عيد بطعم القات.. هكذا يكرر الحال نفسه في اليمن كل عام .. لا جديد في عيد اليمن غير التخزينة التي يرتفع مؤشر بورصتها في أسواق القات مع تباشير قدوم يوم العيد إلى أسعار خيالية.. فالفقير الذي لا يتجاوز دخله الشهري أكثر من 100 دولار قد يضاعف من قيمة شراءه القات في أيام العيد التي تمتد مع سبلتها أياما في اليمن.. وهناك من الأغنياء من تبلغ فاتورة القات العيدية عنده إلى عشرة آلاف ريال وعشرون ألف ريال.. وهناك فقراء يصرفون في أيام العيد ما حوشوه من دراهم في سنتين خلال أربعة أيام..! شخصيا اعرف أناس يصرفون على القات كل ما يملكون في مناسبة العيد ويحرمون أبناءهم من مصاريف وكسوة العيد ويضطرون إلى الاستدانة بعد انقضاء فترة العيد للعودة إلى المدن التي يعملون بها. وإذا كانت التقارير تشير إلى أن حجم ما ينفقه اليمنيون على التخزينة يقدر ب340 مليار سنويا في الأيام العادية، فلاشك إن حجم ما ينفقه اليمنيون على التخزينة في أيام العيد فقط قد تساوي هذا الرقم ويزيد..!! وبقي القول: إن الدولة التي منوط بها مضاعفة إقامة المتنزهات والحدائق للناس كبديل لعادة تعاطي القات المدمرة ستجد صعوبة في أن يتقبل الناس فكرة الذهاب إلى هذه الحدائق بدون تأبط أكياس القات لان متعاطي القات يبحث عن بديل ليس للقات، وإنما عن بديل مكاني للمنزل يتعاطى فيه القات!! فالحدائق والمتنفسات والبحار والأنهار والجبال تمتليء بمتعاطي القات، ولم تكن بديلا لمسألة تعاطي القات.. وكل سنة واليمن أسيرة القات إلى اجل غير مسمى، وشعبها "مخزّن" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!!