افتتح سعادة السفير محمد طه مصطفى سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المتحدة البريطانية معرض "الفحم واللبان وصمغ المر" في متحف ويستون بارك في مدينة شفيلد. وألقى سعادة السفير كلمة في حفل الإفتتاح- الذي حضره جمع غفير من أبناء الجالية اليمنية واصدقائهم من مدينة شفيلد وخارجها- أكد فيها أن هذا المعرض جاء ترجمة للعلاقة الطيبة بين البلدين، مشيدا بعمق علاقات التواصل الثقافي والسياسي والاجتماعي بين الشعبين والبلدين الصديقين، معربا عن اعتزاز قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بإسهامات أبناء اليمن وتفاعلهم الايجابي ضمن المجتمع البريطاني، وتواصلهم الدائم مع وطنهم الأم ودورهم في نهضته ورفعته. وأشار الأخ السفير الى أن مثل هذه المعارض والأنشطة الثقافية تساعد على تعزيز العلاقة بين الشعبين والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب، مشيداً بالجهود التي بذلتها مجموعة متاحف شفيلد لإنجاح هذا المعرض والتعريف بثقافة اليمن واليمنيين في بريطانيا، كما شكر الجالية اليمنية على تعاونها مع منظمي المعرض وتمنى في ان يسهم المعرض وصور المناظر اليمنية الجميلة فيه في تشجيع اصدقاء الجالية اليمنية من البريطانيين على زيارة اليمن والتعرف على ثقافتها عن قرب. من جانبه رحب السيد "نِكْ دُد"- المدير التنفيذي لمجموعة متاحف شفيلد- بسفير اليمن والحضور، ثم استعرض تاريخ الهجرة اليمنية الأولى إلى بريطانيا في أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر كما تحدث عن عمل اليمنيين على متن السفن التجارية البريطانية واسهاماتهم في انعاش الاقتصاد البريطاني من خلال سد الفراغ الوظيفي الذي كان يشهده القطاع الصناعي في تلك الفترة، مستدلاً بصور التقطت لعمال يمنيين على السفن البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر بالاضافة الى صور التقطها المصور الوثائقي "تيم سمث" في ثمانينيات القرن الماضي لعمال يمنيين يعملون في مصانع الحديد البريطانية. واشاد رئيس الجالية اليمنية في شفيلد السيد صالح النود بالرعيل الأول من أبناء الجالية اليمنية والجهود التي بذلوها لتعريف البريطانيين بكفاح الانسان اليمني واخلاصه في عمله وتعريفهم باليمن ارضا وانسانا وحضارة، كما تحدث عن الاندماج لابناء الجالية اليمنية في المجتمع البريطاني وأكد ان على الجانبين العمل معاً لانجاح عملية الاندماج والتعرف على ثقافة الآخر لينعم الجميع بحياة أكثر تفاهما واستقرارا. وعلى هامش المعرض تحدث السيد "كيم ستريتس" أحد مسؤولي المتحف عن المعرض قائلاً " الهدف من المعرض هو إبراز ثقافة "الوطن وحب الإنتماء إليه"، بالإضافة إلى التعرف على اسهامات اليمنيين في الحياة الثقافية البريطانية. وأضاف "حاولنا من خلال هذا المعرض التركيز على الجانب البريطاني من حياة الجالية اليمنية وكيف انهم تركوا أهلهم وأصدقائهم في اليمن والمجيئ للعيش والعمل في بريطانيا". وقد كان اسهام الجالية اليمنية في انجاح هذا المعرض واضحاً من خلال الملابس والمجوهرات اليمنية وبعض المقتنيات الشخصية المعروضة في المعرض، ومن المفارقات في حفل الافتتاح رسالة من أحد أبناء الجالية اليمنية المتقاعدين عوض بن عوض حسين المقيم حالياً في اليمن وجهها لأصدقائه في مدينة شفيلد قال فيها " أخبروا اصدقائي في شفيلد اني مازلت حياً، وأني أشتاق إليهم وإلى مدينتهم دائماً. وسيستمر المعرض الى منتصف ابريل المقبل، حيث ستتخلله ندوات ثقافية عن واقع الثقافة اليمنية بالاضافة الى انشطة ترويجية للسياحة اليمنية.