فيما استقبلت جموع اليمنيين فجر عيد الأضحى بالتكبير والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء، وطلب رضاه بالتسابق على أبواب الفقراء بلحوم الأضاحي، دشن التجار يوم العيد بالإعلان عن زيادات سعرية جديدة، شملت معظم المواد الغذائية والزيوت والسجائر، وسط استياء شعبي عارم من الانحدار الأخلاقي الذي نزل التجار مدارجه. فقد ارتفعت أسعار الزيوت بمختلف أنواعها مع التكبيرة الأولى لصلاة العيد ما بين (120 – 150) ريال عن سعرها السابق، وارتفع سعر كيلو السكر، والرز ما بين (10- 20) ريال، وأسعار الشاي ما بين (20 – 30) ريال، فيما فجرت المكرونة والشعيرية مفاجأة تاريخية، حيث ارتفع سعر كيس الشعيرية من (80) إلى (140) ريال، والمكرونة من (90) إلى (140) ريال. كما ارتفعت أسعار السجائر (الروثمان/ الكمران) بمقدار (20) ريالاً على سعر العلبة الواحدة. وقد شهد السوق فوضى سعرية تفاوتت فيها الزيادات من متجر إلى آخر، حيث قام البعض بمضاعفة الزيادة مستغلاً في ذلك مناسبة العيد، وإجازة الأجهزة الرقابية الرسمية، والمجالس المحلية، وغياب أي خطط لعمل أجهزة مناوبة. وأفاد أصحاب البقالات خلال جولة استطلاعية قامت بها "نبأ نيوز" بأن الموردين هم الذين فرضوا عليهم الأسعار الجديدة، وطافوا على محلاتهم عشية يوم عرفة، وأبلغوهم بأن عليهم البيع بالتسعيرة الجديدة.. وأكد بعض أصحاب البقالات أنهم يشعرون بإحراج وخجل شديد عندما يخبرون الزبون بان سعر الحاجة التي يعتزم شراؤها قد ارتفع، لأنهم – على حد قولهم- يرون على وجوه الناس الدهشة والإحباط، ويسمعون تذمرهم واستيائهم الشديد، وأحياناً يشتمهم البعض بكلمات نابية. وعلى صعيد متصل، فإن ارتفاع الأسعار المفاجيء تزامن أيضاً مع ارتفاع شديد بأسعار الخضروات بجميع أنواعها، والذي تشهده جميع المدن اليمنية منذ حوالي الأسبوع نتيجة للانخفاض الشديد بدرجات الحرارة، وتسبب "الصقيع" بإتلاف بعض المنتجات، وكذلك الحد من حركة تنقل المزارعين بين قراهم والأسواق التي يوردون إليها محاصيلهم. فقد ارتفعت أسعار البطاطا، والطماطم خلال أسبوع ما بين (50- 70) ريال في سعر الكيلو غرام الواحد، وسجلت الكوسا والباذنجان ارتفاعاً أدنى بحوالي (30) ريال في الكيلو غرام الواحد.. وشمل ارتفاع الأسعار أيضاً مكونات السلطات كالنعناع والشمار والكزبرة والكراث والجرجير التي ارتفعت أسعارها إلى الضعف تماماً. وفي الوقت الذي تجاهل المواطنون الحديث عن ارتفاع أسعار الخضروات باعتباره مرتبطاً بالموسم وظروف المناخ، فإنهم امضوا لقاءات اليوم الأول من العيد بالتذمر الشديد من قيام التجار برفع أسعار المواد الغذائية الأساسية، منهالين عليهم بالسباب واللعن، وقد علق أحد المواطنين بالقول: (المسلمين تقربوا إلى الله بالأضاحي وتجارنا تقربوا إلى جهنم برفع الأسعار)!