احتفاء بصدور الطبعة الأولى من كتاب الطليعة تقول : والذي هو عبارة عن سلسلة مقالات افتتاحية صحيفة الطليعة لصاحب الامتياز : أحمد عوض باوزير الصحافي والمفكر اغتنم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنين فرع حضرموت الساحل هذه المناسبة فنظم ملتقى أدبياً ليكون استذكاراً لذكراه العطرة . وبدأ الملتقى بكلمة لابن الفقيد شكر فيها كل من شارك في إخراج هذه المقالات – وخصوصاً اتحاد الأدباء والكتاب فرع حضرموت الساحل – التي كانت أمنية للفقيد أن يراها مجموعة في كتاب يحفظ مادتها ، ويقدم خلاصة تجربتها لمرحلة مهمة من مراحل الفكر في حضرموت . وقال في كلمته : " نتقدم بجزيل الشكر لكل من شاركنا أحزاننا ، وخفف من مأساتنا في فقدنا للوالد رحمه الله ، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على المكانة التي يحتلها الفقيد في صدور محبيه ، فقيامهم بهذا الجهد الذي دافعهم الوحيد فيه الوفاء والحب للفقيد وفكره " . وبعد كلمة الشكر هذه ألقى حسين بامطرف قصيدة رثائية بعنوان : أحمد باوزير النجم المنير نالت استحسان الحاضرين بما تعرضت له من معان رائعة من سيرة هذا العلم الفريد . واشتمل الملتقى على ثلاثة محاور : المحور الأول قدمه الدكتور : سعيد الجريري الذي بدأ كلمته بالترحم وطلب المغفرة للفقيد الحاضر فينا وبيننا ، وسيظل لأن الرواد لا يموتون . وأشار في بداية محوره الذي تكلم فيه أن هذا الملتقى أكبر من أن يكون تأبيناً ، فنحن ننطلق من الغياب ليس للحزن ، وإنما للحضور . فالفقيد لا يزال يمدنا بمدد من فكر ، وموقف ، وغد ممتد . واستعرض في محوره أسباب الاحتفاء بالفقيد ، وهي : العلاقة التي خلدته ، وهي مشروعه التنويري ، فباوزير وطن في رجل ، ورجل بملء أمة . كما ذكر الدكتور : سعيد أن عنوان الكتاب جاء من عنوان افتتاحية الطليعة تقول : ثم يذكر الفكرة التي يريد إيصالها ، والقائل ليس باوزير الفرد ، وإنما الطليعة . فالرجل لم يكن يصدر عن رؤية ثورية لأي فصيل ، بل يلح على دور الطليعة ، ودور المفكرين في صياغة اللحظة والمستقبل . واستغل فرصة من تاريخ المرحلة ليبث شجونه ، ويؤكد أن لحظة غياب المثقف هي لحظة الانهيار للوطن ، فيديرها غير المثقف . واختتم بأن باوزير مؤسسة ثقافية كافحت ، وناضلت من أجل حاضر جميل وغد مشرق . أما المحور الثاني : حاضر في الدكتور : عبد الله الجعيدي استعرض الجانب التاريخي للصحافة الحضرمية ، وطريقة إيصال المثقف الحضرمي رسالته عن طريق الكتابة في الصحف المصرية ، حتى إذا وجدوا فسحة أكبر بظهور الصحف في عدن انتقلوا إلى الكتابة فيها . وتعرض الدكتور خلال لمحته التاريخية إلى أهمية الحرية في عمل المثقف خاصة ، والصحافة عامة ، فالدولة القعيطية لو لم تسمح بقدر من الحرية لما وجدنا هذا الإبداع الرائع الذي اجهض من قبل أصحاب الصوت الواحد . واختتم بأن هناك دراسة تاريخية مفصلة مطبوعة مع الكتاب فيها الكثير من الإضاءات عن هذه المرحلة الرائعة ، والمشرقة من تأريخ حضرموت . والمحور الثالث وقدمه الأستاذ : صالح حسين الفردي الذي ترك لخواطر الرحيل ، إذ لم يقيد نفسه بكتابة نقاط معينة ، وإنما بدأ من المرحلة التاريخية التي شكلت الرواد ، وأهمها : المشروع النهضوي الذي بدأته السلطنة القعيطية في مختلف المجالات أبرزها التعليم ، فلا نهضة بلا تعليم ، وهو بوابة النهضة للأمم . وتتابعت خواطره الرائعة التي أخذت بعضها بعنق الأخرى ، فأسرت الحاضرين ، بتتابعها التاريخي ، وتسلسلها المنطقي الذي ينم عن فكر قريب من روح الطليعة ، متفهم ومتعمق في دراسة أفكاره ، طامح في تقريبها للحاضرين . وبعد انتهاء المحاور الثلاثة فتح باب النقاش للتحاور ، والنقاش لإثراء الموضوع ، فتقدم عدد من الحاضرين ووضعوا مساهماتهم وأسئلتهم . حضر الملتقى عدد كبير من محبي الرائد أحمد عوض باوزير ، والمهتمين بالفكر والأدب .