دعتني تداعيات أحداث حضرموت وغيل باوزير خصوصاً الاسبوع الماضي، إلى التأمل بعيداً عن الانفعال والعواطف والاحكام المتسرعة.. في غيل باوزير، حُرِقت أكشاك لاتتجاوز الخمسة ، ورغم أن الدولة لم تتهم أحداً إلا أن حملة شعواء شُنت، في قنوات فضائية ومواقع وصحف عرف عنها، الهجوم على الجنوب والاصرار على بقاءه مدمراً، صورّت المسألة وكأنها محرقة (هولوكوست) وكأن ماجرى جريمة كبرى ضد الانسانية، تفوق مجزرة جمعة (الكرامة) التي لم يسأل عنها حتى الآن نظام على عبدالله صالح.. ولم يُسأل عن مرتكبها النظام النصف ثوري؟ لقد استنفر الجيش كل قوته وأبرز جميع عضلاته، وقام ويقوم حتى اللحظة بطلعات استفزازية هدفها تعزيز الوحدة على مايبدو.. وهذا مااستفزني للكتابة حول الموضوع. حين كان يسقط في الغيل قتيل كل خمس دقائق.. أين كان ذلك الجيش العرمرم!! وحين كان الناس والمسؤولين يصرخون، أين الأمن ياجماعة، أين كان الجيش العائلي أو الثوري؟ وأسأل، لو كان جنود تلك الأطقم هم من عيال باعباد أو العوبثاني أو بلخير أو باشكيل أو باشطح، هل ستنطلق كل تلك الحمم الحاقدة من الرصاص الحي؟؟ ثم أني أسأل دون أن أبرر ذلك الفعل الذي ترفضه جميع الشرائع، هل من حرق هم من أبناء الغيل؟ ثم إن كانوا كذلك لماذا لم يتم التعامل معهم قانونياً، وهناك حكومة تدعي إنها تحمي الحقوق وتنمي الحريات!! أليس في البلد مباحث ومراكز شرطة عليها عَلَمْ الدولة وشعارها!! فأين كل هؤلاء؟؟ *المصدر : صحيفة 30 نوفمبر