بقلم: اكرم احمد باشكيل لم تتعود الشحر في كل تاريخها المشرق … أن يأتيها الطوفان من الشمال .. الشمال في قاموس أهل الشحر هي تلك الرياح التي تهب في الخريف فلايستطيعون معها ركوب البحر… لكنها اليوم ربما تتغير في المفردة الشحرية لتصبح كوم من البشر الذي لايجعلهم يركبون البحر ..!! تغرق الشحر في وداعتها كل ليل بعد إغتسال ليلي في أطراف شواطئها وإحتضان رقيق لمياه البحر الدافئة … لتصبح مع كل شروق شمس يطل عليها تعج بالحركة التي لاتتوقف وألسن تتلقفك بوداعتها وتعليقاتها الساخرة… يظل ناسها ممتهنين صراع الأمواج كما كان سلفهم ممتهنين وئام الأرواح الساكنة جنباتهم.. كل شيء هنا بالشحر له دلالاته صغر أم كبر .. لاتجد شيء بالمطلق ليس له تعليل عند ساكنيها… هؤلاء عظام بعظمة المدينة وفراستها التي تتفرس كل وافدإليها .. ولأنها كذلك فهي بالمرة لاتحتاج من يدافع عنها فهي سليلة رجال عظام سكنوها فأعطتهم من سرها ومنحوها سرهم في مستودع قرار أرضها الطيبة المعطاءة ..!! في معاركها التي حكت عنها كتب التاريخ الممزوجة بالأسطورة ضد كل الغازين لها من بعيد أوقريب.. لاتتوقف معركتها مع الإعتماد على الساكنين فيها من أبنائها الأفذاذ … لكنها ذاتها هي الارض تشاطرهم الدفاع المستميت فتكون أحد روافد الأنتصار على الوافد الطامع لغزوها …!! ولهذا ينقلب شاطئها الوديع الهاديء الى جسر عنود ووحش كاسر لكل آلة الحرب الوافدة …!! عندما سكنوها الغزاة الجدد كانت لهم معها حكايات جما سترويها كتب التاريخ وتخلدها الجدات للأحفاد في سفر جميل قل ما يكون عند شعوب جما من صلب فلكلورهم الشعبي ..!! لقد عرفوا أصنافا وألوانا من قراصنة البحر وحكوا في مواجهتهم الحكايات المتأرجحة بين الأسطورة والحقيقة …لكنهم اليوم يواجهون قراصنة مختلفين تماما عن أسلافهم إنهم يأتون إليهم من البر مفردين شراع سطوتهم الى البحر..وهو ما لم يألفه أبناء الشحر لكنهم قادرين بما يمتلكون من جينات المقاومة التي أستودع سرها فيهم الأجداد أن يواجهوهم كما تواجههم الشحر ذاتها بحرا وبرا بكل ماأوتيت من قوة … حتى يذهبون بشرورهم عنها..!! الشحر اليوم في تماثلية عجيبة بين بحرها وبرها وهي بذاك الوجع الذي سكنها سوف يضيف إليها من معاني الصمود مفردات جديدة علها تجدد عندها خاصية المقاومة الشعبية لديها..!!