم تاريخي صعب ومعقد ابتداء من 1967 م ، وهذا الواقع جعل من حضرموت في احتلال سياسي انتقل من عدن إلى صنعاء في العام 1990 م ، وعلى هذا الواقع السياسي المفروض على حضرموت تبدو الرؤية التي تقدمها العصبة موافية للمتنازعين على حضرموت في صنعاءوعدن بما يمثله حق تقرير المصير من مشروعية مستحقة للشعب الحضرمي … إرادة .. أمّة ما يمكننا الاقرار به هو أن حضرموت نجحت فيما بعد 17 / 9 / 2011 م وهو تاريخ إعلان ( جبهة انقاذ حضرموت ) إلى الانتقال من العمل الفردي إلى عمل منظم تحت أطر سياسية محددة الأهداف والأبعاد ، فحتى التاريخ السياسي الحضرمي في أواسط القرن العشرين لم تعرف حضرموت تجمعاً فكرياً حاشداً بهكذا التنظيم الفكري والسياسي المتقدم والمتفاعل الذي تطور إلى الائتلاف في العصبة الحضرمية … ما كان جهد أفراد قفز إلى عمل آخر ، ومثال ذلك الندوة السياسية التي عقدت في العاصمة المكلا بتاريخ 16 / 1 / 2012 م والتي كان عنوانها ( حضرموت بين ازمات الحاضر وخيارات المستقبل ) وألقاها كل من الدكتور عبدالله باحاج والأستاذ خميس علي حمدان ، تلك الندوة مثلت عملاً متكاملاً من ناحية التنظيم والتحضير إلى ما تلا ذلكم من عمل على النشر والتوزيع بين مختلف الشرائح والطبقات وعبر ما توافر من وسائل انتقال اعلامي متاحة … كل ذلك وما أحدثته الندوة من تغيرات وتأثيرات فكرية وسياسية عند العديد من أبناء حضرموت خاصة هو ما أثمر عن العصبة الحضرمية حيث أن الالتقاء على الهدف الواحد اسهم بشكل مثالي في تأليف التقارب الحضرمي رؤيةً جامعة هي منّ عززت من إرادة الأمّة الحضرمية عبر نخبة من الناشطين فيها ، هذا النوع من النقلة للحركة الوطنية يعطي عزماً للمضي نحو معركة حضرموت التالية … في بلاط .. الفراعنة جنوباً وشمالاً في التجربة الانسانية تنوعت المواجهات بين طرفي الحق والباطل ، فصفوة الله تعالى من خلقه وهم الأنبياء عليهم السلام وكما جاء ذكرهم في القرآن الكريم تناولوا الحجج مع مخالفيهم لتتجلى الحقيقة فن تلك الأمم والأقوام منّ آمن بالحق ومنهم منّ كفر به ، ونحن اليوم فيما تمثله ( عصبة القوى الحضرمية ) كعصا موسى عليه السلام ، نعتقد تماماً بامتلاكنا كل الحقيقة الدامغة في حق شعبنا الحضرمي ليقرر مصيره السياسي والتاريخي … الطرفان المواجهان ل حضرموت هما صنعاءوعدن وكلاهما يعتقدان بما يمتلكان من أدوات السحر التي معهم من قنوات فضائية وإذاعات وصحف ورقية والالكترونية إضافة إلى ما يدعون من امتلاكهم للشارع الحضرمي ندعوهم إلى ( يوم الزينة ) وسينظرون كيف تأكل عصا العصبة الحضرمية ما يأفكون وبه يفترون ، هذا ما ندعوهم إليه بل ونتحداهم في قنواتهم الفضائية من عدن لايف أو سهيل أو اليمن اليوم أو السعيدة أو قنوات اليمن الحكومية أن يعطوا لنا نصف ساعة من وقت أي من هذه القنوات ليحكم أبناء حضرموت واليمن على منّ له الحق ومنّ معه الباطل والخطأ … أن هذه الدعوة التي نرجو أن تلقى قبولاً عند خصوم حضرموت هي دعوة يجدر بهم أن يتبنوها فهم يدعون امتلاكهم للحقيقة ، ونحن ندعي غير ذلك ، فلتكن مواجهات بين أهل الفكر والسياسة ، وليكن للرأي والرأي الآخر مساحة تتسع لها الصدور قبل العقول ، فنحن في زمن آخر زمن