شهر رمضان المبارك ملئ بالعادات والتقاليد الشعبية التي دأب عليها أبناء محافظة حضرموت كتقليد سنوي خلال هذا الشهر الفضيل , وفي منطقة العنين بمديرية القطن محافظة حضرموت حرص أبناء هذه المنطقة على اقامة حفل " الكوبار " السنوي كموروث شعبي واحتفاليات رمضانية بهيجة يشارك فيها كافة أبناء المنطقة في ليلة السابع والعشرين من رمضان كتقليد سنوي يحتفى به في هذه الليلة من كل عام ,,,ولإشباع فضولي الصحفي وإهداء عزيزي القارئ مأدبة إفطار من نوع خاص , كان لزاماٌ علي حضور تلك الفعالية التي أقيمت ليلة السابع والعشرين من رمضان 1434ه في ساحة منزل المقدم/سالم جمعان جوف القائم على هذه الاحتفالية , واليكم تفاصيلها كما رواها لنا: (ماهو الكوبار) يقول العم سالم ان لعبة الكوبار كما تسمى بهذا الاسم هي احد الألعاب الشعبية القديمة التي يمارسها الأطفال منذو زمن بعيد ( أي زمن الأجداد) حيث كانت والدته والأخ سهيل مبارك باسيف " رحمة الله عليهما" يقومان بالإشراف على هذه اللعبة , وأضاف: ان هذه الاحتفالية تقام ليلة السابع والعشرين من رمضان من كل عام تزامناٌ مع ختم المسجد الجامع وليلة التفطير حيث يتوافد على المنطقة كافة أبناءها لحضور موائد الإفطار عند أقاربهم , (طقوس هذه الاحتفالية) بعد صلاة العصر من ليلة السابع والعشرين من رمضان يتجمع الأطفال مادون العاشرة من العمر في الساحة الكبيرة بالمنطقة وهم مرتديين أجمل الثياب ويحملون بأيديهم حقائب صغيرة وسلال بداخلها بعض من الحلويات ويرددون أهازيج بالحان جميلة وسط حضور جمع من الشباب والشيوخ والنساء قائلين: ( كوبار كوباري … كوبار كوباري ) ( حقي وحق أختي ,, حقي وحق أختي) (قد قلت ياماما .. قد قلت ياماما ) (هاتي هديتنا .. هاتي هديتنا) ( قد قالت في الشنطة .. قد قالت في الشنطة ) ( لي جاء بها بابا .. لي جاء بها بابا ) ( حلوى وباطاسه .. حلوى وباطاسه ) ( في البحر نكاسة .. في البحر نكاسه ) ( كاكاو بأنواعه .. كاكاو بأنواعه ) ( والحامض الغالي .. الحامض الغالي ) ( جابوه من شأني .. جابوه من شأني ) ( ولبست فستاني .. ولبست فستاني ) ( وأصبحت أموره .. وأصبحت أموره ) ( حلوة في ألصوره .. حلوه في ألصوره )(وأمسكت عيديه .. أمسكت عيديه ) ( أوراق نقدية .. أوراق نقدية ) ( هذي عوايدنا .. هذي عوايدنا ) ( في يوم فرحتنا .. في يوم فرحتنا ))ويستمر الأطفال في ترديد تلك الأهازيج حتى نهاية الحفل , وفي الختام يقوم الأطفال بفتح كلاٌ منهم حقيبة الآخر ليرى مابداخلها من حلويات وهم مبتهجين ومسرورين, ويؤكد العم سالم أنهم سيحافظون على هذا التقليد ان شاءالله ليتوارثه الأجيال كما ورثناه من آباءنا وأجدادنا ليظل تقليد سنوي وان اختلف على ماكان عليه في السابق باختلاف المكان والزمان ,,, وهنا لنا كلمة : هذا هو حضوري الثاني لتلك الفعالية وحقيقة لقد كان عمل رائع وجميل من قبل العم سالم ومن معه لإحياء التراث والموروث الشعبي , نأمل من جهات الاختصاص تقديم الأفكار لتطوير هذه الاحتفالية والحفاظ عليها كونها موروث شعبي لتاريخ وعراقة وهوية الإنسان الحضرمي ,,وتبقى ضاحية العنين الوجهة المشرقة لمديرية القطن نظراُ لما يتمتع به أبناؤها من عادات وتقاليد كالعاب الشبواني والشعر والمسرح والذي لازالت تمارس حتى اللحظة في ظل المتغيرات ,,, فهنئاٌ لهذه البلد ولأبنائها كل الحب وكل الود ,,, ولتبقى مدينتهم منارة وحاضنة لكل الفعاليات ,,,,