أكد سعادة مايكل كلور بيرشتولد- سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء- أهمية جهود إعادة تأهيل المواقع الأثرية اليمنية في الجذب السياحي، بما ينعش الاقتصاد اليمني، وكذلك بما ينعكس على سمعة اليمن بوصفها امة غنية بحضارة عريقة. جاء ذلك في كلمة ألقاها مساء أمس الاثنين على هامش مؤتمر صحافي في مبنى معهد الاثار الألماني بصنعاء، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتاسيس المعهد بصنعاء. وقال السيد بيرشتولد: إن "النجاحات التي حققها المعهد بفضل العلاقات الوطيدة التي جمعت ألمانياواليمن منذ أواخر ستينات القرن الماضي، وما كان يمكن لليمنيين أن يطلعوا على آثارهم في مأرب وصرواح، وموروثهم الحضاري لولا هذا الانجاز الالماني". واشار الى أنه "بجانب الاهمية العلمية التي يمثلها معهد الآثار، فإنني أركز على ناحيتين، الاولى هي الناحية السياحية حيث ان إعادة تأهيل هذه المناطق الاثرية من شأنه إستقطاب السياح اليها، والناحية الثانية هي أن السياحة ليست وحدها المهمة بل سمعة اليمن على الصعيد العالمي ستكون أكبر بكثير باعتبارها أمة غنية بالحضارة العريقة، والعالم ينظر اليها كأمة كونت لها ثقافة حضارية واجتماعية خاصة بها.." ونوه الى أن المدن الثرية اليمنية "ترمز أيضاً الى دولة عصرية متحضرة وهي الجمهورية اليمنية، فقد جاءت معبرة عن دولة الوحدة التي تجمع كافة أبناء الشعب اليمني، وتعكس أهمية خاصة لكافة أبناء الشعب، حتى صارت شعارا تحمله العملات الوطنية، وشركات التأمين وحتى شركات السجائر". وهنأ سعادة السفير المعهد على ما أنجزه، مؤكدا دعم الحكومة الالمانية لعمل المعهد في اليمن خلال الفترة القادمة. من جهته، تحدث البروفسور هيرمان بارزنجر- مدير معهد الآثار الألماني "الرئيسي"- الذي يزور اليمن بمناسبة الذكرى الثلاثين لتاسيس المعه بصنعاء، عن طبيعة نشاطات معهد الاثار الالماني، وقال انه عالمي مشهور على نطاق واسع بسبب أن طبيعة عمله لا يعد علماً داخليا بل بحث عالمي. وأشار الى أن المعهد تأسس منذ حوالي (180) عاماً ولديهم مكاتب تمثيل في عواصم كثيرة من العالم تترجم نشاطاته مدى اهتمام أوروبا بالثقافة العالمية، وهو يمتد اليوم من جنوبأمريكا الى الصين، منوهاً الى أنه ما كان بالامكان أن يتوسع نشاط المعهد لولا التعاون مع السلطات وتبادل الخبرات والخبراء. وقال السيد بارزنجر: لدينا مبدأ عام هو أن كافة الحضارات ذات قيمة واحدة، وكل حضارة تتطلب بحوث خاصة بها.. والمبدأ الأخر هو الاحترام المتبادل للثقافات فاذا لم تحترمها لا تستطيع أن تبحث فيها وتحقق إنجازاً. وأضاف: إن اليمن تتمتع بارث حضاري واسع وعميق ورغم ان لدينا مكتب صغير إلاّ أنني أؤكد على أهمية اليمن لانها تتوسط حضارات عديدة منها حضارة افريقيا وحضارة بلاد الرافدين.. ورغم مرور 30 عاماً فغننا نامل أن نواصل عملنا لسنوات قادمة. وأعرب عن شكره للحكومة اليمنية على دعمها ولولا هذه الشراكة والتعاون لما تحقق شيء. الدكتور ريكاردو آيشمان- مدير قسم الشرق الأدنى لمعهد الآثار الألماني- تطرق الى المهام التي يقوم بها معهد الآثار الالماني في مجال التنقيب والترميم، والتطور الذي شهده، وتركز في تركيا وايران ولبنان وسوريا والأردن والعراق والسعودية وعمان واليمن- لأنها دول تتمتع بإرث حضاري متنوع وحضارات قائمة بذاتها. وأشار الى أن المجتمع الخلاق هو الذي يقدم للحضارة أشياء جديدة على مرّ التاريخ وانها حققت انجازات في الاقتصاد والثقافة ومختلف جوانب الحياة بما جعلها مجتمعاً مبدعاً، داعياً الى أن تستفيد كل أمة من إرثها الحضاري. وكانت الدكتورة إيريس جيرلاخ- مديرة مكتب معهد الاثار الألماني بصنعاء- استهلت تقديمها للحفل بالتأكيد على أن هناك سببان لعقد المؤتمر الصحافي، الأول على شرف زيارة وفد المعهد الالماني- الرئيسي- والثانية الاحتفال بالذكرى الثلاثين لافتتاح مكتب معهد الاثار اليمني بصنعاء. وقالت: إن المعهد بصنعاء تأسس عام 1978م، ليركز نشاطه في مأرب، حيث يقوم بأعمال التنقيب والترميم وبالاخص في عرش بلقيس، والمهمة ليست فقط التنقيب والترميم بل إعادة تاهيل تلك المناطق لتصبح منطقة جذب سياحي، وهو ما يتم بالتعاون مع صندوق التنمية الالماني. واشارت الى أن المعهد يقوم أيضاً بأعمال تنقيب شمالي اليمن، خاصة في جبل العود، حيث أن الحضارة هناك تأثرت بالحضارة الرومانية، ونحن نركز على ما تركته حضارة سبأ من معالم اثرية. واشارت الى أن المعهد تواصل مع الحكومة اليمنية والشركات النفطية– منها إل. جي.- بأن تتحرى الدقة في عملها، وطلبت منها أن تتدخل لحماية الاثار! وأكدت: أن 30 عاماً تكون لدينا خلالها طيف يمثل مختلف الانجازات العلمية والتأهيلية وتطوير المتاحف والقطاع السياحي، ولم يكن ذلك ممكناً لو شركائنا اليمنيين والتعاون الوثيق معنا بالاضافة الى تعاون الشركاء الغربيين. هذا وقد اجاب المشاركون في المؤتمر الصحافي على أسئلة الصحافيين، فيما تم توزيع عدد من المطبوعات التي توثق قصة نجاح ألمانية في اليمن أطفأت للتو شمعتها الثلاثين.