• النائب نبيل باشا: نحن أمام كارثة حقيقية..! • مساعد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان: الزيادة السكانية يمكن أن تكون عامل تدمير للمجتمع....وناقوس الخطر قد دق مرتين ونرجو ألا تضيع الفرصة للمرة الثالثة!! نظمت الأمانة العامة بالمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان أمس الاثنين لقاء خاصا بأعضاء لجنة الصحة العامة والسكان بمجلس النواب وعدد آخرين من أعضاء المجلس تم خلاله استعراض نتائج الدراسة الحديثة (الرابيد) الخاصة بالمخاطر المترتبة على الزيادة السكانية خلال الأعوام القادمة على القطاعات: الاقتصادية والصحية والتعليمية، والطاقة، والموارد المائية، والأمن ونصيب دخل الفرد وغيرها من المجالات الأخرى. ويأتي هذا اللقاء في إطار التحضيرات الجارية للمؤتمر الوطني الرابع للسياسات السكانية والمقرر انعقاده في الفترة من (10-12) من الشهر القادم، ومن أجل مزيد من الوعي بالقضايا السكانية وحشد المناصرة والتأييد لتجنب العواقب الناتجة عن النمو السكاني الحالي، والمقدر بحوالي 3.02 %. وفي بداية اللقاء تحدث الدكتور/ سمير خيري سكرتير اللجنة عن أهمية القضايا السكانية وتأثيرها على سائر القطاعات المختلفة، وأن الجميع يلمس المشاكل الصحية بشكل يومي، مؤكدا على أن قلة الموارد في اليمن تضاعف من حجم المشكلة السكانية، منوها على الدور الهام المنوط باللجنة والبرلمان القيام به إزاء هذه القضية المجتمعية الهامة. في حين أكد الأستاذ/ أمين معروف الجند أمين عام المجلس الوطني للسكان على حرص المجلس على الالتقاء باللجنة وأعضاء البرلمان لإطلاعهم على أهم المستجدات الخاصة بالقضايا السكانية نظرا لدورهم البالغ الأهمية في هذا المجال، مشيرا إلى أن هناك مؤشرات جديدة حدثت جراء النمو السكاني وأثرت على القطاعات الأخرى، وأن المؤتمر القادم سيضع خطة تنفيذية لمدة ثلاث سنوات قادمة. أما النائب البرلمان نبيل باشا- رئيس اللجنة الخارجية بمجلس النواب- فقد وصف الوضع في حال استمرار الزيادة السكانية على ما هي عليه الآن "بأننا قادمون على كارثة حقيقية"، وأردف قائلا: بأن هذا لا يعنى أن الصورة سوداوية، ولكن يدعونا إلى العمل فنحن بلد قليل الموارد ونمونا السكاني مرتفع، مضيفا بأن هناك دور وطني للمجلس الوطني للسكان، ولكن المسألة ليست مهمته فقط فلا بد من تضافر جهود القيادة السياسية والأحزاب السياسية والعلماء، فإذا لم تتضافر الجهود فنحن لن نحقق شيئا في هذا المجال، مشيرا إلى أن معالجة القضية السكانية ينبغي أن يتم في إطار منظومة متكاملة، فالمؤشرات الحالية تدل على أن الوضع ليس في تحسن، فالأرقام الخاصة بموازنات الدولة تقل كل عام عن السابق، على حد قوله، ومن ثم؛ فأمامنا مسيرة طويلة وصعبة وعلينا أن نعمل مع الجميع، فإذا لم تعالج القضية السكانية فلن تتحقق التنمية. ووصف الدكتور/عبد الباري الدغيش- عضو لجنة الصحة العامة والسكانية بمجلس النواب- العرض المقدم بأنه مفيد للبرلمانيين بوصفهم راسمو السياسات، وما قدم من أرقام يدعو إلى التوقف المسئول أمامها، فالعالم ينظر اليوم إلى التعليم والصحة بأنهما استثمار وليسا خدمة فحسب، وسكان الجمهورية اليمنية هم في سن يسمح بالاستثمار فيهم، على حد رأيه. من جانبه اعتبر الدكتور صالح الشيخ مساعد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان نتائج التحليل المقدم بأنه ناقوس يدق الخطر، مضيفا أن من ما يؤسف له بأن هذا الخطر قد دق مرتين أثناء المؤتمر الوطني للسياسات السكانية في عام 1996 و2002، وهذا يعنى بأن هناك فرصة ضائعة ونرجو ألا تضيع هذه الفرصة مرة أخرى، على قوله، وفيما يتعلق بالأرقام التي انتهى إليها تحليل "الرابيد" وقدمت في هذا اللقاء فقد وصفها "الشيخ" بأنها مفزعة جدا، مؤكدا على أن هذه النتائج قد تم التوصل إليها من خلال أساليب وأدوات علمية معروفة، ومن ثم فهي بمثابة حقائق، وتغني عن عشرات المحاضرات وعددا من الكتب، على حد وصفه. وفيما يتعلق بالسياسات السكانية نوه "الجند" إلى أن السياسية السكانية لليمن قد حازت على المرتبة الثالثة بالنسبة للمنطقة العربية وفق تقييم "الإسكوا"، في حين أشار "الشيخ" بأن اليمن هى من أولى الدول التي تبنت سياسة سكانية، ومن ثم فالمشاكل معروفة وحلولها أيضا، ولكن القصور، من وجهة نظره، يكمن في جانب التنفيذ، مؤكدا على أن المشكلة السكانية اليوم هي من التضخم بحيث أصبحت تحتاج إلى تدخلات سريعة كتخصيص موازنة للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في ضوء ميزانية الصحة، إضافة إلى الحاجة إلى تشريعات تدعم مثل هذه الخدمات، وانتهى "الشيخ" إلى أن الزيادة السكانية يمكن أن تحمل عامل تدمير لمجتمعاتها، وخطط التنمية لن تكون ناجحة ما لم تؤخذ المؤشرات السكانية بعين الاعتبار. يذكر بأن هذه النتائج قد سبق تقديمها لمعالى نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي الأستاذ/ عبد الكريم الأرحبى، ومن المنتظر تقديم هذه النتائج لأعضاء مجلس الشورى، وقيادات التخطيط، ورجال الصحافة والإعلام نظرا لدورهم الهام في نشر الوعي بمخاطر هذه القضية المجتمعية الهامة.