أعلنت جماعات انفصالية في عدن - تحضى بدعم وتأييد أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة)- عن إلغاء مسيرة كانت تعتزم تنظيمها صباح اليوم السبت احتفالاً بعيد الجيش الذي كانت تحتفل به الدولة الشطرية قبل قيام الوحدة اليمنية. ويأتي إلغاء هذه الجماعات- التي تتخذ من قضايا المتقاعدين العسكريين مظلة لأنشطتها الانفصالية- للمسيرة في أعقاب بيان أصدرته اللجنة الأمنية بمحافظة عدن، وأكدت فيه أنها لن تسمح بتنظيم أي مسيرة أو مظاهرة إلا بعد حصول منظموها على الترخيص المسبق وفقا لأحكام القانون اليمني. وقال البيان: "إن هذا الإجراء يستند إلى أحكام و نصوص الدستور والقانون التي تمنع قيام مثل هذه الأعمال إلا بتصريح مسبق"، مؤكدا "إن اللجنة ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد من يحاول الالتفاف على القانون تحت أي شكل أو مسمى بغرض زعزعة الأمن والاستقرار". ودعا المواطنين إلى "عدم الإنجرار وراء الدعوات الهادفة إلى الإخلال بالأمن وإقلاق السكينة العامة والسلم الأهلي"، مثمناً "ما يتمتع به أبناء محافظة عدن من وعي وسلوك حضاري وإدراكهم لما يراد من وراء الدعوات لمثل هذه الفعاليات، وتوظيفها لمصالح شخصية ضيقة وأنانية لا تخدم استقرار الوطن وتطوره". هذا وكانت الجماعات الانفصالية التي يقود فصائلها كلاً من ناصر النوبة، وحسن باعوم، وحيدرة مسدوس، قد نجحت خلال اجتماعات اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي التي عقدت مؤخراً في إقصاء العناصر المعتدلة في الحزب الاشتراكي، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الدكتور ياسين سعيد نعمان، بعد تخلي قيادات مقربة منه عنه، والانحراف بالحزب نحو المسار الانفصالي. وقد دفع ذلك بالأمين العام إلى مغادرة الوطن إلى دولة الإمارات، مقاطعاً الجلسة الختامية للجنة المركزية. ويعد التجمع اليمني للإصلاح- تيار إسلامي- من أكبر الداعمين لتوجهات هذه الجماعات الانفصالية، والمروجين لخطاباتها السياسية بعد خلاف إيديولوجي طويل معها، اتخذ مسار الفتاوى التكفيرية تارة، والمسار "الجهادي" في حرب عام 1994م تارة أخرى.