الاستعلاء خُلق ممقوت عند الله وعند خلقه ولو لم يكن لدى اليمنيين غير خلق التواضع لكفتهم هذه الميزة وهذه الحسنة وهذا الخلق الجميل مما دعاني لهذا القول وجود خُلق الاستعلاء لدى الكثير من الشعوب فيما بينهم البين وكذلك نضرتهم الاستعلائية للغير من الناس ، ولنكن واضحين في السعودية ومصر والخليج عموماً هناك نوع من أنواع الاستعلاء في أخلاقهم فعندما تتعامل مع مصري تجده ينضر للآخرين بدونية مفرطة فينضر لليمني والسوداني بازدراء شديدين وكأنه هو من يملك أرزاقهم وأعمارهم . أما السعودي فحدث ولا حرج عن استعلائيته وغروره وتكبره فينضر لغيرة من الناس كقطع من الأثاث أو الديكور أو مجرد خدم يخدمون سيدهم العربي ابن الحسب والنسب حتى في أماكن العبادة لم يسلم الناس من استعلائيتهم ومن غرورهم وبطشهم بكل ما هو ضعيف ، في زيارتي للبيت العتيق لأداء العمرة رأت عيني ما لا يسرها من معاملة العسكر السعوديين في كل المنافذ الحدودية وحتى داخل الحرم فهناك سوء في المعاملة ومع الحديث مع الكثير من المغتربين عن هذه الظاهرة تجد بعضهم يشكو بمرارة ولا يقتصر الاستعلاء هنا على الأجنبي في هذه الدول بل انه بينهم البين بين القبيلة والمدينة والمنطقة والأسرة وفي مثل هكذا معاملة مهما تظاهر صاحبها بالصلاح وحفظ النصوص من القرآن والسنة وتمثل بالألقاب والكنئ فان ذلك لا ينفع مع سلوك التعالي والكبر ومن هنا فسلوكك الحضاري خير شهادة لك . وفي مثل هكذا تعامل تغيب العفوية والبساطة التي هي أجمل ما في الإنسان فعندما يختلط العامل مع التاجر وعندما يختلط الفقير مع الغني في تواد وتراحم دون شعور المسكين بالدونية هنا تتحقق الإنسانية التي دعاء إليها ديننا الحنيف وغابت عن سلوك تلك الشعوب المترفة . في اليمن وحضرموت هنا تجد من بساطة الإنسان ما لم تجده عند الكثير من الشعوب المحيطة بنا ولا زلنا على فطرتنا في الكثير من الأمور وهذه من نعم الله علينا وهي أجمل ما لدينا ويجب علينا المحا فضة عليها ، يذكر لي احد الدكاترة قصة لوفد أتى من المغرب يستفتي في مسألة فقهية من علماء تريم وعند خوله إلى المسجد لصلاة الظهر وجد في حديقة المسجد رجل يحرث الأرض وهو في الأصل الإمام الذي يقصدونه للفتوى وهم لا يعرفونه فسألوه عن الإمام وان لديهم مسألة فقهية يريدون إجابته فيها فقال لهم وما مسألتكم فعرضوا عليه المسألة من باب عدم رده فأفتاهم ورجعوا على إثرهم وقالوا في أنفسهم " إذا كان هكذا عمال تريم فما بالك بعلمائها " والقصص كثيرة عن بساطة اليمنيين والحضارمة وهنا لا يعني هذا عدم وجود الاستثناء وشواذ القاعدة كما إننا في الفترة الأخيرة شابتنا الكثير من الشوائب ومع ذلك فإننا في خير . كما ان لديك عزيزي القارئ الكثير من القصص التي ربما شاهدتها او سمعت عنها عن استعلاء وتكبر وغرور الكثير من الناس والشعوب وهنا قد يقول قائل إنني أعمم من حوادث فردية بل نقول إن هذا السلوك قد أصبح ظاهرة عندهم ولا يستطيع احد نكرانه بل إن عند سفرهم للخارج لا يستطيعون الكشف عن جنسيتهم الحقيقية لما سيلاقيه من رفض من قبل الشعوب المستضيفة له بل إن البعض سيعتدي عليه إن علم انه من السعودية والخليج لما يسمع عن شعوب هذه البلدان من كبر وتجبر وخُلق مذموم وسلوكيات منحرفة يقصدون السفر من اجلها في أكثر البلدان . في الأخير ما أحب قوله إنني لا أتشفي في احد بل اطلب من الله الهداية لنا ولهم والصلاح والسداد للجميع وليعرف جميعنا إن سلوكنا هو عنواننا دون أي شي آخر