في أول مواجهة جريئة يكسبها الشباب الاسلامي ضد من يستهدف دينه ومقدساته، أكدت مصادر إعلامية دنمركية أمس أن "مسلمين" ممن يطلق عليهم(Hackers)- أي قراصنة كمبيوتر- قاموا مساء الجمعة بعملية اختراق الكتروني لموقع صحيفة "يولانس بوستن" الدنمركية على الانترنت ، ونجحوا في طمس واجهة الموقع ، واستبدالها بلوحة كُتب عليها بخط عربي كبير (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله)، انتقاماً من الصحيفة لنشرها رسوماً مسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم. وذكرت صحيفة "دانيتش مان": أن حادثة الاختراق لموقع صحيفة "يولانس بوستن" كانت مفاجأة كبيرة لم يكن أحد يتوقعها وتعد أول حرب الكترونية يشنها مسلمون على خصومهم، وتسببت بتدمير برنامج الموقع جزئياً ، واستغرقت الصحيفة في إصلاحه حوالي (18) ساعة ، دونما أن تنجح في إعادة جزء كبير من ملفات الذاكرة. وأشارت أن قلقاً ساد لدى العديد من وسائل الإعلام الدنمركية من مخاوف أن تطول الحرب الانتقامية صحفهم، ويقوم "الهاكرز" المسلمين باختراقها وتدميرها، وهو الأمر الذي دفع "يولانس بوستن" حال إصلاحها الموقع الى نشر رسالة اعتذار باللغة العربية في واجهة الموقع موجهاً للشعب السعودي تؤكد فيه الصحيفة أنها لم تكن تقصد الإساءة للمسلمين ، وأنها تحترم حريات الأديان. ونوهت الى أن السلطات الدنمركية مارست ضغوطاً كبيرة على الصحيفة من أجل إنقاذ الموقف بعد حملة المقاطعة الواسعة للمنتجات الدنمركية التي أعلنها المسلمون في كل مكان، وبعد قيام المملكة العربية السعودية باستدعاء سفيرها في "كوبنهاغن" محمد بن إبراهيم الحجيلان. وبحسب الرسالة المنشورة على موقع الصحيفة الدنمركية- والتي اطلعت "نبأ نيوز" عليها- فإن "كارستن يوستي" رئيس تحرير صحيفة "يولانس بوستن" كتب اعتذارا بالعربية معنوناً الى"مواطني المملكة العربية السعودية" أشار فيه إلى أن ثمة "سوء تفاهم" حصل حول "الرسومات للنبي محمد والتي أدت إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية في بلدكم". وأشار إلى أن هذه الرسومات نشرت قبل 4 أشهر ضمن حوار دنمركي حول حرية التعبير وهو "حق نعتبره مهم جدا في الدنمارك". وأضاف بأن هذه النشرة "صورت وكأنها حملة ضد المسلمين في الدنمارك والعالم الإسلامي، وهذا "ما أريد تصحيحه". وأكد بأنه "لم يكن بقصد الصحيفة أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية ولكن للأسف هذا ما حدث فعلا. ولكن بدون قصد". "ونحن قد تأسفنا عدة مرات في الأشهر الماضية في صحيفتنا، في الصحف الأخرى، في التلفزيون، في الراديو، ووسائل الإعلام العالمية.وختم بأنهم في "يولانس بوستن" يشعرون "بالأسف لأن الموضوع قد وصل إلى هذا الحد ولذلك نعيد ونقول إنه لم بقصدنا أن نسيء لأحد، ونحن نعتقد مثل باقي المجتمع الدنمركي باحترام حرية الأديان". وكانت صحيفة "كارستن بوستن" الدنماركية نشرت في الثلاثين من سبتمبر (12) رسما كاريكاتوريا أثار غضب المسلمين في الدنمارك وشتى بقاع المسلمين خصوصا وان النبي محمد يظهر في واحدة منها معتمرا عمامة على شكل قنبلة، ثم قامت صحيفة "مغازينات" النرويجية في 10 يناير الماضي بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية ال12 للرسول, بدعوى "حرية التعبير".