دعا خطيب الجامع الكبير صباح اليوم الأربعاء- في الخطبة الرسمية التي حضرها الرئيس علي عبد الله صالح- جميع اليمنيين إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً وعدم التفرقة، والاتعاظ ممن حولهم من البلدان التي آلت أمورها إلى الشقاق، محذراً من الذين يشيعون الفرقة، وتبويب الوحدة، ويقطعون سبيل المعروف. وحث على تسليح الأجيال بالعلم والمعرفة، مؤكداً أن "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، وأن من الأهمية بمكان توجيه الاهتمام أيضاً بالصحة العامة للسكان، والخدمات الأساسية لأبناء المجتمع، وتخفيف الأسعار، مبدياً استياءً كبيراً من تصاعد الأسعار نتيجة جشع بعض التجار ممن "لا يألون بالمواطن إلاً ولا ذمة". ودعا أيضاً إلى توجيه الجهود نحو ضبط أعمال القضاء، وتشجير الأرض، وبناء السدود وتعميرها، وفتح مجالات الاستثمار التي من شأنها الحد من الفقر والبطالة ، وكذلك إلى تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية. وشدد الخطيب على ضرورة قمع دار المفسدين بقوانين صارمة، مشيراً إلى ما تم إقراره من قانون لجنة مكافحة الفساد، وقانون المناقصات، وقانون الذمة المالية والتي يجب تفعيلها لدحر الفساد والمفسدين. وأكد خطيب الجامع الكبير بصنعاء في خطبة عيد الأضحى على ضرورة تكاتف الجهود وتلاقي الرؤى والتشاور بين مختلف القوى في سبيل الوفاق من أجل النهوض بالأمة ، فأمر المسلمين شورى بينهم ، وأن ذلك سيساعد على ضبط الأمور ومكافحة الفساد. وقال أنه "لا تنمية لولا اعمار الأمن، أمن شامل واستقرار دائم ووحدة وتلاحم، ويكفي أن ننظر إلى الواقع الذي حولنا لنرى ما آلت إليه بعض البلدان نتيجة الخلاف والشقاق، فاعتبروا يا أولو الأبصار واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". وخاطب المصلين قائلاً: "أجيبوا داعي الله ، واعتصموا بحبل الله جميعاً، واعلموا أن ولاء كل مسلم ينبغي أن يكون قبل كل شيء لله ورسوله – إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا- فيا أيها الناس ليكون انتماءكم إلى بلدكم ووطنكم ، واحذروا التنازع والتناشر، واجمعوا أمركم ، ووحدوا صفكم ، فإن وحدتكم هذه من الإيمان والدعوة إلى الفرقة من الشيطان، فلا تكونوا ممن فرقوا دينهم وصاروا شيعاً". وحذر من الذين اظلموا، فقطعوا السبيل، وأشاعوا فرقة، وتبويب للوحدة، ومصالح العباد، وأشاعوا الفساد.. مختتماً خطبته- التي بدت هذه المرة موضوعية، وفي إطارها الوطني الطبيعي الخالي من الغمز واللمز- بالدعوة إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً، وصلة الأرحام، والإحسان بالأضاحي على ذوي الحاجة من الفقراء والأيتام والمحتاجين.