اقتحمت في محافظة حضرموت وخاصة في مديرية غيل باوزير الحمى الفيروية منذ أواخر العام الماضي عرفت لدى الأوساط الصحية والحكومية والشعبية باسم حمى الضنك . ولقد أثارت هذه الموجة الكثير من القلق في المنطقة ، واستنفرت وزارة الصحة لمواجهتها العديد من الفرق الطبية والتوعوية والإعلامية بالتعاون مع المواطنين في المدارس وتجمعات السكانية والقيام بحملات الرش في الاماكن التي تتكاثر فيها البعوض ، بل حتى المساجد والمؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني ساهمت في التصدي لهذا الوافد الغريب بما تستطيع من نصح وتوجيه و إرشاد . ومؤخرا ظهرت حالات بحمى غريبة ، واكتظت مستشفى غيل باوزير بالكثير من المرضى و المصابين بهذه الحميات الفيروسية ، ولكثرة المصابين وصل الحال بقسم الطوارئ الى وضع كل حالتين في سرير واحد ، ولم ينفع فيها العلاج بالأدوية التي تستخدم لعلاج حمى الظنك ويتم علاجها حسب الأعراض التي تظهر على المريض . وكشف الدكتور عدنان حمران مدير مستشفى غيل باوزير لمصدر محلي في المديرية :أن الحمى الفيروسية هي حمى تسبب بواسطة فيروس وهذه الفيروسات متنوعة ومتعددة الأنواع وهذه الحمى لا يسببها فيروس واحد فقط وإنما عدة فيروسات مثل فيروس الحصبة الألمانية وفيروس الضنك وفيروس الإنفلونزا العادية ، فالفيروسات متعددة وجميعها تعطي أعراضاً متشابهة وطريقة علاجها متشابهة ولهذا يصدر لها اسم عام يسمى بالحمى الفيروسية . مؤكدا أن معدل الحالات في زيادة وصلت حتى الان الى أكثر من 50 حالة في مستشفى غيل باوزير .وعن مدى عدوى هذه الحمى قال : العدوى بحسب نوعية الفيروس فمنهم ينتقل عبر البعوض والبعض ينتقل عبر الأكل مثل المنتجات الزراعية التي تستخدم السماد العضوي او عبر الذباب أو يتم عبر السوائل الملوثة وبعضها عبر إستنشاقها عبر الجهاز التنفسي وهذه تعتبر خطيرة جدا . وتلقيت خبرا أنه في يوم السبت 13 شعبان 1434ه الموافق 22 يونيو 2013م توفي الشاب ( شاكر عبدالله سالم الغريب ) متأثرا بهذه الحمى ، فقلت في نفسي انه من واجبي أن أكتب عن هذه الحمى ، ومناشدة وزارة الصحة و السلطات في المحافظة بالتعامل مع هذه الحمى كوباء و اتخاذ ما يلزم لوقف انتشارها أو معرفة الأسباب المؤدية اليها و نشر التوعية اللازمة للوقاية منها . وندعو وسائل الاعلام والمؤسسات الدينية والجمعيات بالتصدي لهذه الحمى بالتوعية والإرشاد والنصح ودعوة الناس الى الرجوع الى الله والتوبة اليه والدعاء ، وكلٌ يقوم بدوره لمكافحة هذا الوباء الذي يصل في بعض الحالات الى الوفاة ، فنسأل الله أن يشفي مرضانا ويعافي مبتلانا ، ويقينا من الأمراض والفتن ما ظهر منها وما بطن .