اسقطت فيه عروش حكام ظنوا أنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة ، فجاءهم الطوفان من حيث لا يحتسبون وبعضهم تفجرت الأرض من فوقهم ومن حيث هم لا يحتسبون … إلى الضانين السوء يعتقد طرفي معادلة الجنوب واليمن أن الدعوة الحضرمية هي شق للصف الواحد ، ونحن نتساءل منذ الثلاثين من نوفمبر 1967 م لماذا نكون يمانيين ونحن حضرميين ..!!! ، لم يجبنا أحد في صنعاء أو عدن بل ألقوا بنا أولاً في سجن أطلقوا عليه الرقم خمسة ، وبعد أن أفرجوا عنا في 1990 م ثم استباحوا تاريخنا وهويتنا وثرواتنا في أرضنا وبحرنا ما بقي في حضرموت شيء لم يستباح تحت بند يمننة الحضرمي … مازال حديث ذلك الصحفي اليمني نايف حسان يطاردني ، نعم كان صادقاً وهو يناصح أهله وعشيرته في صنعاء وما حولها أن انبعاث الهوية الحضرمية سيقود الحضارمة إلى استقلالهم ، وهذا ما وقع بالفعل ، انبعثت الهوية الحضرمية وسرت بين خلايا الجسد الحضرمي ، وهي تعمل بقوة على استحقاقها التاريخي الوطني ، وعلى ذلك فأن على صنعاءوعدن أن تعي أن المرحلة الحضرمية الحاضرة له خصوصيتها في الفكر والعمل ، فلن تعود حضرموت إلى الزنزانة الجنوبية أو الفوضوية التي عرفتها حضرموت في ظل اليمن الموحد … الخصوصية الحضرمية الحضارية هي التي تنعكس اليوم جهداً في العمل السياسي الحضرمي للحركة الوطنية في حضرموت ، والأمر في خصوصيته تحالف بين الداخل والمهاجر المختلفة ، فهذه الخصوصية والتي يراها الآخرين أنها عنصرية في الحضارمة هي الرافد الذي يقودنا اليوم إلى تحرير الذوات الحضرمية من القيود والأغلال ، فالتكامل الفكري والسياسي الحضرمي له منطوق ومدلول وعلى الآخرين أن يثبتوا خلاف ذلك … وفينا الخير أن ما قدمه ابناء حضرموت من ارداف عظيم عبر عشرات من رجالات القلم والفكر جميعاً أثمرت جهودهم الصادقة والنبيلة إلى أن نصل لحالة انتشاء باجتماعنا على حقنا الحضرمي في تقرير المصير ، أن مداد الأقلام الحضرمية الجارفة لكل منّ أراد بحضرموت السوء والشر هي واحدة ممن انجزت للحركة الحضرمية الوطنية نقطة في آخر سطر الكذب والزور والبهتان ، لنكتب السطر التالي ونبدأ بقولنا ( بسم الله رب حضرموت ) ، هذا ما نؤمن به ، ونعتقد به ، الله الفرد الصمد الواحد ، ثم وطننا الكريم الحر … هي لحظة انجزت للتاريخ الحضرمي ، والباقيات آتيات ، وبعون الله صالحات نافعات ، ذلك الجهد الذي خرج من قلم كل حضرمي ، وكل منّ دعم جهداً حضرمياً أياً كان حجمه له من التقدير ما يجعلنا اليوم أكثر طلباً وحثاً لاستمرار مزيد من البذل والعطاء ، حقيقة الثمرة الحضرمية نبصرها واقعاً ، بل أني وبقومي الكرام ها أنا أحثهم لنرتقي إلى خطوة أعلى بأن نواجه القوم الضانين والضامرين بنا السوء والشرور … وفي هذا السياق إلى كل الناشرين ، وكل الباعثين في الوطن والمهاجر الحضرمية برقة أمل لصبح حضرمي آت ، نثني عليكم الثناء كله ، ونسألكم مواصلة العمل والبذل والجهد ، فهذه حضرموت وقد بعثت من مرقدها الذي ألقاها فيها الجهال من قبل ، ها هي تخرج وتنفض عن ذاتها التراب والسوء وبدأت في المسير صوب استقلالها الوطني ، عليكم من جسام المسؤوليات العظام ما تنكسر له الجبال ، لكن نظن فيكم وفينا الخير …