أيام معدودات ستداهمنا فيها الذكرى الثالثة لكارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت حضرموت والمهرة أواخر عام2008م وحصدت معها الأرواح الذين قضوا غرقا في تلك الفيضانات , حري بنا أن نقف دقيقة حداد في الوطن والمهجر يوم 23 أكتوبر القادم ونقرأ الفاتحة على أرواحهم. ومع ولوج العام الرابع لذكرى الكارثة , حري بنا أن نتذكر مأساة 1000 أسرة حضرميّة لا تزال بلا مأوى بالرغم من تداعي الضمير الإنساني الوطني والعربي والعالمي لمصابها وتقديم يد العون لها , بمشروع مدينة سمو الشيخ/خليفة بن زايد لإسكان المتضررين من الفيضانات في حضرموت , ورغم توفر الإعتمادات المالية لها لكن تكالب قوى الفساد "الوطني"يحول دون حصول هؤلاء المنكوبين على مساكنهم التي يبذل فيها الأشقاء من الهلال الأحمر الإماراتي جهودا مضنية في تشييد المدينة بكلفة 100مليون درهم , لكن لم يواكبها شيء من التزامات الجانب اليمني الذي أخفق في توفير الأرض والخدمات كالمياه والكهرباء والصرف الصحي..الخ , حسب اتفاقية المنحة . وفي خضم ولوج العام الرابع , الأحرى بنا ملامسة مشاعر الخوف لمئات الآلاف من الأسر القاطنة على امتداد المجرى الرئيسي للسيول في وادي حضرموت الذي لا يزال على حالته منذ كارثة 2008م , وتتصاعد المخاوف من تفاقم الأضرار في الأرواح والممتلكات فيما لا قدر الله هطول الأمطار مجددا على تلك المحافظة بنفس الكثافة والغزارة التي غمرت بها في 2008م وأفضت إلى إغراق حضرموت بأكملها وأجزاء من المهرة. إلى الآن أهلنا في حضرموت الخير يعلنون حالة الطوارئ كلما غيمت سحب في السماء وآذن لها الخالق عز وجل أن تمطر, وبدلا من أن تكون هذه الأمطار مصدرا للبهجة والسرور فهي على العكس تماما تظل نذير شؤم لأن المواطن فيها لم يلمس تغييرا يذكر في المجرى الرئيسي للسيول , ومجددا تتصاعد الاحتجاجات الأهلية ضد "الحكمة "المركزية من إنشاء صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من كارثة الأمطار والسيول في حضرموت والمهرة يرأس مجلس إدارته رئيس الوزراء , وتبديد المليارات من مخصصات المنكوبين في مشاريع عبثية ودراسات هلامية لا طائل منها ولا جدوى لها سوى هندسة الفساد لمنظومة وكلاء مناقصات الحكم المتخلف. حضرموت اليوم / سيئون / خاص