رمضان شهر كريم، وكرم شهر رمضان يأتي من الفرص الهائلة التي أمامنا في هذا الشهر بالذات حين يغدق علينا بفضله، وعندما هل علينا رمضان اعتقدت أن كثيرا من الكتاب والصحافيين في هذه الأيام سوف يراعون ضمائرهم ويتخلصون من مرض في نفوسهم كانوا يبثون سمومه في تلك الأيام قبل شهر رمضان. لقد أزعجونا في مقالاتهم وكتاباتهم ومبالغاتهم وتحريضهم المباشر وغير المباشر، ولقد وقفوا وبكل انحياز واضح إلى جانب طرف ضد طرف في قضايا لن ننكر وجودها حتى لا يتهموننا بأننا أيضا منحازون للسلطة. ولكن نقل الصورة بهذه الصورة لن أقول عليه إلا انه تحريض وفتنه مقصودة، وأحداث مبالغ في وصفها وزيادة تأزم لمعيشة الشعب، واستغلال للحرية التي تتمتع بها اليمن ولكن وفق منطق مقلوب واستغلال سئ لكل أوجه الاختلال الموجودة فعلا لكن في كل المجتمعات وكل الدول المجاورة وغير المجاورة مع سابق الإصرار والتخطيط. ولقد بالغوا كثيرا في نقل الحقيقة والأحداث، وقلبوا الصورة وسموا التخريب والتظاهر والفوضى مظاهرة سلميه للتعبير عن مطالب وحقوق. ونشروا عبر وسائل الإعلام التي تنحاز لهم أن الآلاف قد خرجت للتظاهر، ولا ندري هل هم بالألوف أم بالمئات !؟ وأصبحت المئات ألوف في نظرهم بقدرة قادر حتى يكون وقع الخبر على الرأي العام مزلزل ومخيف عند ذكر الآلاف. وأطنبوا في الوصف والنقل الغير برئ بتاتا عن كل حدث وتظاهره، وكانت أخبارهم تأخذ الصدارة في صحفهم وأصبحوا بقدرة قادر أعلى بوقا من أبواق المعارضة. وذهبوا إلى ابعد من ذلك وبدأوا لا يميزون في من تظاهر بشكل قانوني وغير قانوني، وان السلطة قد واجهت المتظاهرين بالقوة، ولم يشار إلى قانونية التظاهرة ومصدر التراخيص التي حصلوا عليها لإقامة المسيرات. والمتابع لنشر أخبار صحيفة "الأيام" يجد التركيز في الواجهة على أحداث ومسيرات واعتصامات واحتجاجات وقطع طرق وإشهار أسلحه في وجه الأمن ونقاط الأمن، ولا يجد شي يسر الخاطر من أخبار الدولة أو المناطق الأخرى من البلاد، رغم تسابق المستثمرين والشركات للاستثمار في اليمن تلك هي أخبار"الأيام". ولا ادري كيف ستكون وجهة نظر المستثمر أو الذي يود أن يستثمر عن أحوال البلاد والعباد حيث ستختلط عليه الأمور بعد قراءة "الأيام" هل هذه اليمن أم هي الصومال !؟ عجيب ما يحدث في تلك الأيام ومن المبكي المضحك أن تجد من يتظاهر ويعتصم وينادي بالمطالبة عن حقوق ويرفق بيانه بالدفاع عن "الأيام". ومن بعض الهذيان انك تقرأ أن المواطنين في المكلا انزعجوا من طلعات الطائرات التدريبية العسكرية في سماء المكلا وان كثيرا من كبار السن والأطفال قد أصابهم الذعر، هذيانا وسخفا وهراء وهجوما ونقدا ليس له أي تبرير إطلاقا، إلا إذا كان الهدف منه هو الهجوم على الدولة والقوات المسلحة، ( ورا الخيل يا شقرا ). ولا ادري هل من ينشر خبر مثل ذلك عاش في مدن أخرى من العالم، حتى يظهر علينا بتلك السخافات أم أن وراء الأكمة ما ورائها !؟ أم إننا مجبرون لقراءة أطفال الصحافة والحقيقة أنهم شياطين الصحافة. هل هذه صحافه أم إثارة مدمرة و متعمد، القصد منها إثارة البلبلة وزرع نبتة الحقد والكره للدولة والقوات المسلحة ، وهل يعرف من ينشر مثل تلك الأخبار أن الدول تستأذن من سكان المدن قبل مرور الطائرات ألعسكريه للتدريب !؟ ويحدد لها المواطنون مسافة الانخفاض. لا ادري من أية كلية إعلام يتخرج هؤلاء الكتاب؟ أم أن من استطاع الحصول على شهادة الثانوية وعرف كيف بصيغ الخبر أصبح صحفيا! إن أمثال ذلك أصبح يحمل قلما بدلا أن يشع بقلمه بنور المعرفة نجده يشع بإشعاعات مدمره لوحدة المجتمع والسكينة، لقد ابتلينا بعشرات من أمثال هؤلاء والمؤلم أنهم يساهمون في صنع الرأي العام. ويبدو أن هؤلاء قد نسوا في معمعة الأحداث التي صنعوها أن نادي التلال العدني قد هبط للدرجة الثانية، واستغرب كيف لم يستغلوا هذه الفرصة لتوجيه الاتهام لأهلي صنعاء أو لاتحاد كرة القدم لإضعاف النادي والتسبب في هبوطه حتى يخلو الجو لأندية الشمال على حساب أندية الجنوب. وآخر ينقل لنا قبل بضع أسابيع أحداث معركة، بين رجل امن ومواطن كان التيس سببا في إشعالها، هل هذه صحافه أم هراء! قصد به الكاتب المساهمة في صنع البلبلة وإثارة الأنفس على الأنفس الأخرى. وأتى من يتحدث في هذه الأيام ويخبرنا أن إطلاق نار ومجزره حصلت في المكلا بين جندي من آهل المكلا وجنود ليسوا من أهل المنطقة أسفر عن إصابات أوشكت أن تكون مجزره لولا عناية الرحمن. لماذا التركيز على هذه النعرات المناطقية والطائفية والتي يمقتها كل محب لوحدة أي مجتمع في اليمن وفي غير اليمن، لان التركيز على هذه الاسطوانة يمهد الطريق لإيجاد فتنه وتجزئه لأي وطن على وجه الأرض. بالله عليكم أين تكمن أهمية ذكر أن هذا الجندي ينتمي إلى منطقة حضرموت والآخرون من منطقة ثانيه!؟ لماذا الإشارة إلى منطقة هذا ومنطقة ذاك بهذه الصورة المتخلفة والعنصرية المقصودة !؟ عندما قرأت ذلك على الانترنت ظننت نفسي اقرأ صحف المدارس الإعدادية والتي كنا نطبعها على الاستنسل. لا أظن إن من نشر تلك الأخبار بهذه الحصافة والذكاء والدهاء، ولا أظن إلا انه ملئ بالحقد والكراهية لآخرين، وعند ذلك لن تكون هذه إلا صورة من السخافة وبعيد كل البعد عن الصحافة. كنا نكن لكثير من الناس في هذه الأيام كل الحب والاحترام للقلم الذي يحملونه، ولكن بعد أن انكشف المغطى وبانت الأمور، سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه السوداء تحملق على الوطن وتهدد وحدته واستقراره، بدل أن تساهم في نشر الوعي والمفاهيم السامية للبشر والنقد الهادف الصادق البناء نجد الانحرافات تأخذ إشكالا عدة ليس اقلها تأزم الأنفس وإثارة الفتنه واستغلال مشاعر من تضرر. لا ادري بأية حجة أن يأتي مجاميع من شبوة أو من أبين ويريدون التظاهر في عدن هل يحتاج الإصرار على مكان التظاهر إلى تفسير!؟ ويأتي احد أبناء محافظة حضرموت ويضع السؤال خلف السؤال أن الذي حدث في المكلا من عنف ليس من شيمة أهل حضرموت، وكأنه يقصد أن السلطة أو من أتوا من مناطق أخرى هم الذين أحدثوا ذلك العنف. وأنا من حضرموت وأؤيد ما يقوله في هذا الجزء فقط، انه ليس من شيم أهل حضرموت أن يصدر منهم عنف وتخريب وسلب للمتاجر العامة والخاصة نتيجة المسيرة التي أقاموها وتزعمها رموز كتبوا أسمائهم في التاريخ الماضي الأسود بدم الشعب، لكن أود التذكير أن الذي حصل في عدن قبل شهر رمضان ليس من شيم أهل عدن الحقيقيين. وحتى لا يبتعد كثيرا في ذهنه فليس من شيم أهل صنعاء وذمار أن يصنعوا ذلك فليبحث عن المتسببين فهم من مكان قريب منه. كنا نفتخر ونفرح بديمقراطيتنا وحريتنا في سابق "الأيام"، ولكننا بعد أن رأينا هذه الأيام قد تم خطفها من رموز الاشتراكي ومن والاهم أصبحنا نخاف على أنفسنا وعلى اليمن من هذه "الأيام". وكنا ندافع عن تلك "الأيام"، أما وقد ظهرت نيوب الليث بارزة وظنناه يبتسم فيبدو أن شياطين الصحافة لم يقدر عليهم حتى شهر رمضان. [email protected]