بدأت أمس الأحد الدورة التدريبية الخاصة حول (الإعلام الإنساني لمنظمات المجتمع المدني من مرحل التنظير إلى مرحلة الإنتاج)، والتي ينظمها مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية للفترة من (29 يوليو/ تموز) إلى ( 1 أغسطس/ آب) القادم، ويشارك فيها (16) متدرباً و(13) متدربة. وتأتي هذه الدورة ضمن البرنامج التدريبي الثاني لمركز أبحاث الشرق الأوسط، والذي يقيمه تحت شعار (شمعة مضيئة تشعل نور الإنسانية في كل الشموع لتصنع فجراً تنموياً جديداً)، فيما يتولى التدريب الأستاذ وصفي روسان- مستشار الإعلام في المركز الرئيسي بالعاصمة الأردنية عمان. وفي تصريح ل"نبأ نيوز"، قال روسان: أن البرنامج موزع بين مواد نظرية، وأخرى عملية مستوحاة من النماذج الإعلامية المطروحة من الإعلام المسموع والمرئي والمقروء، كما ستتبنى الدورة استبيانات ونقاشات للمادة الإعلامية الواقعية المطروحة في الساحة العربية، والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة بصفة معينة، وبصفة عامة لكل القضايا الإنسانية. وأعرب عن أمله في تقديم تعريف حقيقي للإعلام الإنساني، واضاءات تمثل استراتيجيات التأهيل للإعلام الإنساني، مشيراً إلى أن اليمن تعد أرض بكر للعمل الإنساني ، والإعلامي الإنساني بشكل خاص. من جهتها، أعربت زعفران المهنأ- الأمين العام لمركز أبحاث الشرق الأوسط- ل"نبا نيوز" عن رغبتها في إيصال فكرتها من خلال قصة ترويها، هي قصة صقر،اعتاد الطيران عالياً ، ويرى بشمولية ، وليس لأنه يرى من فوق الى تحت، ونظرته شاملة ليست مرتفعة فهو أطول الطيور عمراً، حيث يصل عمره إلى (70) عاماً، ولكي يعيش هذا العمر كله عليه اتخاذ قرار صعب. وتابعت: فعندما يبلغ الأربعين عاماً تعجز أظافره التي عادة ما تتميز بالمرونة من الإمساك بالفريسة التي هي مصدر الغذاء، إلى جانب منقاره الحاد يصبح شديد الانحناء بسبب تقدمه في العمر، وتصبح أجنحته ثقيلة بسبب وزن ريشه فتلتصق بالصدر ويصبح طيرانه في غاية الصعوبة، لذلك عليه اتخاذ قرار صعب، أما أن يستسلم للموت وأما أن يخضع نفسه لعملية تغيير تستمر 15 يوماً. لذلك فهو يقوم بالتحليق إلى أعلى قمة جبل حيث عشه، ويقوم بضرب منقاره على الصخر بشدة حتى تتكسر مقدمته المعقوفة تماماً، وعند الانتهاء يقوم بالانتظار لينمو منقاره من جديد، ثم يقوم بكسر مخالبه، وعندما تنمو مخالبه يقوم بنتف ريشه القديم فتستمر عملية التغيير، وبعد خمسة أشهر يطير الصقر في رحلة جديدة وكأنه ولد من جديد، ليعيش 30 عاماً أخرى. وقالت: السؤال لماذا نحتاج إلى التغيير؟ أنه في كثير من الأحيان يكون الخضوع إلى التغيير إذا كنا نريد التكيف مع الوقت، فلا بد أن نتحرر من أعباء الماضي والاستفادة من التخطيط لمستقبلنا. وقالت أن هذه الفكرة يستوحي منها مركز أبحاث الشرق الأوسط عدم الاستسلام للسلبيات، وألاّ نخضع لموت أي فكرة جميلة في داخلنا، وأن نقوم بعملية تغيير مهما كانت قوية ومؤلمة، مثل الصقر- ومهما استطعنا أن نضيء من شموع ونحترق فيها وتتلاشى ولكن يظل من يواصل هذه المسيرة ويقود عجلة التغيير.