/ صلاح بوعابس – تصوير : خالد بن عاقلة أكد مسؤول اكاديمي في محافظة حضرموت بأن قضية نقص المياه تعد واحدة من الأزمات الصامتة التي قلما تلقى الاهتمام بالكافي من وسائل الاعلام المحلية والعالمية لافتاً بأن تقارير التنمية البشرية الصادرة من الأممالمتحدة أشارت إلى أن عدد الذين يموتون سنوياً بسبب الأمراض الناتجة عن نقص المياه وتلوثها في العالم يفوق عدد الذين يموتون في الحروب والنزاعات المسلحة موضحاً بأن علماء البيئة والجغرافيا أجمعوا على أن الألفية الثالثة هي ألفية الذهب الأزرق (أي المياه).. وقال نائب رئيس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالله صالح بابعير في الجلسة الافتتاحية لورشة العمل حول الموارد المائية وجفاف معيان الصيق بمديرية الديس الشرقية بمحافظة حضرموت التي تنظمها جمعية أصدقاء البيئة في مديرية الديس الشرقية بتمويل من مؤسسة العون للتنمية بأن اليمن تأتي " في مقدمة دول العالم التي تعاني من شحة المياة بسبب عوامل طبيعية وبشرية مختلفة كأنخفاض معدلات هطول الأمطار واستنزاف المخزون المائي للبلاد بطرائق عشوائية غير مدروسة". وبيّن الدكتور بابعير في كلمته بأنه " نظراً لوقوع السواحل اليمنية ومنها سواحل حضرموت في منطقة تمتاز بإرتفاع درجة حرارتها في أغلب أشهر السنة ومع ارتفاع الرطوبة النسبية وانخفاض معدلات هطول الأمطار فقد أثر ذلك كله في انخفاض في انخفاض معدلات تسرب المياه السطحية إلى جوف الأرض واستنزاف ما هو مخزون فيه من المياه في باطن الأرض من غير تعويض لهذا المخزون" , منوهاً بأن هذا الأمر " يضع علينا جميعاً في الحكومة ومؤسسات البحث العلمي ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولية البحث عن حلول علمية مدروسة لهذه الأوضاع التي تنذر بكارثة بييئة ذات آثار سلبية في حياة البشر والثروة الحيوانية والثروة الزراعية " وأشار نائب رئيس جامعة حضرموت للشؤون الاكاديمية بأن هذه الورشة التي تنعقد اليوم في مدينة المكلا لدراسة الموارد المائية وجفاف معيان الصيق بمديرية الديس الشرقية تضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية , لدراسة الأسباب المؤدية إلى جفاف المعايين ونضوب مياه الآبار واقتراح الوسائل الكفيلة بالتخفيف من آثار هذه المشكلة التي تنذر بالكارثة – حسب وصفه – وإيجاد الطرائق اللازمة لزيادة منسوب المياه الجوفية بالإضافة إلى الحد من ظاهرة الاسراف في استخدامات المياه في العمليات الحياتية المختلفة وكذلك الحد من الإستنزاف العشوائي الخطير للمخزون المائي وذلك بالأعتماد على الأساليب العلمية الصحيحة المستندة إلى البحث والتجريب. معبراً عن أستعداد الجامعة وتسخير إمكانياتها العلمية والتجريبية في المساهمة مع السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني لوضع هذه المعالجات من خلال مشاركة الكوادر العلمية المتخصصة في كليات العلوم البيئية للأحياء البحرية , والهندسة , والعلوم , والعلوم التطبيقية , وكذلك مراكز الدراسات البيئية والموارد المائية تجسيداً لدور الجامعة في خدمة مؤسسات المجتمع المختلفة وتقديم الدراسات والاستشارات العلمية اللازمة لحل المشكلات المجتمعية . وأوضح المسؤول الإكاديمي بأن المحافظة على الثروة المائية واجب ديني ووطني وإنساني وأخلاقي يجب أن تتضافر كل الجهود لتحقيقة في الجامعات ومؤسسات البحث وفي مؤسسات التعليم ووسائل الاعلام ومؤسسات الوعظ والإرشاد الديني ومؤسسات المجتمع المختلفة لافتاً بأن ديننا الإسلامي الحنيف قد دعانا إلى عدم الإسراف في استهلاك المياه بقوله تعالى (وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا , إنه لا يحب المسرفين) . والقيت في الجلسة الافتتاحية كلمات من قبل وكيل محافظة حضرموت أحمد جنيد الجنيد والمدير العام لمكتب وزارة الزراعة والري المهندس محمد فرج عبدون ورئيس اللجنة التحضيرية رئيس جمعية أصدقاء البيئة الدكتور عبدالله عمر باخوار أشارت جميعها إلى أهمية الورشة ملامستها لقضية أساسية وحيوية منوهين بأن قضية المياه تعد واحدة من القضايا المهمة التي ينبغي أيلائها المزيد من الاهتمام لارتباطها الوثيق بالحياة ..مشددين على أهمية أن تضع هذه الورشة المعالجات والتوصيات اللازمة لمواجهة مشكلة المياه في معيان الصيق بمديرية الشرقية والمحافظة بشكل خاص وأن يسهم المختصيين والمهتمين والأكاديميين في الجامعات والمراكز البحثية بدور مهم في هذا الجانب . وتناولت الكلمات الوضع الحالي الذي تسبب في جفاف المعايين بالمناطق الساحلية وملوحة المياه بوادي حضرموت والتي أصبحت من قضايا التي تحتاج إلى مناقشة ودراسة بعمق لوضع المخارج العملية والعلمية لها لما لذلك من اسهام في معالجة آثارها السلبية على مستوى المعيشة والأنشطة الزراعية والاقتصادية . وتناقش الورشة على مدى يومين أمام أوراق عمل حول الأوضاع الحالية للمعايين والآبار وبالتحديد جفاف معيان الصيق بمديرية الديس الشرقية والأضرار البيئية الناجمة على الزراعة في المنطقة والتطرق إلى الخصائص الجيولوجية لوادي عمر ووداي ضفع وتأثيرهما على حصاد المياه وإمكانية توظيف الخصائص الطبيعية لمنطقة وادي عمر لتحسين الوضع المائي فيها..